بريس تطوان
في أواخر رمضان، تستعد النساء لاستقبال عيد الفطر “العيد الصغير”، فتعد الحلويات الخاصة به، وهي “القفافل” و”الكعك” أو “الكعاب” المزخرفة بالنقش الدقيق الذي تتبارى نساء تطوان في إتقانه، وذلك لاستقبال المهنئين بالعيد، كما تعد بعض الحلوى، إما “البقلاوة” وإما “المسمنة”، لتناولها مع شراب “البريد” الساخن في صباح يوم العيد.
كما تهتم بإعداد (الطباق) المتضمن الحلويات العيد، لإرسالها إلى من لم تعد هذه الحلويات، من القريبات اللاتي مررن بحالة حزن لافتقاد أحد الأعزاء، حيث يكن في حالة “وقار” تمنعهن من الانشغال بفرحة العيد وإعداد الحلوى.
وفي ليلة العيد، تقضي السيدات ليلهن في الاستعداد واستكمال مستلزمات العيد، حيث يبدأن أولا بإعداد زكاة الفطر “الفطرة”، وغالبا ما كانت هذه الفطرة من حبوب (قمح أو شعير)، يقمن بكيلها بواسطة ما يعرف بـ “الشني”، أي المكيال الموافق للسنة النبوية الشريفة، ثم يضعنها في قراطيس خاصة، استعدادا لتوزيعها على من يطرق بابهن من الفقراء والمعوزين الذين يشرعون في الدوران على البيوت طيلة ليلة العيد إلى بزوغ شمس يوم العيد.
وفي صباح هذا اليوم، يتوجه الرجال إلى المصلى لأداء صلاة العيد، ثم يعودون إلى البيت الأطفال، إلى زيارة الأهل
لمغافرة أهلهم ولتناول طعام الفطور، بعدها يتوجهون ومعهم الذكور من الأطفال، إلى زيارة الأهل والأقارب، مهنئين بالعيد، وقد يأخذون معهم بعض الحلوى، ليقدموها إلى من يزورونهن من النساء الكبيرات السن، كالعمات والخالات مثلا.
أما هؤلاء المزورات، فإنهن ينعمن ببعض الدراهم على الأطفال الذين يقصدونهن مع آبائهم، فرحا بهم وتشجيعا لهم على صلة الرحم.
أما النساء، فيبقين في منازلهن لاستقبال المهنئين بالعيد من رجال العائلة، وقد أعددن الشاي والحلويات من أجل ذلك.
من كتاب تطوان، سمات وملامح من الحياة الاجتماعية
للدكتورة حسناء داود