قبسات نورانية في ذكرى وفاة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه - بريس تطوان - أخبار تطوان

قبسات نورانية في ذكرى وفاة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه

في كل سنة تأتي علينا ذكرى وفاة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وهذه المناسبة فرصة لتجديد الصلة بسيرة هذا الملك الهمام، وفرصة أيضا للوقوف على العطاءات التي قدمها جلالته في سبيل الارتقاء بهذا الوطن والرقي به في مختلف الميادين، فقد أبلى جلالته –نور الله ضريحه- البلاء الحسن من أجل أن يكون هذا البلد في مقدمات البلدان؛ من مختلف المجالات؛ دينية وسياسية واجتماعية واقتصادية…

وقد ارتأيت من خلال هذه الكلمة الموجزة بمناسبة الذكرى 26 لوفاة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه أن أُذَكِّر ببعض مناقب ومفاخر هذا الملك الباني الهمام، مقتصرا منها على ما يتعلق بالجانب الديني والثقافي:

أولا: الملك الحسن الثاني وتهممه بالقرآن الكريم وعلومه:
لقد كان للقرآن الكريم في حياة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه مكان كبير، حيث كان يحث على تعلم وتعليم القرآن الكريم، كما كان يجل حملة القرآن إجلالا عظيما، وما زالت عدد من الفيديوات منشورة على الإنترنت تبين عمق عناية جلالته رحمه الله بالقرآن الكريم.

وقد كان لجلالة المغفور له الحسن الثاني مسيرة مباركة مع الكُتَّاب القرآني، ” فلم تمض إلا بضعة أسابيع على دخول الأمير إلى المسيد حتى ظهرت نجابته وتفوقه على أقرانه وقريناته في حفظ السور وحذق القواعد التي كان يلقنهم إياها الفقيه، بل كانت ثقته بنفسه تأبى عليه وهو في ذلك السن المبكر أن يتصور أحدا ممن يقرأ معه يحفظ أكثر منه ولو سبقه إلى المسيد بعدة سنين، ومما قال جلالته : عندما دخلنا إلى المسيد دخلت معنا الحسنية بنت معلمنا الفقيه أقصبي وكانت فتاة تكبرنا سنا وعرفت المسيد قبل أن نعرفه ببضعة أعوام، ويوم ختمت الحسنية القرآن بكيت، لأنني لم أرض أن تختم -وهي بنت- جميع القرآن بينما أنا الرجل لا أزال في حزب عم” [مقال بدعوة الحق بعنوان: الحسن الثاني في الكتاب القرآني، العدد 196].

وفيما يلي نص من كتاب حمل القرآن [ص: 16] يبرز ما وصلت إليه العناية بالقرآن الكريم في عهده رحمه الله ونور ضريحه: ” وفي عهد المولى الحسن الثاني اكتمل هذا الصرح واستطال وزاد شموخا، فانطلقت المؤسسات تجني ثمار عقود من البناء استطاعت من خلالها أن تجدد هياكلها، وأن توسع من ميادين عملها في أكثر من اتجاه، وانتعشت مدارس القراءات، واتسعت حركة الكتاتيب، وفتحت الدولة عن طريق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية آفاقا جديدة ورحبة لتفتيق مواهب الناشئة في ميادين الحفظ لكتاب الله، وتجويده والمنافسة فيه، فأحدثت لذلك البرامج الإذاعية، والمسابقات الموسمية، ورصدت الجوائز القيمة والمكافآت المهمة لحفز همم الناشئة ولطلب المزيد من الحذق والتبريز في هذا الشأن، وهكذا أصبح قراؤنا في أواخر القرن الماضي يشاركون وينافسون في مسابقات ومباريات التجويد والحفظ، ويحصلون على الجوائز والمراتب المشرفة في عدد كبير من دول المشرق العربي والعالم الإسلامي”.

