طفرة جديدة في قطاع السيارات بالمغرب تثير قلق المصنعين الإسبان - بريس تطوان - أخبار تطوان

طفرة جديدة في قطاع السيارات بالمغرب تثير قلق المصنعين الإسبان

بريس تطوان

أثار إعلان شركة “ستيلانتيس” عن تصنيع أول محرك سيارة بنزين في مصنعها بمدينة القنيطرة المغربية، ردود فعل متباينة في أوساط صناعة السيارات بإسبانيا، وسط تنامي المخاوف من التقدم المتسارع الذي يعرفه القطاع بالمغرب.

ووفق ما أوردته صحيفة El Faro de Vigo الإسبانية، فقد خلّف هذا التطور “صدمة” لدى عدد من المهنيين الإسبان، بالنظر إلى ما اعتبروه “طفرة نوعية” في قطاع السيارات بالمملكة، التي باتت تتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من أوروبا، مع انخفاض تكاليف الإنتاج والطاقة، إلى جانب تسهيلات تنظيمية مقارنة بالقوانين البيئية المشددة داخل الاتحاد الأوروبي.

الصحيفة ذاتها نقلت عن مدير مصنع “ستيلانتيس” في القنيطرة قوله إن هذه الخطوة تمثل “علامة فارقة” في مسار تصنيع السيارات بالمغرب، مشيراً إلى أن المصنع الذي بلغت كلفة إنشائه نحو 300 مليون يورو، أصبح واحداً من بين أهم خمسة مصانع تابعة للمجموعة على المستوى العالمي.

ومنذ افتتاحه، قام المصنع المغربي بإنتاج طرازات متعددة من السيارات، أبرزها Peugeot 208، التي تُعد من بين الأكثر مبيعاً، إلى جانب طرازات Citroën Ami، وFiat Topolino، وOpel Rocks-e. كما عرف المصنع إدماج تقنيات حديثة، مثل روبوتات AGV الذكية، التي تسهم في تحسين فعالية عمليات النقل الداخلي داخل المصنع.

وفي الوقت الذي لم تشهد مصانع “ستيلانتيس” الثلاثة في إسبانيا أي إنتاج لمحركات السيارات حتى الآن، تشير الصحيفة إلى أن الجيل الجديد من سيارات Citroën C4 قد يُصنّع أيضاً في المغرب، وهو ما قد يشكل ضربة موجعة للصناعة الإسبانية، لاسيما أن هذا الطراز يعد من السيارات المدمجة الأكثر مبيعاً في السوق الأوروبية.

وتُضيف الصحيفة أن تراجع مبيعات السيارات الكهربائية، يقابله استقرار في مبيعات السيارات المزودة بمحركات بنزين أو هجينة خلال السنوات المقبلة، ما يعزز التوجه نحو تصنيع هذه المحركات بالقرب من مواقع تجميع السيارات، لتقليص كلفة النقل وضمان مرونة سلاسل الإمداد.

في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن المغرب بصدد تعزيز مكانته كفاعل صناعي رئيسي في قطاع السيارات على المستوى الإقليمي، وهو ما يدفع بعض الفاعلين الأوروبيين إلى إعادة النظر في تموقعهم الصناعي لمواجهة هذا التحول الاستراتيجي.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.