يأتي رمضان ويحمل بين ثناياه الكثير من الوعود؛ بالتغيير إلى الأفضل، بالسمو بالروح والارتقاء بها، وبإيجاد أحسن النسخ منا وأفضلها…
يأتي لنفتح صفحة جديدة، لنقف مع ذواتنا، ونحاول العثور على أثمن ما يسكننا…
ثم ندرك…!
ندرك بعدما أحكمت الحياة قبضتها علينا، أننا روح تسير فوق الأرض، تشرق بالمحبة وتزهر متى ارتوت؛
والرواء سكينة، طمأنينة وسلام داخلي.
هذا الشعور النبيل الذي يسكن جنبات العالم من حولنا اليوم، أو نظن أنه كذلك مادام يسكننا ويشع من دواخلنا…، هذا الشعور، هو ما ينقصنا لنحيا يومياتنا كما نستحق، ولنمنحها ما تستحق…
ثم ندرك…!
ندرك أن الحياة التي نبحث عنها، تقوم على الروح أيضا، تماما كالجسد الذي نتفانى في خدمته، وكالعقل الذي نسعى لتغذيته…
الحياة التي نبحث عنها، تحتاج لـ 12 رمضانا في السنة، تحتاج لأن ترتوي… تحتاج لأن تغلف بالوصال، والوصال الثنائي سفر إلى عوالم الذات وسبر لأغوارها.
ندرك أن للقلوب ربيعا، تقتله العواصف وتجهز عليه الرياح، أرض خضراء عطشى تذبل وتموت متى أُهملت.
وكم من زهور قتلتها أيادينا، وكم من ثمار حكمنا عليها بالهلاك.
ندرك أن السبيل نفق مظلم، آخره ضياع، ما دمنا قد أضعنا القنديل وتاهت منا الخريطة.