وفي سنة 1951 ثم إحداث عربات جديدة مكيفة وسريعة ومفروشة بالجلد بمقاعد مريحة وواسعة، صارت قبلة لجميع سكان تطوان والنواحي للذهاب إلى سبتة وسعرها سبعة بسيطات، كان الناس يقضون فيها طول اليوم ثم يعودون إلى منازلهم بعد نصف ساعة من الركوب فقط.
في سنة 1918 أقيم احتفال كبير بمدينة سبتة بمناسبة مرور مائة سنة على إنشاء هذا الخط، حضرته عدة شخصيات إسبانية وأوربية. وفتح الستار عن بعض العربات التي كانت مستعملة كما تظهر في الصورة.
تعليق:
ثقافة التراث الإسباني بالمغرب أيام الحماية ظلت عالقة في الجسد والدهن الإستعماري، ومن بينها خسارة توقف الخط السككي الإسباني بين تطوان وسبتة بعد مغادرة المستعمر لأرض الوطن، فكتبت عدة منابر ومواقع إسبانية وأجنبية كثيرا وبحسرة واسف عن أسباب توقف القطار، لأنه من المفاخر التي كانت تعتز بها إسبانيا عن عملها الاستثماري بشمال المغرب، وإلى وقت غير بعيد تنبهت إسبانيا للإهمال الذي تعرضت له محطة القطار بسبتة وما لاحق القطارات المتوقفة بها من الأضرار والخسائر في الحقل السككي، فعملت على إصلاح هذه المحطة كذاكرة محفوظة للتاريخ فرممت ما رممت وحولت المحطة إلى مزارات لكافة المواطنين والأجانب للتعرف عليها.
وبمناسبة مرور مائة عام على بداية الخط السككي بين تطوان وسبتة، نظمت سنة 1918 عدة مهرجانات احتفالية وندوات علمية، فكرية وثقافية بسبتة، نبشت الماضي الإستعماري، وظلت الصحافة الصادرة بسبتة تنشر بأكثر من وصف عن الدور التاريخي للقطار الرابط بين تطوان وسبتة كأول خط سككي ظهر بالمغرب في القرن الماضي وقبل الخط الرابط بين طنجة وباقي المدن المغربية.
في سنة 2022 قامت الجمعية الوطنية للسككين بسبتة بتدشين مقرها الجديد للمحطة بسبتة إحياءا للمناسبة، ونظمت معرضا كبيرا للرسوم والصور التشكيلية والفتوغرافية ومقتطفات من الكتابات التي تناولتها الصحف الإسبانية والسبتية عن القطار ومحطته بسبتة.
العنوان: تاريخ مدينة المضيق
الكاتب: النقيب محمد الحبيب الخراز
منشورات هيئة المحامين بتطوان
بريس تطوان
يتبع…