مريم كرودي : “لكي تعيش بكرامة يجب أن تكون تافها” - بريس تطوان - أخبار تطوان

مريم كرودي : “لكي تعيش بكرامة يجب أن تكون تافها”

مريم كرودي إعلامية من مدينة المضيق شمال المغرب، تميزت بشغفها وحبها للصحافة اللذان رافقاها منذ نعومة أظافرها، شقت طريقها نحو مهنة المتاعب بكل حب ومهنية وتفان، استطاعت “كرودي” أن تكون مديرة لأول مقاولة إعلامية إلكترونية بشمال المغرب منذ سنة 2023م.

وفي إطار سلسلة الحوارات التي تجريها جريدة بريس تطوان ارتأينا إجراء حوار مع الإعلامية مريم كرودي للحديث عن مسارها المهني والإعلامي.

حاورتها الصحفية المتدربة بسمة الكلخة

بريس تطوان: هل لك أن تقدمي لنا نبذة تعريفية مختصرة عن مسيرتكم الإعلامية؟

كان تكويني العلمي في البداية مختلفا عن الصحافة، درست الاقتصاد ثم حصلت على ماستر متخصص في تسيير المقاولات، في هذه الفترة لم أتوقف عن هذا الحلم بل كان يكبر شيئا فشيئا، كنت أكتب مقالات في جريدة الأخبار الورقية، وكان عندي مقال أسبوعي لمدة سنتين ونصف وأنا أكتب دون توقف، وكانت هذه فرصة بالنسبة لي كي أنفتح على الصحافة المكتوبة، وكنت أقوم أيضا بتسيير وتنشيط مجموعة من الأنشطة واللقاءات منذ فترة الدراسة إلى ما بعد الجامعة، وبعد تخرجي توقفت عن الكتابة واشتغلت في مجال الاقتصاد.

بعد ذلك قررت أن أصبح ما أريد، قدمت استقالتي للشركة التي كنت أشتغل بها، وولجت أول مؤسسة إعلامية بشكل رسمي كصحفية وهي جريدة “بريس تطوان”، ولهذا أعتبرها دائما هي مدرستي الأولى، خاصة في الصحافة الإلكترونية، اشتغلت في هيئة التحرير كمتدربة في البداية، ثم صحفية ثم رئيسة تحرير الجريدة لمدة أربع سنوات ونصف، وأثناء اشتغالي بالجريدة درست الإعلام وحصلت على شهادة الإجازة، بالموازاة كنت أقدم برنامجا على إذاعة ثقافية “بصمة شاعر”، بعدها حصلت على تدريب بإذاعة تطوان الجهوية لمدة شهرين وهناك أيضا قدمت مجموعة من البرامج، إلى أن جاءت فكرة إنشاء”جريدة شؤون”باعتبارها أول مقاولتي الإعلامية.

بريس تطوان: بالحديث عن مسارك الإعلامي ما هو الجنس الإعلامي الأحب إلى قلبك؟

الصحافة المكتوبة مهمة جدا أجدها كأساس لجميع الأجناس الإعلامية لكني أميل للإذاعة فبما أنك كاتب جيد فهذا يعني أنك إذاعي متميز.

بريس تطوان: كيف جاءت فكرة الاستقلال بالذات وإنشاء مقاولة خاصة؟

لكي تخلق مقاولة يجب أن يكون لديك أسس إنشائها، فكما ذكرت سابقا أنني درست تسيير المقاولات لمدة خمس سنوات لذلك لم أواجه أي صعوبة من هذا الجانب، فالاقتصاد لعبتي والإعلام عشقي، وبحكم ميولي للإعلام الثقافي وكل ما يتعلق بالمرأة، من هنا جاءت فكرة “شؤون” كاسم شامل فحينما تلجين الجريدة تجدين مجموعة من التبويبات شؤون نسائية، رياضية وثقافية إلى غير ذلك.

ولكي أكون صريحة معك في البداية كانت من أجل منصة ثقافية فقط، لكنها أصبحت تهتم بمجالات مختلفة بحكم تجربتي مع جريدة “بريس تطوان” التي جعلتني أنفتح على جميع المجالات.

