عناية ملوك العلويين بكتاب دلائل الخيرات في الملتقى الروحي - بريس تطوان - أخبار تطوان

عناية ملوك العلويين بكتاب دلائل الخيرات في الملتقى الروحي

تقرير عن الندوة الدولية في موضوع: “عناية ملوك الدولة العلوية الأشراف بكتاب دلائل الخيرات للإمام الجزولي” -ضمن الدورة الثانية للملتقى الروحي لموسم الشيخ الإمام سيدي محمد بن سليمان الجزولي-

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد؛ فرغبة مني في خدمة التراث وأعلامه، فقد ارتأيت الاشتغال على عدد من أعلام مراكش وأحوازها، ومنهم رجالات مراكش السبعة، ولما كتب الله تعالى أن تقام هذه الندوة في الاحتفاء بسيدي الإمام الجزولي قدس الله روحه وكتابه الممتع دلائل الخيرات فقد أحببت أن أكتب عنها تقريرا مختصرا، إسهاما مني في خدمة العلم والعلماء، وفيما يلي نص التقرير:

نظمت الجمعية اليوسفية للتراث والسماع وتلاوة دلائل الخيرات الدورة الثانية للملتقى الروحي لموسم الشيخ الإمام سيدي محمد بن سليمان الجزولي، بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومجلس جهة مراكش آسفي والمجلس الجماعي لمراكش، وبتنسيق مع المجلس العلمي الجهوي بجهة مراكش آسفي والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة مراكش آسفي، والمجلس العلمي المحلي لمراكش والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بعمالة مراكش، خلال أيام 19-20-21-22 نونبر 2024.

وذلك تخليدا للذكرى 25 لتربع جلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين.

وتم تخصيص يوم الأربعاء 20 نونبر 2024 لفعاليات الندوة الدولية، وتضمنت الجلسة الافتتاحية والجلسة الأولى والجلسة الثانية:

أما الجلسة الافتتاحية فترأسها الدكتور أحمد غاوش أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض وعضو المجلس العلمي المحلي بمراكش.

وتم افتتاح الملتقى بآيات بينات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ سيدي العيون الكوشي حفظه الله، ليتم بعدها مباشرة الاحتفاء بتكريمه من طرف الجمعية اليوسفية، حيث قدم له الأستاذ عبد الرحيم بغزلي المندوب الجهوي درعا، وقدم له أيضا العلامة سيدي محمد فاضل رئيس المجلس العلمي الجهوي لوحة، كما قدم له الأستاذ أحمد بلطاقي رئيس الجمعية اليوسفية حمالة الملتقى، وذلك اعترافا بجهوده في خدمة القرآن الكريم.

بعد ذلك تم إعطاء الكلمة للعلامة سيدي محمد فاضل رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة مراكش آسفي: بين فيها أن هذا الملتقى تزامن مع ذكريات عزيزة؛ وهي ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، وذكرى عيد الاستقلال المجيد.

وبين حفظه الله قيمة الندوة من خلال طريقين: الأول: كون كتاب دلائل الخيرات ذائع الصيت شريف المنزلة في الصلاة والسلام على خير البريئة، والثاني: من جانب عناية الملوك الأشراف بكتاب دلائل الخيرات.

وأوضح العلامة سيدي فاضل أن كتاب دلائل الخيرات من أشرف ما ألف في جناب المصطفى عليه الصلاة والسلام، حيث عمت بركته الأرض، وانتفع به الكثيرون.

ثم ساق كلام العلماء؛ كالزبيدي وعبد الرحمن الفاسي المالكي وحاجي خليفة في فضل كتاب دلائل الخيرات، وأنه من أفضل ما صنف مما رزقه الله القبول والاشتهار، وأنه آية من آيات الله..