أما عن مصحف الحسن الثاني الذي يحمل اسمه الشريف، فإنه “تلبية للرغبة الملكية السامية في إصدار مصحف كريم يحمل اسم الجلالة الشريفة وجهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عنايتها لإنجاز هذا المشروع الذي تعكف عليه لجنة من الخبراء والفنيين الذين انتدبتهم الوزارة لذلك حتى يبرز هذا المصحف في حلة أنيقة تليق بكتاب الله، وحمل هذا المصحف الشريف اسم «مصحف الحسن الثاني» ليضيف مأثرة جليلة إلى المآثر الخالدة التي لمولانا أمير المؤمنين، وحامي حمى الملة والدين، وقد شرع معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية فضيلة الأستاذ الحاج احمد بركاش في إعداد العدة لتنفيذ الأمر الشريف، والرغبة المولوية السامية، واستدعى بعض موظفي وزارته، وعقد معهم عدة اجتماعات متوالية لدراسة وترتيب الخطوات الأولى، وتنفيذ المراحل التالية التي يجب اتخاذها للقيام بهذا المشروع العظيم، وبعد البحث المتواصل، والاستقراء الدؤوب تم الحصول على عدة مصاحف، واستقراء الرأي على مخطوط ممتاز ضمن ذخائر الأحباس الموجودة بالخزانة العامة بالربا.، ولقد بذلت جهود جبارة للاضطلاع بهذا العبء الذي اعترضته عدة عقبات كان سيادة الوزير يتغلب عليها بالإرادة الحكيمة والعزم الصارم والصدر الرحيب. [مقال بدعوة الحق بعنوان: مصحف الحسن الثاني، العدد 96].

وقد طبع المصحف الحسني سنة 1395 هـ بأمر من صاحب الجلالة الحسن الثاني طيب الله ثراه، كما أمر رحمه الله مرة ثانية بإعادة طبع المصحف الشريف سنة 1414 رغبة منه في تجديد كتابة المصحف الشريف وطبعه والعناية برسمه وزخرفته، وخطه وتوفير النسخ الكافية منه لجميع المومنين، وتيسير حفظه وقراءته على جميع المسلمين، وقد سميت هذه الطبعة بــ : “المصحف الحسني المسبع” لأنه تم تقسيمه من خطاط ماهر مختار من مجموعة من الخطاطين المغاربة المتقنين للخط المغربي الأصيل وفق المقاييس المتبعة في رسم الحروف بالطريقة الجميلة والمتميزة، ومما زاد المصحف بهاء من الناحية الشكلية أنه قد اختير لكل سبع منه لوحة أخاذة الجمال، متناسقة تناسقا تاما مع خطها، ومع اللوحات السابقة عليها واللاحقة لها، مع انسجام كامل بين الألوان الباردة والحارة.. وسيادة اللون الذهبي على الصورة الفنية العامة، مع افتتاحه وانتهائه بلوحات مزينة رائعة [مقال بدعوة الحق، العدد 333].

وإن مأثرة أخرى خلدها في علم القراءات ملوكنا العلويون وواصلها برعايته مولانا أمير المؤمنين الحسن الثاني رعاه الله هو تنظيم ما يسمى بالحزب للقراءات السبع الذي أسسه ملوكنا العلوييين في كل مسجد كبير من المملكة الشريفة.

وإن حزب القراءات السبع الذي ينتظم في كل يوم جمعة بالمسجد العظم بمكناس منه يسمى بالعنزة تحت رئاسة الشيخ المقرئ السيد ابراهيم الهلالي ليعد بحق تحفة المقرئ السيد ابراهيم الهلالي ليعد بحق تحفة من التحف التي تناهى بها دول العالم الإسلامي.

إن سر مواصلة هذه الأعمال الجليلة في القراءات رغم قلة المقبلين عليها، ليرجع الفضل فيه إلى باحث هذه الأمة في كل الميادين مولانا الحسن الثاني نصره الله. [مقال بدعوة الحق، العدد 135].

ثانيا: الملك الحسن الثاني وعنايته بالحديث النبوي الشريف:

لقد كان لجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه تعلق شديد بحديث جده المصطفى عليه الصلاة والسلام، وما زالت مقتطفات من كلامه أثناء الدروس الحسنية تبين نبوغه ومحبته لحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا التقليد السني هو ما تجلى في عهده في أمرين: ابتكار الدروس الحسنية، وإنشاء دار الحديث الحسنية.
وهو ما سنوضحه في العناصر الموالية:

ثالثا: الملك الحسن الثاني والدروس الحسنية:

“تعتبر الدروس الحديثية، التي أحياها أمير المومنين جلالة الملك الحسن الثاني اقتداء بجده الأعظم صلى الله عليه وسلم، وجريا على عادة أسلافه المنعمين، ومحطة إشعاع إسلامية كبرى، يلتقي فيها علماء الإسلام من كل الأصقاع، تنبثق من وحيها عدة مبادرات، فهي سوق علمية عالمية فريدة، تتلاقح فيها الأفكار، وتتقارب المشارب والمذاهب، وتستمر طوال شهر رمضان المعظم من كل عام. يتم خلالها الاحتفاء بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية الشريفة في صور قدسية رائعة تتجلى في دروس التفسير والحديث، التي يلقيها بين يدي العاهل الكريم نخبة من ألمع علماء الإسلام، والتي ساهم فيها أمير المومنين نفسه في بداية الأمر، وفي أجواء إحياء ليلة القدر المباركة، يعلن عن انتهاء هذه الدروس بختم صحيح البخاري، أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل. [مقال بدعوة الحق بعنوان: دور جلالة الحسن الثاني في دعم الحضارة الإسلامية، العدد 284]

