الأيام التي ننغمس فيها كبسكويت يذوب في كأس حليب ساخن، تجرفنا… وتجعلنا ننسى الربيع البديع الذي يطوقنا ويظلل سبيلنا الطويل…
ظلال فارهة تُشعرنا بالآمان وبأن الطريق المدججة بالعقبات اختبار مقدور عليه رغم وعورته…
لكن ما إن تتبخر الظلال، وتنكسر إحدى الأعمدة التي نستند إليها… أو تصاب أدوارنا في الحياة بالعجز… حتى ندرك أن القوة لا نصنعها وإنما نستمدها كما تستمد الأرض طراوتها من الماء … ولو دون إدراك!
فالخوف الذي يتملكنا حين يُسحب البساط من تحت أقدامنا… حين يُلزمنا المرض فراش اليأس… حين نفقد مصباحا أنارت ابتساماته حياتنا … وحين يعجز الكون عن الاتساع لنا… حينها فقط، ندرك أننا ضعفاء وأن هاذي الظلال التي نتجاهل وجودها هي السبب في أن نصبح على ما نحن عليه…
ثم يكفي أن نتجرع مرارة الفقد، أو العجز، حتى نستوعب حجم النعم المحيطة بنا، ومدى غنانا وثراءنا في زمن العشوائيات المقيتة.
وكم من حقيقة أدركناها ونحن نصارع من أجل الحياة وقد نخر أجسادنا مرض وخارت قوانا بين ليلة وضحاها… ونحن نقف على أعتاب المقابر نودع عزيزا كان بالأمس بيننا… و/أو نجلس مكتوفي الأيدي أمام ألمه ووجعه وتنتهي أدوارنا عند العناية به والدعاء له…
أشياء ثمينة… ودونها ينكسر الظهر ونتوه عن اتجاه البوصلة… ومن أجمل ما قرأت مؤخرا : “من يمتلك الصحة يمتلك الأمل، ومن يمتلك الأمل يمتلك كل شيء”.
جعلها الله تاجا فوق رؤوسنا جميعا ومتعنا وإياكم بلذة الأمل.