بريس تطوان
عاد الصراع الرمزي بين عملاقي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة ليُلقي بظلاله، هذه المرة، على دواليب التسيير المحلي بمدينة تطوان، بعد أن أثار دعم جماعة تطوان لجمعيات مشجعي الفرق الأجنبية جدلاً واسعاً حول أولويات صرف المال العام ومعايير دعم المجتمع المدني.
مصادر مطلعة أفادت بأن رئيس المجلس الجماعي، مصطفى البكوري، شارك مؤخرا في ذكرى تأسيس جمعية محبي ريال مدريد بتطوان، والتي سبق للمجلس أن منحها دعما ماليا بقيمة 5 ملايين سنتيم، وهو ما أثار انتقادات، خاصة من كاتب المجلس، الذي سبق أن نشر تدوينة على “فيسبوك” يطالب فيها بمنح الأولوية لجمعيات أنصار فريق المغرب التطواني المحلي، معبّراً عن رفضه لما اعتبره “تأويلاً سياسياً” لتدوينته ومحاولة لإسكاته.
في المقابل، أظهر كاتب المجلس دعما واضحا لتأسيس رابطة محبي برشلونة في تطوان، وهنّأ رئيسها المنتخب حديثا، في خطوة فسرها البعض بأنها تأتي في سياق “رد الاعتبار” لتوازن رمزي داخل المجلس، في انتظار أن تتقدّم هذه الجمعية أيضا بطلب دعم مالي تحت يافطة الدبلوماسية الرياضية والتعريف بمدينة الحمامة البيضاء ومؤهلاتها الثقافية والسياحية.
وقد أثارت هذه التحركات حالة من التذمر داخل بعض مكونات المجلس، حيث دعا أعضاء إلى ضرورة ضبط الأولويات في توزيع الدعم المالي، ووضع معايير شفافة وموضوعية لصرف المال العام، كما نبهوا إلى ضرورة إخضاع الاتفاقيات الموقعة مع الجمعيات للتقييم، بناء على برامج عمل واضحة، وبطاقات تقنية تفصيلية، وتحديد الفئات المستهدفة، بدل الاكتفاء بدعم جمعيات “رمزية” تخدم أجندات حزبية أو تثير حساسيات لا طائل منها.
وسبق أن شهدت دورات رسمية مناقشات حادة حول معايير دعم المجتمع المدني، حيث طالب أحد المستشارين عن فيدرالية اليسار، وهو محام بهيئة تطوان، بضرورة القطع مع منطق العشوائية و”الولاءات السياسية” في دعم الجمعيات، وتشجيع المبادرات ذات النفع العام الحقيقي المرتبطة بهموم الساكنة وواقع المدينة.
من جهتها، حاولت مصادر من داخل المجلس التقليل من وقع هذا “الكلاسيكو السياسي الرمزي”، معتبرة أن حضور رئيس الجماعة لنشاط جمعية ريال مدريد يدخل في إطار “تلبية دعوة عادية”، وأن دعم رابطة برشلونة إن حصل مستقبلاً لن يكون مستبعداً، بالنظر لدور هذه الجمعيات في تمتين العلاقات الثقافية والرياضية مع إسبانيا، ضمن منظور “الدبلوماسية الموازية”.