بريس تطوان
في ظل تزايد أعداد المختلين عقليا بالشوارع والأحياء، وقيام السلطات المختصة بعدد من مدن شمال المملكة بحملات ميدانية لإيوائهم وتوجيههم نحو مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بتطوان، عاد ملف الصحة النفسية إلى الواجهة، وسط تصاعد المطالب بتجويد الخدمات الصحية، وتوسيع الطاقة الاستيعابية، وتوفير الموارد البشرية والمادية اللازمة.
وحسب جريدة “الأخبار“، فقد دعا عبد الرزاق المنصوري، عامل إقليم تطوان، خلال اجتماع رسمي بمجلس العمالة، إلى التنسيق بين مختلف القطاعات المعنية، وتسريع وتيرة إنجاز مشروع مركز استشفائي جهوي متخصص في الأمراض النفسية والعقلية، بهدف تخفيف الضغط عن مستشفى الرازي الذي يشهد اكتظاظًا متزايدًا نتيجة استقباله لمرضى من أقاليم تطوان، الشاون، المضيق ووزان.
ويعاني مستشفى الرازي، وفق المصدر ذاته، من اختلالات بنيوية تشمل ضعف الطاقة الاستيعابية، ونقصًا حادًا في الأطر الطبية، حيث لا يتوفر سوى على طبيب مختص واحد، ما يُثقل كاهل طاقم التمريض ويصعّب التعامل مع حالات الطوارئ، خاصة في ظل وجود مرضى يعانون من اضطرابات عنيفة أو مستعصية.
وتشير المعايير الطبية المعتمدة إلى ضرورة توفر أربعة أطباء مختصين على الأقل للعمل بنظام الحراسة والتناوب، لتأمين الاستشارات والعلاجات بشكل مستمر، ومواكبة ملفات المرضى وتتبعهم، إضافة إلى توفير الأدوية المناسبة لكل حالة، في إطار مسار علاجي متكامل.
وتؤكد ذات المصادر أن المشروع المرتقب لإنشاء مستشفى جهوي للأمراض النفسية والعقلية خارج المدار الحضري لتطوان، يتطلب تعبئة ميزانية مهمة، وتوفير عقار ملائم يسمح ببناء مرافق علاجية ورياضية ومساحات خضراء مخصصة للأنشطة الموازية والدعم النفسي، إلى جانب تجهيزات حديثة وأطقم طبية وتمريضية مؤهلة.
ويُعد هذا المشروع ضرورة ملحة، وفق متتبعين، في ظل تزايد الضغوط المجتمعية والاحتياجات الصحية المرتبطة بالصحة النفسية، ما يفرض استجابة شمولية ومقاربة متعددة الأبعاد لتفادي تفاقم الحالات، ومحاصرة انتشار الاضطرابات النفسية في أوساط فئات واسعة من المجتمع.