وختم العلامة سيدي محمد فاضل حفظه الله برعاية الملوك الأشراف العلويين لكتاب دلائل الخيرات، حيث أجرو على قراءته التكرمات، فيقرأ في مجالسهم ومحافلهم، حتى صار تقليدا راسخا، وأسبغوا على ضريح صاحبه والقائمين عليه العطايا والهبات.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للأستاذ الفاضل سيدي عبد الرحيم بغزلي المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة مراكش آسفي: وقد أكد في كلمته أن مدينة مراكش الحمراء تربة الأولياء، ومدينة سبعة رجال.

وطرح في كلمته عدة تساؤلات تاريخية ومنهجية، ومنها أسباب البدء والترتيب في زيارة سبعة رجال من سيدي يوسف بن علي انتهاء بالإمام السهيلي، ونبه على أن هذا الاختيار لهؤلاء الأعلام والأولياء دون غيرهم لمكانتهم الصوفية والروحية، وقد أشار حفظه الله إلى الدراسة التي أنجزها، حيث عد 231 من الأولياء بمدينة مراكش.

ووقف حفظه الله مع مكانة الجزولي العلمية، خصوصا تمكنه من الفقه المالكي، وأنه تلقى تعليمه الأولي بسوس، واستكمله بفاس، وقد علمت قيمة هذه المراكز العلمية آنذاك، وبين أنه كان على الطريقة الشاذلية إلى أن أسس طريقته الجزولية.

وتعرض الأستاذ بغزلي إلى مكانة دلائل الخيرات من خلال العناصر الآتية:

1-كتاب دلائل الخيرات قيمة علمية، مغذية للروح والنفس.

2- كتاب دلائل الخيرات من حيث الشكل منظم تنظيما محكما.

3- كتاب دلائل الخيرات من حيث الأسلوب قمة في الإحكام والرصانة، يعكس جمال اللغة العربية.

4- كتاب دلائل الخيرات ممتع يستحق الإشهار بكل الوسائل المتاحة، …حيث يتلى بالزوايا والمساجد، وفي كثير من البلدان، ويتخذ ضمن أوراد الصوفية.

ثم أعطيت الكلمة للدكتور احماد أيت امهاوض رئيس المجلس العلمي المحلي بمراكش: وتوقف كثيرا من خلال الشكر والترحيب: فتقدم بالشكر الجزيل للجهات الساهرة على تنظيم هذا الملتقى المتميز، وعلى رأسهم الجمعية اليوسفية في شخص رئيسها الأستاذ الفاضل سيدي أحمد بلطاقي حفظه الله وبارك في جهوده.

ونوه الدكتور آيت امهاوض رئيس المجلس العلمي المحلي بالجانب التنظيمي المحكم، وبالجانب العلمي، حيث إن هذه الندوة استقبلت عددا من المتخصصين  من مختلف قارات العالم الإسلامي، فهناك مشاركة جامعة جيوريجا الأمريكية، ومن جامعة البحرين، ومن موريتانيا ، ومن تونس.

وتكلم الدكتور ايت امهاوض حفظه الله عن دور إمارة المومنين المتمثل أساسا في حفظ الملة والدين، مؤكدا على أهمية محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك أهمية التوجه الروحي والسلوكي والصوفي في المجتمع.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للسيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية الأستاذ الفاضل سيدي عبد القادر الصبري: واستهل كلمته بشكر الجمعية اليوسفية وجميع المشاركين والمسهمين، وأكد حفظه الله على الحاجة الملحة لتزكية الروح، والتعرف على الله وعلى أسراره في الوجود، ولا سيما إذا تعلقت بالجزولي رحمه الله، وبين أن ذكر الصالحين يحيي النفوس، وقد كان السلف يحيون سير الصالحين، وهو مما يساعد على الاستقامة.

وقد لخص كلمته من خلال ثلاثة جوانب جد مهمة:

الجانب الأول: الديني: فالجزولي وبقية السبعة مصابيح، جمعوا بين العلم والعمل، وتكلم من خلال هذا العنصر على أهمية الرباطات وأدوارها في حماية الحدود.

الجانب الثاني: الثقافي: حيث إن الجزولي لم ينعزل بعيدا عن الناس، بل كانت زواياه قبلة للمريدين.

