بريس تطوان
أعادت حادثة السير التي وقعت خلال الأسبوع الجاري على مستوى طريق امزفرون، الرابطة بين مدينة وزان ومركز اسجن، إلى واجهة النقاش معضلة النقل المدرسي بالمناطق القروية، بعد اصطدام سيارة مخصصة للنقل المدرسي بأخرى لنقل البضائع، على مشارف دوار تويرتة، ما أسفر عن إصابة عدد من التلاميذ وأشخاص آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
الحادث، الذي خلف حالة من القلق في صفوف الأسر والساكنة المحلية، سلط الضوء مجددًا على واقع النقل المدرسي بإقليم وزان وجهة طنجة–تطوان–الحسيمة عموماً، حيث تتكرر المطالب بضرورة توفير شروط السلامة، والرفع من جودة الخدمات المقدمة للتلاميذ.
وحسب مصادر محلية، فإن اختلالات هذا القطاع تتطلب تفعيل لجان التتبع والمراقبة، وربط المسؤولية بالمحاسبة، للحد من الفوضى والاستغلال السياسي للخدمة، خصوصاً في العالم القروي، حيث يفتقر الأسطول في الغالب إلى المعايير الضرورية لنقل التلاميذ بشكل آمن.
وسبق أن أثارت فعاليات جمعوية وتربوية هذه الإشكالات مرارًا، في ظل استمرار مشكلات الاكتظاظ، وتوظيف سيارات غير مهيأة، وغياب السائقين المؤهلين، وهو ما أدى إلى وقوع حوادث متكررة، يكون ضحاياها دائمًا من الفئة الأضعف: التلاميذ.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن عدداً من الجماعات القروية تستعمل النقل المدرسي كوسيلة ضغط أو دعاية سياسية خلال المواسم الانتخابية، ما يحول دون بلورة رؤية شاملة ومستدامة للقطاع، ويكرّس حلولاً ترقيعية تساهم في ظواهر مثل الهدر المدرسي.
ويطالب فاعلون محليون بتدخل عاجل للجهات المعنية، من أجل إصلاح شامل للقطاع، يراعي التوزيع العادل للموارد، وضمان مجانية الخدمات، وتأمين سلامة التلاميذ من خلال تكوين السائقين، وتوفير عربات آمنة، وتكثيف المراقبة على مختلف مستويات التدبير.