زهير الركاني... لازلنا على غفلة من أمرنا - بريس تطوان - أخبار تطوان

زهير الركاني… لازلنا على غفلة من أمرنا

لازلنا على غفلة من أمرنا ولازالت عواطفنا مؤججة بين انجازات منتخبنا بمونديال قطر، ولازال النقاش بمشاركتنا من عدمه في الشان الافريقي يشغل مجالس المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي حتى بطولة اليد أخذت نصيبها من الفرح بفوزنا على الغريم الجزائري، في انتظار الموندياليتو الذي يحل قريبا بوطننا العزيز والذي سيأخذ بدوره مساحة من الوقت لاتقل أهمية عن سابقتها، تُهنا بين كرة القدم وكرة اليد ونسينا كرة غلاء الأسعار التي تزداد حجما وكتلة ككرة الثلج المدحرجة، ونسينا ماتعانيه الطبقة الكادحة وحتى المتوسطة من مشاكل اقتصادية واجتماعية وخيمة، عجيب أن تمر قرارات اقتصادية ومالية هي الأولى بتاريخ البلاد وكأنه لم يحدث أي شيء حتى أن لوغاريتميات غوغل أحست بشيء غريب واسقط درهمنا إلى اسفل السافلين مقارنة باليورو قبل أن يستدرك الخطأ فيما بعد وذلك تزامنا مع شراء بنك المغرب لسندات البنوك من السوق الثانية بأكثر من 15 مليار درهم وهو الأمر الاستثنائي للبنك المركزي حيث أُرغم هذا الأخير بضخ السيولة في الأسواق المغربية بعد أن بات يعيش ركودا اقتصاديا استثنائيا كان سببه ارتفاع الفائدة مرتين على التوالي من 1,5% الى 2,5% لتفادي حالة التضخم المهولة التي يعرفها العالم عامة وطننا خاصة بعد جائحة كورونا.

من يهمه الأمر فقط سيعرف مغزى هذا الكلام وتأثيره على اقتصاد بلادنا بالموازاة مع مجموعة من الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية كتعويم الدرهم وتحويل المسجلين بالرميد إلى المسجلين بالرقم المدني والاجتماعي وكذا إعداد مشروع الدعم المباشر على حساب إصلاح صندوق المقاصة في أفق سنة 2024، ومن تهمه قدرته الشرائية سيحس اليوم أكثر من أي وقت مضى تأثيرها على لقمة عيشه ومستقبل أبناءه في حين سيظل المثيرون يناقشون التحاق ميسي بالأهلي السعودي أم بقاءه بالدوري الفرنسي مقابل 600 مليار سنتيم مغربي.

لاننكر أن العالم يمر بمرحلة صعبة للغاية خصوصا بعد جائحة كورورنا والحرب على أوكرانيا إلا أننا في أمس الحاجة كذلك لحلول واقعية تتأقلم مع متطلبات شعبنا وأن لايكون الضغط على القدرة الشرائية للمواطن البسيط هو السبيل الأنسب للخروج من هذه الأزمة التي نتخبط فيها بين الركود الاقتصادي الناتج عن رفع نسبة الفائدة وبين التضخم الناتج عن ضخ السيولة بشراء سندات البنوك، نحن في أمس الحاجة إلى استراتيجية اقتصادية ناجعة وغير ترقيعية تراعي الظروف العالمية والإقليمية.

الحكومة مسؤولة اليوم عن اعتماد الحكامة الجيدة في استغلال نتائج سلوك البنك المركزي خصوصا وأنه ينوي شراء المزيد من السندات في الأسابيع المقبلة، السيولة المضخة يجب أن تساهم بسرعة في إعادة تحريك عجلة الاقتصاد وتقليل المديونية الداخلية حتى تتمكن المقاولات الصغرى والمتوسطة من سداد ديونها والحفاظ على اليد العاملة بدل تسريحها وإعلان الإفلاس، يجب تظافر جهود جميع فعاليات المجتمع من أجل النهوض بالتنمية الحقيقية والتي مافتئ جلالة الملك يحث عليها ويسعى الى تحقيقها، وأن نتبنى النقد البناء فاليد الواحدة لاتصفق.

نحن في امس الحاجة إلى بعضنا البعض خصوصا بعد تكالب العديد ممن كنا نحسبهم أصدقاء، هذا وطننا من مسه مسنا ومن أعزه أعزنا، الوطن كالعقيدة لامساومة في حبه، فإما أن تكون وطنيا…أو لاتكون .

زهير الركاني/ بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.