الجانب الثالث: السياسي: وتكلم من خلاله على القيم المشتركة للوحدة الوطنية، ودور الجزولي في تعبئة المغاربة لحماية الحدود، والدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية.

وختم الأستاذ سيدي الصبري حفظه الله بالتدرج الروحي للنفوس من الأمارة للسوء ثم اللوامة ثم المطمئنة، مؤكدا على ضرورة عرض أحوالنا مع أحوال هؤلاء الأولياء، لطرح السؤال: ماذا استفدنا؟، وختم بهذه القولة الجميلة: “طلبوا الله فهان عليهم ما قصدوا دون الله:.

ووقف عند آية: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون).

بعد ذلك أعطيت الكلمة للأستاذ سيدي الحاج عبد الرحمن الصويكي باسم الرابطة الوطنية للطريقة الجزولية بالمغرب: وأكد فيها فضيلته مشكورا على أهمية منهاج التربية الذي أخذه الشيخ الجزولي على تلامذته ومريديه، من خلال بث الوحدة بين المومنين، وتأكيد آصرة الأخوة فيما بينهم، ليختم بأن عشرات الألوف المريدين على قدم المبادرة في المحبة، وعلى شرط الإيثار في الصحبة.

وختمت الجلسة الافتتاحية بقصيدة شعرية ماتعة للعلامة سيدي محمد البايك عضو المجلس العلمي الأعلى حفظه الله وبارك في علمه حول الجزولي ودلائل الخيرات.

وقد تخلل هذه الكلمات إفادات وإضاءات مهمة -منهجية وتاريخية وعلمية- للدكتور سيدي أحمد غاوش عضو المجلس العلمي المحلي حول سيرة الجزولي ودلائل الخيرات.

بعدها تم الانتقال للجلسة الأولى برئاسة الأستاذ الدكتور مولاي هشام السعيدي عضو المجلس العلمي المحلي لمراكش.

وأعطيت الكلمة للدكتور عبد الهادي النجار أستاذ اللغة العربية والدراسات القرآنية والسيرة النبوية بجامعة جيورجيا الأمريكية بأثنز: بين فيها أن قراءة الدلائل تبركا أو تخلقا أو حسا ومعنى، وتوجه بالشكر الجزيل لجلالة الملك أمير المومنين محمد السادس أعزه الله على عنايته بالتراث الروحي.

وتكلم الدكتور النجار على الطريقة الجزولية والسلوك والتصوف بأنه التخلق بأخلاق الله ورسوله، ثم فصل القول في الطريقة الشاذلية لأبي الحسن الشاذلي وأصولها الجامعة بين العلم والعمل، وامتداداتها بالمغرب وتونس ومصر.

ووقف طويلا عند العلامة سيدي محمد بن عباد السلاوي المتوفى سنة 792، شارح الحكم العطائية، حيث حقق بعض كتبه، وانتقل في كلمته إلى إيراد بعض النصوص من الكتاب المذكور،  ومن بينها معاني التصوف: وهي التي يكون فيها العبد على حالة من رضا الله ومحبته..

وأكد على قيمة كتابين: أحدهما التنوير، وهو مهم في معرفة الطريقة الجزولية، وكتاب شرح الحكم العطائية.

وبعد ذلك أعطيت الكلمة للدكتور محمد الفران المدير العام المساعد لمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالمغرب، ومحافظ ضريح ابن العريف.

واستهل كلمته بمكانة كتاب الشفا للقاضي عياض ودلائل الخيرات للجزولي، وأن الجامع بينهما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة والسلام عليه.

وبين حفظه الله أنه لم يتردد في المشاركة لعدة أسباب منها: علاقته بدلائل الخيرات وبصاحبه، حيث كان يرى قراءة دليل الخيرات في الضريح وهو صغير، فلم يكن على إدراك بأسباب هذه العناية بالجزولي ودلائله.

