العودة إلى تطوان، وتربيتها لوحيدها
رافق أحمد بن عبود وزوجة الأستاذ محمد بن تاويت المصرية وابنتها الأرملة زبيدة أفيلال في رحلة العودة إلى المغرب التي تمت عبر أثينا ونيس Nice، وبعد ستة أشهر أنجبت ابنها الوحيد بعيادة بتطوان 23 يونيو 1950 بعد مخاض عسير استمر قرابة أسبوع، يوم من يوم الأحد إلى يوم الجمعة، وقد حضرت معها زوجة الأستاذ عبد المجيد بن جلون أثناء الولادة.
انتقلت السيدة زبيدة أفيلال رفقة ابنها الوحيد للسكن في بيت والدها بمارتيل، وعندما بلغ وحيدها سن الخامسة سنة 1955 ، استشارت عمّه أحمد عن المدرسة التي يمكن أن تلحقه بها، فاقترح عليها المدرسة الأمريكية بطنجة .AST وافقت على هذا الاقتراح، لأنه صدر من شخص كانت تكن له تقديرا كبيرا ، لأنه أنقدها مرتين المرة الأولى عندما منعها من السفر إلى باكستان، والمرة الثانية حينما تولى علاجها بعد استشهاد زوجها. فاتخذت قرارا صعبا يتمثل في إرسال ولدها إلى المدرسة الأمريكية بطنجة، وكانت تبلغ من العمر في ذلك الوقت حوالي 27 سنة. لقد اتخذت هذا القرار على الرغم من أنه يعني أنها لن تلتقي بوحيدها سوى يومين كل أسبوعين. لقد أظهرت بقرارها هذا أنها امرأة قوية، رغم أنها كانت تعاني داخليا من فراق صغيرها ، يتجلى هذا من خلال اعتراف ولدها امحمد بن عبود قائلا: «كنت أقضي عطلة نهاية الأسبوع في تطوان كل أسبوعين، وفي كل مرة أعود فيها إلى المنزل ليلة الجمعة كانت والدتي تتقيأ، وبمجرد أن أدخل البيت تتعافى وتصبح طبيعية من الواضح أنها ربطت رحلتي في الحافلة أو السيارة من طنجة إلى تطوان بحادث الطائرة وموت والدي».
وبسبب الضغط الاجتماعي وافقت السيدة زبيدة أفيلال على أن تتزوج ثانية، بعد أن وصل ابنها الوحيد سن السابعة، لكنها تعمدت أن لا تنجب المزيد من الأطفال. لم يكن لزوجها الثاني مداخيل مالية كبيرة، لأنه على الرغم من أنه كان لديه متجر خاص به عندما تزوجته، فقد عانى من اكتئاب عصبي ورفض العمل. لذلك كان يظل طوال اليوم بالمنزل يفعل القليل جدا، وأمضت حوالي أربعين عامًا متزوجة به وتحملته بصبر أيوب إلى حين وفاته. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، كانت السيدة زبيدة أفيلال حريصة على أن تكون علاقة ابنها مع زوج أمه جيدة.
عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي
الكاتب: كتاب جماعي
الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)
بريس تطوان
يتبع…