عادات أهل تطوان في الزواج… أيام العرس (3) - بريس تطوان - أخبار تطوان

عادات أهل تطوان في الزواج… أيام العرس (3)

بريس تطوان

الإثنين، يوم تعليق الشوار: قبل هذا اليوم، يكون أهل بيت العريس قد قاموا بإعداد غرفة العروسين، وذلك بتنظيفها، وفي هذا اليوم يتم تعليق أروقتها وستائرها، وإعداد ناموسيتها بكل لوازمها، كما يهيئون المطربات التي تخضع لعملية “التلميط”، أي اللف في الأزر البيضاء، ثم الشيلان الشامية الصفراء، وفوقها السداوج الإنجليزية الصوفية الملونة، كما تزين الغرفة بمكملاتها مما تبعث به العروس مع الشوار، من “تناشف وفتاتل”، وهذه العملية هي التي يعبر عنها بتعليق الشوار.

وهذا اليوم يكون يوم احتفال، حيث يخصص لاستقبال المدعوات اللاتي يشربن الشاي والفقاقص، ويشهدن على تعليق الشوار في جو من المرح والحبور والغناء والسرور، ثم يقدم لهن طعام العشاء (الطعيم).

الثلاثاء، يوم النبيتة: وأصل اللفظ هو “المبيتة”، لأنها مشتقة من المبيت في بيت العروس. ويعتبر هذا اليوم احتفال خاص بالبنات، حيث تتزين كل حسب سنها، إذا هناك ثلاثة أنواع من الزينة التي تتخذها الفتيات، مع العلم أنه لا تقييد في هذه المسألة:

1- زينة التسغنيصة: وهي طريقة تتزين بها الطفلة التي تبلغ من العمر ما بين 3 و5 سنوات، حيث تلبس القفطان، ويزين شعرها ببعض الحلي الخفيف، ثم تعلق على صدرها بعض العقود من الجواهر والأحجار الكريمة، ثم يلتف جسمها دون رأسها برداء يقبض من أعلى الكتفين، وهو ما يعرف بالتسغنيص.

2- زينة الشدة: وهي نفس الطريقة التي تتزين بها العروس المتهيئة للزواج في حفل الحناء في الغالب، كما تتزين بها الطفلة التي تبلغ ما بين ( و8 سنوات، فيزين رأسها بالحنطوز بالسبنية د الذهب. مع الحلي التي سبق وصفها عند الحديث على زينة المرأة وحليها. ثم الخرص على جانبي الوجه من ناحية الأذنين. ثم تغطى مؤخرة الرأس بالكنبوش، كما تغطى الكتفان بالسبنية د الكتف. أما اللباس في هذه الزينة، فهو القفطان المشغول بالقياطين السوداء والمذهبة، مع الحزام الواسع الصم ويشد الحزام على الرداء الذي يقبض من جهة الكتفين بالبزايم. كما تلبس الفتاة الطوزان على ساقيها، مع الشربيل المطرز في قدميها. أما الحلي لتزيين الصدر فهو الذي يطلق عليه اسم الفنيق، وقد سبقت الإشارة إليه، وتزين الأذنان بالمناكش والمفاتل التي تعلق على جانبي الرأس بما يعرف بالرفافد.

3- زينة “القنطري”: وهي الطريقة التي تتزين بها البنت التي تبلغ ما بين 9 و13 سنة، حيث يلف رأسها بالسبنية د البحر، وفوقها العصابة، كما يزين صدرها ببعض العقود، وتلتف برداء على طريقة التسغنيصة.

أما الفتيات الكبيرات السن، فإنهن يتزين بالسبنية د البحر أيضا، ثم يضعن “الشملة” على رؤوسهن، ويجلسن داخل الناموسية مع العروس لتغطيتها بتلك الشملات.

وفي هذه الليلة – ليلة النبيتة – يقدم الشاي والفقاقص و “القشقشة” التي تعتبر من خصوصيات هذه الليلة التي تستعد فيها العروس لمغادرة جو العزوبية ودخول جو الزواج والمسؤولية البيتية، كما يقدم طعام العشاء للجميع (الطعيم، أي اللحم والدجاج والمسمنة).

وفي نهاية السهرة، أي قرب الفجر، تبرز العروس وهي جالسة في وسط الناموسية، حيث تغطيها شملات صديقاتها، وقد تدلت رجلاها بالطوزان والشرابيل، ثم تعلو أصوات المداحات بالذكر والصلاة على النبي، وتأتي الولوالة يطبق فيه السباني المعدة لوضع ما يعرف بالفال الحسن، وذلك بالتلميح إلى وضع الحناء على يد العروس، فيوضع أمامها ذلك الطبق المليء بالمناديل العادية (وعددها 4)، والمطرزة (وعددها 4) والسباني دالبحر (وعددها 4)، كما تأتي أمة أخرى بصينية فيها إناء من الفخار الصيني الرفيع مليء بالحناء، وقد رصت فوقها بيضة وإسورة من الفضة، ثم مرشة ماء الزهر، وشموع مشتعلة في حسكات صغيرة.

يوضع كل ذلك أمام الماشطة كي تعكر الحناء بماء الزهر، بينما تردد المداحات قولهن:

بسم الله الرحمن الرحيم يا الله

قدمنا جاه الصالحين يا الله   والحيين مع الميتين يا الله

قدمنا سيدنا جبريل يا الله   صفتو تشبه التعليل يا الله

قدمنا سيدنا عمر يا الله   صفتو تشبه للقمر يا الله

قدمنا سيدنا بلال يا الله   صفتو تحكي للغزال يا الله

آ الماشطة صبري لله   هذا جزا دي ربي البنات

آ بوها يا محني الراس    أعطيت بنتك لولد الناس

صليوا على محمد صليوا على نبينا

سيدنا محمد هو الشافع فينا

اقيو نلالا حنا وحناني   حنا من الجنة يا بياطي

قوموا يا البنات قوموا كلكم   مولاي السلطان عباها لكم

رجلاه في الركاب بالاه عندكم   مولاي السلطان عباه لكم

الصلا على محمد الصلا على النبي   الصلا على محمد ف حياة مولا علي

وهنا تأخذ الأمة الحناء إلى الناموسية حيث العروس التي أحاطت بها البنات على الجانبين، فتأخذ اثنتان منهن الحناء وتحنيان أنامل العروس التي تكون مجتمعة ومحطوطة على ركبتيها بطريقة تسمى (القرق)، ثم تغطيانها بالقطن، ثم السبنية البيضاء العادية، ثم السبنية المطروزة، ثم السبنية د البحر، وبعد ذلك يتم نفس الأمر بالنسبة لرجلي العروس.

ويمر باقي ليلة النبيتة في غناء وطرب، وفي النهاية تدخل العروس إلى الناموسية، وتزيل الحناء الرامزة إلى الفأل الحسن، وينام الجميع.

العنوان: تطوان، سمات وملامح من الحياة الاجتماعية

ذ. حسناء محمد داود

منشورات مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة

(بريس تطوان)

يتبع


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.