بريس تطوان: باعتبارك مديرة أول جريدة نسائية حاصلة على الملاءمة  بمدينة تطوان ماهي الصعوبات والإكراهات التي واجهتك؟

نحن نعلم جيدا أن الصحافة هي مهنة المتاعب تتطلب منك جهدا كبيرا، الصعب في الأمر هو أن تكون صحفي ومسير شركة في نفس الوقت، ومن الإكراهات التي واجهتها هي أن تكون متواجدا وحاضرا لأنك لست وحيدا، هناك مجموعة من المنابر قد سبقتك بسنوات فما الذي ستقدمينه.

وأن تعرف بنفسك فتطوان مدينة صغيرة، الناس يعرفونك كإعلامية، لكن لا يعرفون شؤون الذي هو مولود إعلامي جديد فكيف سيلج إلى أذهان الناس، فهذا أيضا إكراه في حد ذاته.

ومن بين الصعوبات أيضا مسألة الدعم، فمقاولتي حاليا ستتمم عامها الأول ولازالت لم تحقق مدخولا، في المقابل هناك مجموعة من الالتزامات التي يجب أن  تؤديها، فالإعلام الرقمي يعاني وبشدة من الجانب المادي .

بريس تطوان: لو لم تكوني صحفية ماذا كنت تفضلين أن تكوني؟

كنت سأفضل أن أكون صحفية لأنه كما سبق وقلت هذا حلم الطفولة، والدليل أنني اشتغلت في مجال آخر لمدة طويلة وكنت أعيش بكرامة وراتب جيد لكنني قررت ترك العمل، لأنني أحب مهنتي ورغم كل الصعوبات والمتاعب إلا أني لا زلت مستمرة وأشعر بالمتعة في ذلك.

 بريس تطوان : سبق وذكرت في إجابتك عن أحد الأسئلة أن شركتك لازالت لم تستطع تحقيق أية ربح بمدة سنة كاملة في وجهة نظرك هل مهنة الصحافة كافية للعيش بكرامة ؟

نحن نعيش موجة الإعلام التافه، لكي تعيش بكرامة يجب أن تكون تافها وأقصد بالكرامة الجانب المادي، فكلما جريت خلف سفاسف الأمور ستكون لديك قيمة مادية وناجحا في حياتك في نظر الآخرين، لكن ما دمت تهتم بالإعلام الراقي والهادف الذي يحترم الأسس فستعاني، ستعيش بكرامة من الجانب المعنوي أما الجانب  المادي فلا أستطيع أن أؤكد ذلك، لأن الإعلام الرقمي يعاني في ظل زخم من الجرائد الإلكترونية.

بريس تطوان: هل استطعت أن تحققي أهدافك؟

الإنسان طماع بطبعه، كلما وصلت لشيء كنت تطمح له، أصبحت تطمح إلى ما هو أحسن وأفضل منه، فالحمد لله على ما حققته ووصلت إليه لكن ما دمنا على قيد الحياة فلايزال للحلم بقية.

بريس تطوان :بحكم تجاربك العديدة بالمجال ماهي نصيحتك للشباب الراغب في إنشاء مقاولة صحفية؟

-المجال ككل يتطلب الشغف إذا لم تكن شغوفا بالإعلام فاختر مجالا غيره،لأنه مجال صعب.

-لكي تنشئ مقاولة يجب أن تكون صبورا ومتمسكا  بهدفك وحلمك، وأن تعتبرها  كأنها مولودك الصغير ترعاه بكل الوسائل

– يجب أن نسعى دائما بدون توقف وأن نركز ونطور من أنفسنا.

-نصيحتي للشباب عامة ابحث عن شغفك ثق بقدراتك آمن بنفسك وانظر إلى الأمام دائما واستمر.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. حسن يقول

    أبدا بعكس بالإمكان أن تقدم منتوج الإعلامي هادف ومصلح وممتع بالتدرج والحكمة والمرونة ، أما العيش الكريم فالله هو الرزاق ذو القوة المتين ما عليك إلا تكون عابدة الله في رسالتك المهنية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.