متلازمة الأكل الليلي.. اضطراب خفي قد يُهدد صحتك - بريس تطوان - أخبار تطوان

متلازمة الأكل الليلي.. اضطراب خفي قد يُهدد صحتك

بريس تطوان

قد تبدو نوبات الجوع المفاجئة أثناء الليل أمرا عاديا لدى كثيرين، لكنها في الواقع قد تخفي وراءها اضطرابا صحيا معروفا باسم “متلازمة الأكل الليلي”، حالة يعاني منها ما يقارب 4.6% من السكان وفقا لبيانات بحثية حديثة.

هذا الاضطراب يتجاوز مجرد الرغبة في تناول وجبة خفيفة ليلا، إذ يُقدم المصابون به على استهلاك أكثر من ربع حاجتهم اليومية من السعرات الحرارية بعد العشاء، ويستيقظ بعضهم خصيصا لتناول الطعام، في حين يشعر آخرون أنهم غير قادرين على العودة للنوم دون الأكل، ما يؤدي إلى فقدان الشهية صباحا.

مخاطر صحية نفسية وجسدية

يحذر الأطباء من ارتباط هذه المتلازمة بزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة، والسكري، والقلق، والاكتئاب، خاصة في الفترات المسائية. كما أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن واحداً من كل ثلاثة بالغين يتناول وجبات ليلية، غالباً ما تكون غنية بالسكريات، مما يشكل تهديداً إضافياً لصحة الأسنان.

وفي عمود أسبوعي للطبيبة البريطانية إلي كانون، تلقّت قصصا مؤثرة من قرائها، كشفت عن مدى شيوع الظاهرة. أحدهم، يبلغ من العمر 65 عامًا، روى كيف بدأت حالته بكوب من عصير التفاح لتتحول تدريجيا إلى ثلاث وجبات ليلية كاملة. فيما وصفت سيدة مسنّة في الثمانين من عمرها شريحة الكعك مع الحليب في الثالثة فجراً بأنها “عادة لا يمكن الاستغناء عنها”.

اضطراب معقد.. لكن يمكن علاجه

بحسب المتخصص في اضطرابات النوم، د. نيل ستانلي، فإن متلازمة الأكل الليلي قد لا تكون مميتة في حد ذاتها، لكنها “تمهد الطريق نحو أمراض مزمنة مثل القلب والسكري”، موضحاً أن الاضطراب ناتج عن تفاعل معقد بين قلة النوم، والضغوط النفسية، واختلال هرمونات الجوع والشبع.

ومن جهة أخرى، فإن الأمل موجود، إذ يمكن علاج هذا الاضطراب من خلال العلاج السلوكي المعرفي، وأدوية تنظيم النوم. كما أظهر عقار “أوزيمبيك”، المستخدم عادة في علاج مرضى السكري، نتائج واعدة في كبح نوبات الجوع الليلي.

ويسرد دانييل جيرارد، المدير التنفيذي لمراكز علاج الإدمان في بريطانيا، تجربته قائلاً: “بعد 17 عامًا من المعاناة مع الأكل الليلي، توقفت تمامًا بفضل هذا العقار.. لقد تغيرت حياتي”.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.