بريس تطوان
شهدت مدينة مرتيل، خلال الأسبوع الجاري، فصلا جديدا من التنافس السياسي بين عدد من الأحزاب، على خلفية تأخر تشغيل مصلحة تقويم البصر بمصحة النهار، وسط اتهامات بـ”ركوب” المشاريع الصحية من أجل تحقيق مكاسب سياسية وانتخابوية.
وفي هذا السياق، وجه البرلماني عن حزب الاستقلال، منصف الطوب، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، حول أسباب تأخر تفعيل هذه المصلحة الحيوية، التي ظلت مغلقة لأزيد من سنتين ونصف، رغم افتتاح المصحة رسميا.
وأكد البرلماني الطوب، أن التأخر المسجل أثار استياء واسعا لدى الأطر الصحية، خصوصا “مقومي ومصححي البصر”، وكذا النقابات العاملة في القطاع، وعلى رأسها الجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
وأشار إلى أن المصلحة المذكورة كانت ستلعب دورا أساسيا في تقريب الخدمات الصحية من سكان المنطقة، وتخفيف الضغط الكبير الذي يعانيه مستشفى سانية الرمل بتطوان.
مصادر مطلعة كشفت أن مصالح المندوبية الإقليمية للصحة بالمضيق، تحركت مؤخرا لتدارك الوضع، وشرعت في تجهيز قسم تقويم البصر بمعدات جديدة، مع مباشرة إجراءات تعيين طبيب مختص في أمراض العيون، استعداداً لبدء تقديم الخدمات الصحية وفق المعايير الطبية المطلوبة.
وتشير المصادر نفسها إلى أن بعض الفرق الحزبية أصبحت تتعمد تتبع تفاصيل مشاريع عمومية في طور الإعداد، وتسبق الإعلان عنها بتوجيه أسئلة برلمانية، في محاولة لنسب الفضل لها عند دخول تلك المشاريع حيز التنفيذ، رغم أنها مبرمجة سلفاً من قبل المصالح المختصة.
وفي سياق متصل، أفادت جريدة “الأخبار” أن السلطات الإقليمية بالمضيق باشرت جمع تقارير حول تصاعد التوتر بين برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جماعة حضرية ينتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي، إضافة إلى التحقق من شبهات استغلال مشاريع عمومية في تصفية الحسابات السياسية، خاصة ما يتعلق بمسألة تشغيل مصلحة تقويم البصر.
وتسود مخاوف من أن يؤدي استمرار هذا التوظيف السياسي للمشاريع الصحية إلى تعطيل مصالح المواطنين، وتقويض مجهودات الدولة في تعزيز العرض الصحي بالمنطقة.