سفراء تطوان في عهد المولى محمد بن عبد الله.. سفارة علي بيريس الثانية إلى فرنسا - بريس تطوان - أخبار تطوان

سفراء تطوان في عهد المولى محمد بن عبد الله.. سفارة علي بيريس الثانية إلى فرنسا

السفارة الثانية لعلـي بيريس إلى باريس :

وتوجه مرة أخرى في سفارة إلى باريس سنة 1781 مكلفا أيضا بتسليم خطاب إلى الملك لويس السادس عشر تتعلق بر غبة المغرب في عدم استمرار القائم بأعمال فرنسا السيـد .. شونييه وطلب استقدامه من هناك تقول الرسالة، إن قنصلكم لا يميل إلى العمل لفائدة السلم، ولا يتحلى بالاستقامة، ويرجو السلطان من ملك فرنسا أن يوفد إليه.. عونا جديدا .. يكون نزيها، ذكيا، راضيا، رشيدا، وتكون له قوة الشباب وسذاجته، إلى جانب جميع المزايا المطلوبة وأن لا يكون قد جاب أقطارا أخرى).
وينقل جاك كيلي وقائع هذه السفارة الثانية لعلى بيريس إلى فرنسا، وما تعرض له فيها من مضايقات مالية أثرت على سفرته، وبالخصوص رفض البلاط الفرنسي استقباله رسميا فيقول : ( ووصل على بيريس إلى مرسيلية يوم 14 أو 15 ابريل 1781 على متن باخرة كان هو ربانها ( وهذا تأكيد بكون السفير على بريس كان يقود أيضا السفينة بنفسه كما كان والده الأميرال عبد القادر، مما يدل على أنه كان عالما عارفا بقيادة السفن وكان ربانا ماهرا، وأنه كان يركب السفن المغربية ولا يستعين بغيرها من سفن الأجانب. وخف المارشال (دى كاسترى) كاتب الدولة في البحرية الذي أشعره .. شوزنييه.. بصفة شبيهة بالرسمية بوصوله فاستدعى أعضاء الغرفة التجارية المرسيلية لاتخاذ جميع التدابير المناسبة لاستقباله وإفراده بالمعاملة الطيبة التي أقرتها العادة والأعراف إزاء الرجال الرسميين القادمين من شمال إفريقيا .. غير أنه طلب منهم في نفس الوقت أن ينبهوا الرئيس إلى أنه إن كان يريد زيارة باريس أو فرساي فإن تكاليف السفر ستقع عليه لأن السفر لن يكون مفيدا. فلم تكن مهمته تدخل في الإطار الذي يعترف به القصر لأن القائم بأعمال الملك لدى السلطان لم يشعر بذلك رسميا.

وخضع مندوب السلطان لذلك فسلم الكتاب الذي كان يحمله إلى سلطان مرسيلية، وخلافا للاتفاق المبرم يوم 18 فبراير 1778 فقد امسك سيدي محمد بن عبد الله عن تلقيب لويس السادس عشر بلقب “إمبراطور فرنسا” اقتصر على تسميته (بعظيم الفرنسيين) وكان نتيجة لذلك أن قام كاتب الدولة في البحرية بإجابة السلطان وشرح الأسباب التي حالت بين مبعوثه وبين النهوض بالمهمة المسندة إليه.

إلا أن على بيريس.. قد حظي بجميع مظاهر التشريف الشخصية التي كان يمكنه أن يتطلع إليها فقد استقبل استقبالا ودبا وقدمت له سبحة من الصدف الممتاز
مع هدية أخرى تبلغ قيمتها 3.000 جنيه أي ما يعادل حوالي 1.200.000 من الفرنكات الفرنسية بقيمتها لسنة 1959 ثم إن الحكومة قد نهضت بتكاليف السفينة واقامته وإقامة حاشيته بفرنسا كما سددت رسوم الإصلاح الذي اقتضته حاجة السفينة المغربية كما فعلت سنة 1772. ولقد غادر الرئيس على بيريس مرسيلية على متن سفينته حوالي اليوم الخامس عشر من شهر يونيه 1781.

وقد كانت لمهمة علي بيريس نتائج غيرمنتظرة، فعند ما علم سيدي محمد بن عبد الله بأن قصر فرساي لم يرد استقبال مبعوثه استدعى ..شونييه.. للقدوم إلى مراكش حيث استقبل استقبالا عموميا يوم 21 ستنبر 1781 وجه إليه خلاله أشد العتاب وعلق بعنقه رسالة (دى كاسترى) دون أن يفتحها ثم أرسله للاقامة بالصويرة، ثم إلى طنجة التي عاد منها القائم بالأعمال نهائيا إلى فرنسا في شهر شتنبر سنة 1782. وقد عقبت ذلك فترة من التوتر الخطير بين الحكومتين بحيث إن الملك لويس السادس عشر لم يكن ممثلا بالمغرب إلى سنة 1786 إلا بواسطة خليفة القنصل”.

الكتاب: سفراء تطوان على عهد الدولة العلوية

للمؤلف: محمد الحبيب الخراز

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.