ومن بين هؤلاء العلماء الذين ختموا البخاري في حضرته: الشيخ العلامة الفقيه عبد السلام جبران المسفيوي، المتوفى سنة 1413هـ الموافق لـ 1992م، رئيس المجلس العلمي المحلي بمراكش سابقا، وقد كانت له حظوة ومكانة عند جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني نور الله ضريحه.

رابعا: الملك الحسن الثاني ومؤسسة دار الحديث الحسنية:

من المآثر الفكرية الحضارية الشامخة، التي ادخرها الله لأمير المومنين جلالة الحسن الثاني، دار الحديث الحسنية، تلك المعلمة الفريدة من نوعها في العالم الإسلامي، والتي حقق بها جلالته أمنية عزيزة عليه. ودعا جديدا للدراسات الإسلامية “التي يتميز بها المغرب بين الأقطار الإسلامية الأخرى والتي هي إحدى مميزته الأصيلة”
ومهمة خريجيها لن تكون هي الوعظ والإرشاد “ولكن علماء يكونون الإطارات التي يتعادل في كفاءتها وإطلاعها من عرفه المغرب من عملاء مرموقين في هذا الميدان”.

وقد قطعت هذه المؤسسة العلمية العليا، منذ تأسيسها سنة 1384هـ إلى الآن، أشواطا هائلة، في سبيل النهوض بالدراسات الإسلامية في ضوء مناهج البحث الحديثة، ومعطيات العصر ومعارفه، وفق التعليمات السامية لأمير المومنين الذي يرعى هذه الدار، ويتتبع مسيرتها، ويشجع خريجيها، ويتطلع لغد أفضل لها.

في هذا الصدد، يقول جلالته في كلمة توجيهية لدى اختتام الدروس الحسنية ليلة القدر من سنة 1407 هـ: “…فرجائي منكم معالي العلماء والمشايخ أن تبنوا دروسكم المقبلة إن شاء الله، على هذا المنهاج، وخصيصا الذين يتابعون دروسهم أو دراستهم في دار الحديث الحسنية، فمع الأسف منذ ثلاث سنين أو أربع سنوات لم أر خريجا واحدا من دار الحديث الحسنية، أتى ليلقي الدرس أمامنا، وما وضعت دار الحديث إلا لحفظ الحديث وطرقه، والتطرق إليه كما يجب، وكما ينبغي.

نحن في ليلة القدر، فهذا الكلام ليس لوما ولا مؤاخذة، لكن هو تشجيع لخريجي دار الحديث (وأما بنعمة ربك فحدث)، حتى نرى على الأقل غرسنا يانعا ومبشرا بالخير”. [مقال بدعوة الحق بعنوان: دور جلالة الحسن الثاني في دعم الحضارة الإسلامية، العدد 284] .

سابعا: الملك الحسن الثاني وعنايته بالمساجد:

يعتبر مسجد الحسن الثاني الذي تم تدشينه مؤخرا، وبالضبط ليلة ذكرى مولد خير البرية عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام، من طرف أمير المومنين صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، وبحضور عدد من قادة البلدان الإسلامية، وشخصيات مرموقة من العالم الإسلامي أعظم منجزة إسلامية في العصر الحديث، حيث يعد هذا المسجد ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، من حيث المساحة، وحجم الأبنية، وسعة الاستيعاب، كما يعد معلمة معمارية فريدة من نوعها، حيث تمازج الفن التقليدي في انسجام رائع مع أحدث التقنيات التي تضم أحيانا تجديدا سيدخل تاريخ المعمار الإسلامي. [مقال بدعوة الحق بعنوان: مسجد الحسن الثاني مسيرة خالدة في تاريخ العبقرية المغربية المبدعة، العدد 309-310].