وذكر حفظه الله أن القاسم المشترك بين الكتابين التعلق بالجناب المحمدي والصلاة، حيث كتب في مدينة الصلاح مراكش، فكان مراكشيا، ثم مغربيا، ثم عالميا، وأكد على أن التصوف السني مدين لهؤلاء، فالجزولي أيقونة التصوف ونبراسه المتمثل في دلائل الخيرات، ولذلك لقي عناية السلاطين لكونه يحقق الأمن الروحي، ومن وجوه هذه العناية:

-العناية بالزوايا التي يقرأ فيها.

-الظهائر الشريفة: حيث تحفظ لأهل الدليل مقامهم ومكانه: من خلال إحلال طائفة الدليل المكانة اللائقة، مع بيان دور دلائل الخيرات في الثقافة المغربية.

-التوقير والاحترام للشيوخ والمقدمين.

-تعيين مقدم الزاوية وإقراره في منصبه.

-حل الخصومات فيما بينهم.

-الإنعام عليهم والجبر بخاطرهم.

-تشييد الأضرحة وترميمها.

ثم تكلم الدكتور الفران حفظه الله عن السلاطين والملوك، وعلى رأسهم أمير المومنين محمد السادس نصره الله، ووجوه عنايتهم بالتراث الروحي، بما في ذلك التحبيس والتمليك، مما يساعد على النفقات، والإعفاء الضريبي تخفيفا عليهم، وذكر في ذلك جملة من النصوص في الزاوية الدرقاوية في عهد السلطان مولاي يوسف، وغيرها.

ثم انتقل إلى البعد الثاني: المتعلق بدور دلائل الخيرات في تطوير الخط المغربي في الثقافة المغربية: فذكر اقتباسات الخطاطين لنصوص من دلائل الخيرات والتفنن في كتابتها، ووقف عند نسخة فريدة بخط محمد بن قاسم القندوسي، وقد أعطيت لأمير المومنين محمد نصره الله بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.

وتوجد هذه النسخة بالخزانة الوطنية بالرباط، ورقمها 436ج، وأصولها من خزانة مراكشية، وهي آية في التفرد والإبداع، من حيث الشكل والحجم والخط، وتقع في 500 صفحة، وذكر أنها تحمل أكبر خط.

وذكر قضية حمل الأطفال للدلائل عند الختان، وكذلك الفرسان.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للدكتور الشيخ المسند ناجي بن راشد العربي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة البحرين:

وقد استهل حفظه الله كلمته بالحديث الذي ورد عند ابن ماجه بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم يفرح بمن يفرح به.

وأورد البيت المعروف:

‌نحن ‌بنات النجار           ‌حبذا محمد من جار

وذكر أبياتا منها:

ﺑﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻛﻦ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ      ﻭﺍﻟﺰﻡ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺗﻨﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﺘﻐﻲ

ﻓﺸﻮﺍﺭﻕ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻻﺋﺤﺔ ﺑﻬﺎ       ﻓﺎﻟﺘﺮﻙُ ﻣﻨﻚ ﻟﻬﺎ ﺃﺧﻲ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ

ثم انتقل الدكتور ناجي لبيان سبب تأليف كتاب دلائل الخيرات، حيث كان الجزولي يعرف بالتقوى والصلاح، وذلك أن الإمام الجزولي حضره وقت الصلاة فقام يتوضأ لها، فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر، فبينما هو كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال، فقالت له: من أنت؟ فأخبرها، فقالت له: أنت الرجل الذي يُثنى عليك بالخير، وتتحيَّر فيما تخرج به الماء من البئر؟! وبصقت في البئر ففاض ماؤها حتى ساح على وجه الأرض. فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه: أقسمت عليك بم نلت هذه المرتبة؟ فقالت: بكثرة الصلاة على من كان إذا مشى في البر الأقفر تعلقت الوحوش بأذياله، صلى الله عليه وسلم، فحلف الشيخ الجزولي يميناً أن يؤلف كتاباً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم”.

وذكر حفظه الله اختلاف الروايات في القصة هل فيها امرأة أو صبية، ونوه من خلالها على مكانة المرأة.

