في معنى أن يكون لتطوان عيد كتاب - بريس تطوان - أخبار تطوان

في معنى أن يكون لتطوان عيد كتاب

بداية لا بد من التنويه باستمرارية هذا “التقليد” السنوي بمدينة تطوان التي آثرت أن تجعل للكتاب عيدا سنويا يُحتفَى به لتذكير بعض المؤلفين بأنهم موجودبن حقا يصفق لهم بعض عشرات الحاضرين وقد يبيعون بعض النسخ لأصدقاء أجبروا على واجب “الصْواب” ليأخذوا نسخا لن يقرأوها، في صورة أشبه ما تكون للنفاق الأدبي (الأدب بمعناه الأخلاقي).
ثانيا لا بد من التنويه أيضا باختيار اسم المبدع مالك بنونة كعنوان للدورة في بادرة تروم الإعتراف بالرموز الأدبية للمدينة وإن كان الراحل لم يعش ليفرح لحظة الإحتفاء به وحمل عيد الكتاب لإسمه و هو على قيد الحياة، وكأننا نرسخ لسلوك “جبان”، يتمثل في انتظار موت مبدعينا لنكرمهم، أو لنطلق أسمائهم على هذا الزقاق أو ذاك، نعم إنه سلوك جبان يخشى أن يرى دمعة الفرح في عيون من نحتفي بهم، فننتظر موتهم لنقول لهم كنتم رائعين ومبدعين.

وإذن، في الذكرى الفضية لعيد الكتاب بتطوان، وككل سنة لم يحمل هذا الإحتفاء من العيد إلا الوسم، ولم يحمل هذا التقليد إلا “التقليد” واجترار ندوات ولقاءات و عارضين لن تقدم أكثر من فرقعات صابون، بدءا باختيار التوقيت غير الموفق الذي أغفل أسابيع العطل المدرسية التي تمضي كسراب، مرورا بأكشاك العارضين التي تفتقد لأي لمسة مبدعة في تقديم الكتاب، ثم البرمجة التي بقيت محبوسة بين جدران فضاء العرض إلا لماما، وغيرها من الإنزياحات التي تبرز أن تنظيم معرض للكتاب بتطوان صار هدفا بحد ذاته بعيدا عن الأهداف و المساعي التنموية والإجتماعية والتنشؤوية لمثل هذه التظاهرات.

ومنها مثلا:

– هل فكرت إدارات عيد الكتاب بإحداث جائزة للكتاب المبدعين الشباب بتطوان؟ ثم طباعة اعمالهم.

هل فكرت إدارات عيد الكتاب بإحداث جائزة لأفضل بحث أكاديمي لطلبة الجامعة في أسلاك الإجازة و الماستر والدكتوراه؟ ثم طباعة أعمالهم.

هل فكرت إدارات عيد الكتاب بإحداث جائزة لأفضل قارئ ناشئ؟ و جائزة لأفضل مكتبة مدرسية؟ هل فكرت إدارات عيد الكتاب بإقتناء أعمال المؤلفين الذين يوقعون كتبهم بالمعرض وتوزيعها نسخ منها على المكتبات المدرسية و مكتبات الحي؟ هل أصلا لدينا مكتبات للحي بتطوان، أعرف أنها توجد، لكن هل فكرنا في تشجيع روادها من الناشئين و الشباب؟

هل أعددنا رؤية لتسويق هذه التظاهرة إعلاميا على المستويات المحلية والوطنية والدولية؟ ثم نربط تسويق التظاهرة بتسويق أزقة تطوان العتيقة المصنفة تراثا عالميا و مجالها الترابي الجبلي المحيط بها بما أننا نستنشق نسمات الربيع.

هو غيض من فيض فقط، لتحويل هذه التظاهرة لعيد يستحق هذا الوسم ، و في ذكراه الفضية التي بدت عليها ملامح الترهل.

والسلام عليكم.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.