حفريات حول التطوانية زبيدة أفيلال أرملة الشهيد امحمد أحمد بن عبود (8) - بريس تطوان - أخبار تطوان

حفريات حول التطوانية زبيدة أفيلال أرملة الشهيد امحمد أحمد بن عبود (8)

قامت بدور الأم والأب في تربيتي

ترك استشهاد زوجها الأول فراغا لا يعوض في قلب زبيدة أفيلال، واحتفظت بأحلى ذكريات حياتها بجانبه بالقاهرة، قاهرة الأربعينات. وظلت وفية لذكراه، وضربت في سبيل ابنها – الذي ولد بعد وفاة والده رحمه الله – المثل الصالح فتلفعت بأحزانها – منذ تلقت الصدمة في شجاعة نادرة وهي على القوى وآلت أن تكرس حياتها في سبيل أن تجعل من هذا الابن خير خلف لذلك الوالد بالرغم من يُسر عائلتها، وبالرغم من شبابها، فقد أقفلت أبواب الحياة في شجاعة ووفاء تدعوان إلى الإعجاب وواصلت العمل في القيام بواجباتها كاملة نحو وحيدها».

لقد شكل ابنها امحمد أهم هدف في حياتها. ولا مراء في أن السيدة زبيدة قد لعبت دورا كبيرا في تربية وحيدها، فقد أحسنت تربيته ورعته خير رعاية، واستطاعت أن تغرس فيه روح الوطنية التي ورثها عن أبيه رغم أنه لم يره، وخصالا انتقلت إليه عبر الجينات أولا، والبيئة التي نشأ فيها ثانيا.

يعترف وحيدها امحمد بن عبود بكونه لن يستطيع أبدًا أن يقدّر تمامًا ما صنعته منه والدته، لأنها كانت أمي وأبي في نفس الوقت». وعن الدور الذي قامت به بعد استشهاد والده يقول: «لقد قامت والدتي – جزاها الله – بدور الأم والأب معا في تربيتي، نظرا لوعيها الثقافي. فهي امرأة مثقفة تقرأ الجرائد والمجلات الوطنية والعربية يوميا منذ نصف قرن من الزمن، وبسبب روحها الوطنية فهي جد متحمسة للقضية الفلسطينية ولغيرها من القضايا القومية، كما أنها مسلمة مؤمنة إيمانا عميقا تعتمده سلاحا لمواجهة الصعوبات والصدمات التي قدرت لها. فالحياة بالنسبة لها كفاح ونضال، وهذا درس تعلمته منها منذ شبابي».

وقد عانت السيدة زبيدة أفيلال كثيراً خلال سنواتها الأخيرة عندما أصيبت بالقصور الكلوي. وعلى الرغم من معاناتها مع هذا المرض فقد ظلت تهتم بمن حولها أكثر من اهتمامها بنفسها إلى أن وافاها الأجل المحتوم سنة 2010.

عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي

الكاتب: كتاب جماعي

الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.