وقد كانت أيضا لجلالة الملك الحسن الثاني عناية ببناء المساجد وترميمها، وأكتفي هنا بنموذجين:

1-مسجد الكتبية بمراكش:

فقد ورد في مجلة دعوة الحق ضمن العدد 320، محرم-صفر 1417/ يوليوز 1996مقال بعنوان: في المناظرة الدولية حول صومعة الكتبية، لعبد الكبير العلوي المدغري، وضمن هذه الكلمة تفصيل للترميم الذي قامت به وزارة الأوقاف داخل المسجد بتفاصيله، ومما ورد فيه: نظمت جمعية الأطلس الكبير بمدينة مراكش يوم الجمعة 24 مايو 1996 مناظرة دولية لصيانة صومعة الكتبية، استدعت لها من المغرب وخارجه كفاءات علمية، وفعاليات مقتدرة ذات اهتمام وخبرة في مجال الحفاظ على الإرث الإنساني الحضاري، والفن المعماري الإسلامي، وتشرفت هذه المناظرة الهادفة برسالة ملكية سامية وجهها إلى المشاركين فيها حضرة صاحب الجلالة الحسن الثاني نصره الله، وتلاها مستشاره الجليل، الأستاذ الكبير السيد عبد الهادي بوطالب”…

وقد حضر جلالته لأداء الجمعة بهذا الجامع، كما ألقي بحضرته درس ديني مساء يوم الخميس 29 محرم 1389 ه. الموافق 17 أبريل 1969 ، والذي ألقى الدرس آنذاك العلامة الرحالي الفاروف.

2-أمره المولوي ببناء عشرين مسجدا بمختلف جهات المملكة، فقد وقفت في كتاب: الأوقاف في ظل صاحب الجلالة الملك المعظم الحسن الثاني، منجزات عشر سنوات (1961-1971)، الذي أصدرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، سنة 1986، على أن مسجد أخليج بأوريكة كان ضمن قائمة عشرين مسجدا التي بنيت في أقاليم المملكة المغربية خلال الفترة الممتدة بين (1961و1971)، [ورقمه في ترتيب اللائحة هو 13، الصفحة: 150].

سادسا: الملك الحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء:

يعتبر حدث المسيرة الخضراء حدثا تاريخيا، أبدعه جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وكانت تلك المسيرة إلى الصحراء المغربية إنجازا عظيما تبين من خلاله عمق الارتباط القوي بين الملك الهمام وشعبه الوفي.
فقد “أعطى صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني نصره الله في خطابه التاريخي الذي ألقاه مساء يوم الأربعاء 1 ذي القعدة 1395 موافق نوفمبر 1975 بمدينة أكادير الإشارة بانطلاق المسيرة الخضراء مسيرة فتح الغراء نحو الصحراء، أشاد صاحب الجلالة بما أبداه الشعب المغربي من استجابة جماعية، ومن الطاعة والتسابق إلى الخير، واستخلص صاحب الجلالة العبرة من المسيرة الخضراء منذ أن ابتدأت تنطلق من مختلف أقاليم المملكة.. وأشاد جلالته بمواقف الدول الشقيقة والصديقة التي ساندت المغرب في مسيرته السلمية” [ مقال بدعوة الحق العدد 166].

وأورد في هذا السياق عقب ذكر البيعة نموذجا لصورة من وثيقة مبايعة شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية بإقليم وادي الذهب لأمير المومنين الملك المرحوم الحسن الثاني طيب الله ثراه موقعة في مدينة الداخلة بتاريخ 13 غشت 1979م [إمارة المومنين بالمغرب: التأصيل والخصوصية والأثر ص: 73.

سابعا: الملك الحسن الثاني والعناية بالتراث الإسلامي:

الحديث عن سياق عناية مولانا أمير المومنين جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه بالتراث، وعلى رأسه القرآن الكريم وعلومه، والحديث النبوي الشريف وعلومه، وكذلك الثوابت الدينية؛ بما في ذلك العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني مما لا يمكن أن نوفي قدره في هذه الإطلالة الموجزة، فالله تعالى يجزيه عما بذله في إحياء هذا التراث، ومن بين ما طبع بأمره:

-تفسير المحرر الوجيز لابن عطية رحمه الله.

-وكتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض رحمه الله.

ثامنا: جائزة الحسن الثاني للمخطوطات:

يتوفر المغرب على محصول ضخم من المخطوطات والوثائق، وإذا كانت الخزائن العامة والوقفية تحفل بالكثير الطيب من هذه وتلك، فإن ثروة خطية مهمة تحتفظ بها الأسر والأفراد، مما يمتلكون من الكتب، أو يتوارثون من المستندات، وهذا القطاع لا يزال بحاجة ملحة للكشف عن محتويات، وهي الغاية المتوخاة من أحداث جائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق، ابتداء من عام 1388هـ-1969م. [معطيات جائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق عبر سبع سنوات، دعوة الحق، العدد 166].

