بريس تطوان
يُعد التثاؤب من الظواهر الجسدية الطبيعية التي تحدث استجابة للتعب أو النعاس، إلا أن تكراره بشكل مفرط قد يشير في بعض الحالات إلى مشكلات صحية كامنة تتطلب الانتباه.
وبحسب موقع “MedlinePlus” التابع للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب، فإن التثاؤب المفرط يمكن أن يكون ناتجًا عن:
- التعب أو النعاس: السبب الأكثر شيوعًا، ويحدث عادةً عند انخفاض مستويات النشاط أو اليقظة.
- اضطرابات النوم: مثل فرط النعاس أثناء النهار أو انقطاع التنفس الليلي، مما يؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق.
- مشاكل في الجهاز العصبي: من ضمنها السكتة الدماغية، أورام الدماغ، الصرع، أو التصلب المتعدد، حيث قد يكون التثاؤب عرضًا مرافقًا.
- الانعكاسات الوعائية المبهمية: وهي استجابات عصبية مرتبطة بالقلب، مثل النوبات القلبية أو تسلخ الشريان الأبهر.
- تناول بعض الأدوية: في حالات نادرة قد يؤدي استخدام أدوية معينة إلى التثاؤب كأثر جانبي.
- اختلال تنظيم حرارة الجسم: وهو سبب نادر، لكنه ممكن في بعض الاضطرابات العصبية.
ويشرح التقرير أن مدة التثاؤب تبلغ عادة حوالي خمس ثوانٍ، وغالبًا ما تكون مصحوبة بتمدد في اليدين والقدمين. كما تشير دراسات مختلفة إلى أن التثاؤب يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في مستوى التنبيه الجسدي، وذلك بفضل تأثيره على “الأجسام السباتية” الغنية بالأوعية الدموية، والتي تستجيب للضغط الناتج عن حركة التثاؤب بإفراز هرمونات مثل الأدينوزين والكاتيكولامينات.
ومن اللافت أن التثاؤب يؤدي أيضًا إلى تخفيف آلام الأذن الناتجة عن التغيرات المفاجئة في ضغط الهواء، حيث يساعد على فتح قناة استاكيوس، ما يُعزز توازن الضغط بين الأذن الوسطى والبيئة الخارجية. لهذا السبب يُنصح بالتثاؤب عند الإقلاع أو الهبوط في الطائرة، أو أثناء ركوب المصاعد السريعة.
أما من الناحية السلوكية، فلا يزال التثاؤب يُفسّر في بعض الثقافات كعلامة على الملل أو قلة الأدب، في حين تؤكد الدراسات أنه ظاهرة “معدية” نفسياً، إذ يكفي مشاهدته أو التفكير فيه لإثارة نفس الاستجابة لدى الآخرين.