بعد ذلك ذكر الدكتور ناجي جملة من نصوص العلماء في الثناء على دلائل الخيرات، كنص النبهاني وسليمان الجمل والمختار السوسي، ووقف على نسخة لدلائل الخيرات مذهبة غالية.

ونقل نصا طويلا من كتاب إتحاف أعلام الناس: ومنه في ترجمة محمد بن محمد بن عبد الله بن الطاهر الشريف الأمرانى: ‌”ودلائل ‌الخيرات عن والده، وعن خاله الشريف الفقيه الناسك مولاى يوسف بن الأمير مولانا سليمان عن والده الأمير المذكور عن والده الأمير العظيم الشأن مولانا محمَّد بن عبد الله، كما أخذه أيضًا عن ابن طلحة المذكور، وكان أخذ السلطان المولى سليمان له عن والده ومناولته إياه له وما معه من الأحزاب بالمسجد الأزهر المعروف بجامع الأروى من القصبة السلطانية المكناسية عام ستة وتسعين ومائة وألف”.

ثم انتقل الدكتور ناجي للتفصيل في شروحات دلائل الخيرات، واهتمام أصحاب المذاهب الأربعة بهذا الكتاب، وبعدها ختم بالأسانيد: وذكر أنه تلقاها عن عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني، وبتونس عن الشيخ الشاذلي، وعن المغربي عبد الهادي المنوني، ثم ساق أسانيده إلى الجزولي نور الله ضريحه، وذكر سندا آخر من البحرين عن محمد بن علي بن يعقوب الحجازي.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للدكتورة الفاضلة حكيمة الشامي: أكدت من خلالها على دور المرأة من خلال القصة المذكورة عن الجزولي، لتذكر أن التشوف احتفى ب 277 امرأة، و19 من المجاذيب، وذكرت أن رباط شاكر كان يحضره أكثر من 1000 ولية.

وتحدثت عن تجليات دلائل الخيرات داخل المدرسة المغربية: وتحدثت عن السياقات التاريخية وأهميتها في انتشار الطريقة الجزولية، وتكلمت عن النسخ الخطية الكثيرة لكتاب دلائل الخيرات، وأنه يوجد من كتب الجزولي الأخرى بالخزانة الحسنية 48 نسخة.

وتكلمت حفظها الله عن القيم والأخلاق في الطريقة الصوفية، مبرزة العلاقة بين العقيدة والتصوف والفقه، فبينت أن كتاب دلائل الخيرات كتاب عقيدة بامتياز، حيث فيه محبة الله وصفاته، منها عنصر الجمال، وختمت بمسائل مهمة؛ كالتحبيسات السلطانية.

وقد تخلل هذه الكلمات إفادات وإضاءات مهمة -منهجية وتاريخية وعلمية وتربوية- للدكتور مولاي هشام السعيدي عضو المجلس العلمي المحلي بمراكش.

ليتم بعد ذلك الانتقال للجلسة العلمية الثانية برئاسة الأستاذ الدكتور نور الدين الدرقاوي الصوفي باحث في التراث الصوفي.

حيث أعطيت الكلمة للأستاذ محمد صلاح المستاوي من تونس، وهو مدير مجلة جوهر الإسلام وخبير بمجمع الفقه الإسلامي جدة:

حيث نوه بصلة والده بدلائل الخيرات عند زيارته زاوية الجزولي أكثر من 50 سنة، وتسلم نسخة من دلائل الخيرات من مقدم الزاوية سنة 1390ه، وأحضرها معه ابنه للندوة الدولية.

وتكلم الأستاذ المستاوي عن قراءة الدلائل في الديار التونسية، وأنه لا يخلو بيت من بيوت تونس من نسخة منه، وتلا أبياتا جميلة في وصف مراكش ورجالاتها السبعة.

بعدها أعطيت الكلمة للدكتور محمد وسكسو الذي ناب عن الدكتور عبد الله رشدي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل: وكانت عنوان مداخلته: دلائل الخيرات من مجاهدة النفس إلى الأمن الروحي: تكلم فيها على الطرق الصوفية، ومنها الطريقة التجانية الأحمدية، وتكلم عن النظيفي وكتابه الطيب الفائح.

