بلغ الشاب المغربي شعيب مارسو سن الرشد قبل بضعة أشهر فقط، كما حقق بعد حوالي سبع سنوات من عبوره إلى سبتة المحتلة سباحة، تمكن من الفوز بجائزة مرموقة في الطبخ بإسبانيا، وأصبح أقرب إلى تحقيق حلمه، في أن يصبح “أفضل طاه في العالم”.
وحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “لا فانغارديا” الإسبانية، فإن الشاب الذي عبر من الفنيدق إلى سبتة المحتلة سباحة حين كان في عمر الـ”13″، قال في مقابلة صحفية، إن الطبخ هو “عالم يجد فيه الهدوء، حيث وبمجرد دخوله المطبخ مع زملائه، والطعام، والأطباق التي يعدها، يريد أن ينتج شيئا جميلا … إنه فن، أسميه فن المطبخ”.
وقالت الصحيفة، إن الشاب الذي يعمل في مطعم بمورسيا، تمكن من الحصل على جائزة “سول ريبسول” المرموقة هذا العام، ويطمح إلى الحصول على نجمة “ميشلان”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا الإنجاز يجعل شعيب الصبي يشعر بالفخر، حيث قبل سنوات غادر مسقط رأسه في سن الـ13 عاما فقط في شمال المغرب دون إخبار والديه، لأنه كان يعلم أنهم لن يسمحوا له بالذهاب، وتوجه إلى مدينة الفنيدق مع بعض أصدقائه من الحي ليقوموا بالتسلل سباحة إلى مدينة سبتة المحتلة.
وقال المصدر ذاته، أن الشاب حاول خلال مقابلته الصحفية أن يقدر المدة التي ظل يسبح فيها للوصول إلى الثغر المحتل دون جدوى، حيث يتذكر فقط أن الأمر كان “صعبا” لأن أمواج البحر كانت “قوية”، وأنه كان خائفا عندما اضطر إلى التوقف وطلب المساعدة من أصدقائه لأنه لم يستطع مواصلة السباحة نفسه. وبمجرد وصوله إلى سبتة المحتلة، يتذكر الأيام الأولى مع الكثير من الارتباك، إذ كان في مكان غير معروف تماما بالنسبة له؛ دخل العديد من مراكز الرعاية، والتي هرب منها بسبب عدم عثوره على “الحرية” والظروف المناسبة للنظافة.
وأوضحت الصحيفة، أن شعيب عاش رفقة بعض أصدقائه في بعض الأكواخ التي بنوها بأنفسهم حتى في يوم من الأيام، قبضت عليهم الشرطة وأدخلوا مركزا لاستقبال للقاصرين. ويقول شعيب “شعر هناك أنه في مركز وليس في مزرعة حيوانات كالمراكز السابقة”، حيث وجد معلمين ومساعدين اجتماعيين أصبحوا عائلته وقليلا مما كان يبحث عنه منذ مغادرته المنزل، لينخرط في ورش عمل تدريبي ودروس في اللغة الإسبانية والرعاية النفسية. وتتاح له الفرص التي لم يتردد في الاستفادة منها، والتي، في حالته، قادته إلى القيام بدراسة الطبخ، حيث سمح له حصوله على درجات جيدة بالقيام بتدريب داخلي في المطعم الذي انتهى به الأمر إلى توظيفه.
وأضافت الصحيفة، أن شعيب يعيش الآن في شقة، يشاركها مع خمسة شباب آخرين، وهو “سعيد جدا” لأنه يشعر أنه حقق شيئا “شبه مستحيل”، وندمه الوحيد هو الابتعاد عن عائلته وأصدقائه، الذين يفخرون به للغاية. حيث سيتمكن هذا العام أخيرا من زيارتهم، بعد أن بلغ 18 عاما، قائلا أن “التواجد والتسكع وتناول الطعام مع العائلة والأصدقاء والقيام بكل ما لم نتمكن من القيام به منذ سنوات عديدة” هي ما ينوي فعله خلال رحلته إلى المغرب.