دور أوقاف النساء في دعم الحركة العلمية بتطوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

دور أوقاف النساء في دعم الحركة العلمية بتطوان

لعبت المرأة التطوانية دورا بارزا في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية المتاحة في ذلك الوقت بمدينة تطوان وخارجها، فلم يقتصر دورها على بناء المعرفة الإسلامية من خلال ممارسة دور العالمة والمحدثة والفقيهة والأديبة…بل تعداه إلى المساهمة في تشييد ودعم ورعاية المؤسسات العلمية، عبر وقف الأوقاف على بناء المساجد والمدارس والمعاهد العلمية.

ومن المعلوم أن الأوقاف مؤسسة خيرية يهدف منشئها التقرب من الله من خلال الصدقة الجارية، حيث تبقى من المقاصد الشرعية للصدقات تطهير الأموال ودفع رذيلة الشح والبخل عن نفسية الأشخاص الميسورين والرفق بالمساكين… ولم ينحصر الوقف الإسلامي بالمدينة على المجال الديني والتعليمي فقط، بل امتد ليشمل المجال الصحي والاجتماعي، وكذا الاقتصادي والحربي، إذ ترك الشارع الحكيم الخيار مفتوحا للواقف حتى يتسنى له الوقف على ما يناسب ذلك الزمن أو تلك البقعة فتنوعت الجهات الموقوف عليها تنوعـاً عجيبا تعددت شواهده كما هو معلوم.

وقد شهدت مدينة تطوان ازدهار الحركة العلمية خلال الفترتين الحديثة والمعاصرة منذ إعادة تأسيسها على يد المهاجرين الأندلسيين، فكان ميدان هذا التميز المساجد والمدارس والمكتبات التي كانت منتشرة، وما كان لهذه المؤسسات الدينية والتعليمية أن تقوم بدورها لولا الوقف الذي أمن لها التمويل اللازم للقيام بنشاطها بصفة مستمرة.

وعلى مر التاريخ اهتمت النساء المغربيات إلى جانب الرجل بإنشاء ودعم ورعاية المعاهد العلمية بمختلف أشكالها المؤسساتية سواء كانت مسجدا، مدرسة، مكتبة أو حتى رباطا، حيت تميز هؤلاء النسوة بوعي ديني وعلمي وسياسي، بالإضافة إلى ما تميزن به من يسر الحال على المستوى المادي، هذا على الرغم من قلة حظ المرأة المغربية عامة والتطوانية على وجه الخصوص من التعليم إلا بعضهن في الفقه والأدب .

ومن هنا جاء تصميمي لدراسة هذا الموضوع، وبفضل المادة التي توفرت لدي، وبالنظر لطبيعة الموضوع، فقد ارتأيت هيكلته في شكل ثلاث محاور بالإضافة إلى مقدمة والخاتمة، ففي المحور الأول حاولت إعطاء نظرة تاريخية موجزة عن المدينة منذ إعادة تأسيسها من طرف الأندلسيين حتى العهد العلوي، وفي المحور الثاني تناولت موضوع الأوقاف ودورها في المجتمع التطواني، أما في المحور الثالث، فقد انتقلت إلى دراسة المؤسسات الدينية والعلمية التي تأسست على يد نساء تطوانيات من حيث ظروف التأسيس والتطور والأدوار.

عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي

الكاتب: كتاب جماعي

الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)

بريس تطوان

يتبع..


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.