كما أن هناك عددا من الجوائز التي تحميل اسمه الشريف، ومنها: جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء.

تاسعا: إشارات وإشادات حول ما أنجز عن الملك الحسن الثاني:

المكتبة المغربية حافلة بمنجزات كثيرة حول مولانا أمير المومنين الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وسأذكر بعضا منها في عجالة:

أما من أمثلة المقالات، فمنها:

-جلالة الحسن الثاني الملك العالم والحاكم العادل، إدريس العلوي العبدلاوي، دعوة الحق، العدد 246 جمادى 2 1405- مارس 1985.

-دور جلالة الحسن الثاني في دعم الحضارة الإسلامية، محمد عز الدين المعيار الإدريسي، دعوة الحق، العدد 284 ذو الحجة 1411/ يوليوز 1991.

-مسجد الحسن الثاني مسيرة خالدة في تاريخ العبقرية المغربية المبدعة، سمير البوزيدي، دعوة الحق، العددان 309-310 ذو القعدة-ذو الحجة 1415/ أبريل-مايو 1995.

أما عن الكتب والقصائد والأبحاث: فمما اطلعت عليه بالخزانة الحسنية مما يتعلق بجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني نور الله ضريحه:

1-نغمات المثاني في محاسن جلالة الحسن الثاني، لمحمد المهدي بن محمد بن الحسن الحجوي، برقم 8495.

2-قصيدة سينية في مدح الحسن الثاني بمناسبة تقليده بالوسام الأكبر التونسي، لعبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان ابن زيدان الشريف الحسني، برقم 13686 .

3-عوارف سرمعاني المستبين وكواشف عصر مثاني التمكين في مجريات مناقب جلالة الحسن الثاني بمناسبة بلوغه سن الستين، للحسن ابن صبيح، برقم 12760.

4-ألفية الملك الباني جلالة الحسن الثاني، لعبد الحميد الجوهري، برقم 12775.

أما عن الأبحاث والدراسات المطبوعة، فهي بالمآت، وأكتفي بذكر بعض عناوينها:

– الحسن الثاني: القائد في الأزمنة الصعبة.

– جلالة الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية : الإنسان والملك.

– أطلس الحسن الثاني: الملك المجاهد : بمناسبة الذكرى الثلاثين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين .

– خطب وندوات صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني .

– جلالة الملك الحسن الثاني ورعاية الشباب.

– عشر سنوات من المنجزات الثقافية في عهد الحسن الثاني: 1961-1971 .

– الحسن الثاني‏ : حياته وجهاده ومنجزاته.

– البعد المقاصدي في الفكر القيادي للعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني : جهوده في التنظير و ريادته في التفعيل .

– الحسن الثاني: الذاكرة والتاريخ .

– الحسن الثاني: دراسة في العبقرية.

– ربع قرن من التربية والتعليم في رعاية صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني : الذكرى الخامسة والعشرون لتربع صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني عرش أسلافه المنعمين .

كما أقيمت كثير من الندوات الوطنية والدولية حول جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، ومنها: الحسن الثاني: سيرة وأمجاد : ندوة دولية : بالرباط، 6-9 يوليوز 2000 / نظمتها جمعية رباط الفتح، ومنها: الحسن الثاني: الإنسان والمثقف المفكر : أعمال الدورة الواحدة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف ، ومصادر التأريخ لعهد جلالة الملك الحسن الثاني : أعمال الدورة العشرين لجامعة مولاي علي الشريف ، والحياة السياسية في المغرب على عهد جلالة الملك الحسن الثاني: أعمال الدورة الثانية والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف .

ولي بفضل الله تعالى اشتغال على كتاب حول جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، نسأل الله التوفيق في إعداده وإتمامه.

حفظ الله مولانا أمير المومنين، وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس وأدام عزه ونصره، وأدامه لهذا الوطن منارا عاليا وسراجا هاديا، وأبقاه ذخرا وملاذا لهذه الأمة، وأقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن، وشد عضده بصنوه السعيد مولاي رشيد، وفي كافة أسرته الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.

اللهم ارحم الملكين المجاهدين الجليلين؛ مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، اللهم طيب ثراهما، وأدخلهما برحمتك في عبادك الصالحين.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.