بريس تطوان
شهدت مدينة وزان مبادرة إنسانية تهدف إلى التخفيف من معاناة الأشخاص في وضعية الشارع، الذين تتضاعف مآسيهم مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات تجعل الحياة صعبة حتى داخل المنازل الدافئة.
وأطلقت جمعية التضامن والإسعاف الاجتماعي، بشراكة مع مؤسسة التعاون الوطني، حملة دفء واسعة النطاق لتقديم المساعدة لهذه الفئة الهشة.
وشملت الحملة توزيع عشرات الأغطية والوجبات الساخنة على المشردين الذين يعيشون في الشوارع، مفتقرين لأبسط مقومات الحياة الكريمة.
ورغم الجهود المبذولة، أكد مصدر مطلع أن معظم المشردين يرفضون الانتقال إلى مراكز الإيواء المخصصة، بينما يقبل عدد قليل منهم هذا الخيار.
في المقابل، تعمل السلطات المحلية على إعادة المشردين الوافدين من مدن أخرى إلى مسقط رأسهم ليكونوا بالقرب من أسرهم، حتى وإن رفضوا العودة إلى منازلهم.
وشدد مشاركون في الحملة على ضرورة تضافر جهود المجتمع بمختلف مكوناته للتعامل مع هذا الملف الإنساني بشكل جدي ومستدام.
وأوضحوا أن الأشخاص في وضعية الشارع يحتاجون إلى مبادرات مستمرة تُسهم في تحسين ظروفهم وانتشالهم من واقعهم المأساوي.
وأبرزت الحملة الحاجة إلى تطوير حلول أكثر شمولا لهذه الظاهرة، تشمل تحسين ظروف مراكز الإيواء لجعلها أكثر جذباً وملاءمة، بالإضافة إلى إنشاء برامج للتأهيل المهني والإدماج الاجتماعي التي تساعد المشردين على استعادة حياتهم الطبيعية.
تظل مثل هذه المبادرات دليلا على وعي المجتمع بأهمية التضامن الإنساني، لكنها تؤكد في الوقت ذاته ضرورة توفير استراتيجيات مستدامة لمعالجة جذور ظاهرة التشرد وضمان الكرامة للجميع.