حين توحدت القلوب، وتضامنت…
حين تآلفت الأرواح، وتأملت…
حين وقعت في الحفرة تباعا، رحل ريان وترك خلفه رسائل بطعم التراب، بطعم الوجع.
بإبتسامته البريئة، بنظراته الهادئة، وبجسده الصغير، هزّ ريان شعبا بأكمله، حرك الضمائر، لمّ شتات البشرية، وأيقظ المشاعر النبيلة التي أدخلها السواد، في سبات عميق.
ريان ابن الأعوام الخمسة، وفي أيام خمسة، أزاح الستار عن جملة من القضايا… ذكر البشر بإنسانيتهم، أحيا بذور التضامن الذابلة، وجعل الوطن العربي يحج بمشاعره إلى قعر بئر سحيقة.
سلط الضوء على قريته المظلومة المنسية، وأفرج عن مطالب أبناءها، في الماء والحياة والتنمية؛
ثم جعل من “إغران” بقعة ضوء اتجهت لها أنظار العالم، بحب، بأمل، وألم.
ريان،
عدد الحروف لا يكفي للرثاء،
عدد الدموع لا يشفي غليل البكاء،
عدد الأماني التي تبخرت وأنت تخرج محملا فوق أكتاف الرجال “الرجال”، سبقتك ياصغيري…
سبقتك إلى السماء.
لن ينسى المغاربة أن وطنهم دك جبلا من أجل طفله، أنه رفع رايات التآزر والتآخي، عانق التراب لليالٍ، بكى فرحا ثم سال دمعه حزنا في باقي الليالي.
قصتك يا صغيري، ستظل خالدة في جنبات العالم، راسخة في ذاكرة القلب، وكم أتمنى أن تُحدث التغيير، ترمم المآسي، وتنهي معاناة أقرانك من أبناء البوادي.