ثم تكلم على فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والمحبة، وتكلم عن السجع في دلائل الخيرات، كما قرأ نصا للتمبكتي في الثناء على دلائل الخيرات، وأطال في الحديث عن نسخ الدلائل وشروحها وعناية السلاطين بالتصوف ورجالاته.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للدكتور ة سعيدة أملاح عضو المجلس العلمي المحلي بمراكش:  وقد ركزت في كلمتها على علم الحروف: حيث نال الجزولي منها حظا وافرا لأداء المعاني، وذكرت أنه يفتح آفاقا جديدة للتواصل الروحي، وتحقيق السلام الداخلي، والتأمل في الأسماء الحسنى والدعاء، وناقشت الآليات الذهبية التي يحفل بها الكتاب قصد الوقوف على المعنى الروحي والتفاعل مع المتلقى باستعمال رموز، وتكلمت عن خصائص الحروف، وعن الأبعاد الاجتماعية والروحية.

ثم بعدها أعطيت الكلمة للدكتورة هاجر العطار عضو المجلس العلمي المحلي للمضيق الفنيدق: وكان عنوان مداخلتها: اهتمام المغاربة بدلائل الخيرات خلال العهد العلوي: وساقت نصا لابن العربي عن الإنسان بين بدايته ونهايته.

وانتقلت للحديث عن تدريس الدلائل بفاس زمن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي، كما تكلمت عن معهد لوقش الذي توجد فيه نسخ نفيسة للدلائل، وتكلمت عن العهد المحمدي، من حيث الاحتفاء بالدلائل وعقد مجالس تلاوته وختمه، وناقشت القضايا العقدية في كتاب الدلائل؛ من حيث التفريق بين الإسلام والإيمان، وختمت بموقع الدلائل في خطب تسديد التبليغ، حيث إنها ترى تشابها في المضمون والموضوعات، وتكلمت أيضا عن عقيدة السلالجي.

ثم بعد ذلك ختمت الجلسة بكلمة الدكتور جمال الدين الريسوني: باحث في التصوف والتاريخ وعضو مجمع المنتسبين للصالحين شفشاون: وعنوان كلمته: أثر الجزولية في المغرب: مجمع المنسبين للصالحين نموذجا: وتكلم حفظه الله عن الزاوية الريسونية، ومؤسسة مجمع الصالحين، ودور المرأة في شمال المغرب وبعض التوصيات في زمن الذكاء الاصطناعي.

وقد بين أن الريسونية وليدة الأمغارية في شخصها عبد الله بن حساين المغاري، وذكر أنها حافظت على السند الصوفي، ثم تلاه كاملا، ونوه بمجالس الذكر وتلاوة الدلائل والسرد التي تعقد أسبوعيا.

ثم ذكر أن مؤسسة مجمع الصالحين: ثمرة من ثمرات الجزولية، والمؤسس سيدي عبد الله الغزواني، ومن مقاصدها تجديد البيعة للسلطان والدعاء له، ونوه بالبيعة التي حررها مولاي هشام السعيدي وقدمها لجلالة الملك نصره الله، وختم حفظه الله بمكانة المرأة، وتجديد الزاوية متسائلا هل تقوم بأدوارها، وأوصى بإنشاء المراكز والجمعيات والانفتاح على الزوايا الأخرى داخل المغرب وخارجه، وركز على أهمية اللغات في التواصل.

وقد تخلل هذه الكلمات إفادات وإضاءات مهمة -منهجية وتاريخية وعلمية- للدكتور سيدي نور الدين الصوفي الدرقاوي.

حفظ الله مولانا أمير المومنين، وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس وأدام عزه ونصره، وأدامه لهذا الوطن منارا عاليا وسراجا هاديا، وأبقاه ذخرا وملاذا لهذه الأمة، وأقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن، وشد عضده بصنوه السعيد مولاي رشيد، وفي كافة أسرته الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.