رواية "في انتظار الأطباق الطائرة" تفتتح الموسم الثقافي لصالون درر بتطوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

رواية “في انتظار الأطباق الطائرة” تفتتح الموسم الثقافي لصالون درر بتطوان

بريس تطوان

افتتح صالون درر الثقافي موسمه الجديد بمدينة تطوان، بندوة أدبية احتفت بتوقيع ومناقشة الرواية الجديدة للكاتب والسيناريست المغربي البشير الدامون، تحت عنوان “في انتظار الأطباق الطائرة”، وذلك مساء الجمعة بالمركز الثقافي “إكليل”.

اللقاء، الذي شهد حضورا نوعيا من مثقفين ونقاد وقراء، أطره كل من مزوار الإدريسي وعبد الحميد البجوقي، وسلط الضوء على جوانب متعددة من العمل الروائي الجديد، الذي يأتي ليعزز مكانة الدامون كأحد أبرز الأسماء في المشهد الأدبي المغربي المعاصر.

في تقديمه للرواية، توقف الناقد مزوار الإدريسي عند الأسلوب البصري الذي اعتمده الدامون في الكتابة، حيث صاغ الرواية على شكل لوحات سردية ومشاهد متلاحقة، مما منح النص طابعا سينمائيا واضحا، يعكس تجربة الكاتب الطويلة في مجال السيناريو.

وأكد الإدريسي أن الرواية تتسم بجرأة فكرية وعمق إنساني، متوغلة في تفاصيل الحياة اليومية بتطوان، ومنتصرة لقضايا الإنسان في علاقته بالمجتمع والتحولات.

كما شدد الناقد على أن النص ينبض بالحياة ويتتبع مسار شخصية تتطور مع الأحداث، كاشفاً عن أزمات اجتماعية ونفسية، وسط سرد يزاوج بين الواقعية والرمزية.

من جهته، اختار الكاتب عبد الحميد البجوقي الانطلاق في تحليله من عنوان الرواية، معتبرا إياه مفتاحا لقراءة وجودية تتقاطع فيها قضايا الهوية والبحث عن الخلاص. وسلط الضوء على مشهد من صفحة 45، معتبراً إياه تجسيدا رمزيا لانسداد الأفق لدى الإنسان المعاصر.

واعتبر البجوقي أن الرواية تُظهر حساسية اجتماعية عالية في تناول قضايا الذكورة، والسلطة الأخلاقية، وتناقضات العلاقات الإنسانية، من خلال شخصيات محورية كـ “نعيمة” ووالدتها، والبطل الذي يظل بلا اسم، في إشارة رمزية لفقدان الهوية.

كما أبرز أن الرواية تسائل مفهوم المدينة، خاصة تطوان، كفضاء مأزوم، لا يحتفي بالعمران بل يعيش على أطلاله، وهي إشارة إلى تآكل الحلم الفردي والجماعي داخل نسيج عمراني متصدع.

يُذكر أن البشير الدامون يُعد من الأسماء البارزة في الأدب المغربي المعاصر، وراكم تجربة غنية من خلال روايات مثل: سرير الأسرار، زهرة الجبال الصماء، هديل سيدة حرة، حكاية مغربية، وأرض المدافع، كما يشتغل ككاتب سيناريو في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ما أثرى تجربته السردية وأضفى عليها بعداً بصرياً وإنسانياً مميزا.

ويواصل صالون درر الثقافي من خلال هذه الأنشطة، ربط جسور الحوار بين الفاعلين الثقافيين في المدينة، وتشجيع الفعل القرائي والنقدي في فضاء أدبي تفاعلي مفتوح على مختلف التعبيرات الإبداعية.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.