بريس تطوان/سعيد المهيني
تمكنت السلطات الإسبانية من إحباط عملية غسيل أموال ضخمة تخص تجارة المخدرات في مليلية، حيث تم اعتقال ثمانية أشخاص وتفكيك شبكة إجرامية متورطة في تهريب الحشيش من المغرب.
العملية، التي نفذتها الحرس المدني في كل من مليلية ومالقة، أسفرت عن مصادرة 350 ألف يورو نقدا، بالإضافة إلى تجميد أكثر من 250 ألف يورو في حسابات مصرفية.
الشبكة الإجرامية كانت تركز على نقل الحشيش من المغرب إلى شبه الجزيرة الإسبانية عبر البحر، ثم توزيعه في المدن الإسبانية.
التحقيقات بدأت بعد أن تمكنت فرقة مكافحة المخدرات التابعة للشرطة القضائية في مالقة من رصد تحركات أعضاء المنظمة الذين كانوا يعدون لشحنة كبيرة من المخدرات في مقاطعة ألميريا، حيث تمكنت السلطات من القبض على خمسة أشخاص وضبط أكثر من 1500 كيلوغرام من الحشيش.
مما يثير الاهتمام هو دور النساء في قيادة فرع غسيل الأموال في هذه الشبكة، والذي كان مقره في مدينة مليلية. كانت النساء يديرون شركة لبيع المواد الغذائية والمشروبات، والتي كانت تستخدم كقناة لغسيل الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات.
وقد أظهرت التحقيقات أن الشركة حولت أكثر من مليون ونصف مليون يورو نقدًا عبر حساباتها المصرفية، واستخدمت هذه الأموال لتوسيع نشاطها ومن ثم غسل الأموال بشكل منهجي.
عُثر على أدلة تشير إلى أن الأموال كانت تُحول على مدار فترة زمنية طويلة، من خلال عدة حسابات مصرفية، لتخفي مصدرها غير المشروع. كما تم اكتشاف عمليات شراء عقارات ومركبات باستخدام الأموال المُغسلة، بهدف تحويلها إلى أصول قانونية.
في النهاية، أسفرت العملية عن اعتقال ثمانية أفراد وفرض حظر على نقل 12 عقارًا و13 مركبة بقيمة 1,650,000 يورو. بالإضافة إلى ذلك، تم تجميد حسابات مصرفية بقيمة تتجاوز 250,000 يورو، مما يشير إلى نجاح التحقيقات في تفكيك الشبكة الإجرامية بالكامل.
هذه العملية تبرز بشكل جلي التحديات التي تواجه السلطات في مكافحة تجارة المخدرات وغسيل الأموال، خاصة في المناطق التي تشهد تدفقات كبيرة للتهريب عبر الحدود.