حفريات حول التطوانية زبيدة أفيلال أرملة الشهيد امحمد أحمد بن عبود (4) - بريس تطوان - أخبار تطوان

حفريات حول التطوانية زبيدة أفيلال أرملة الشهيد امحمد أحمد بن عبود (4)

انغماس في أجواء قاهرة: الأربعينيات من القرن العشرين

ربطت السيدة زبيدة أفيلال علاقات اجتماعية مع سيدات مصريات كالسيدة إحسان، زوجة الأستاذ بن مليح والسيدة عنايات زوجة الأستاذ عبد المجيد بن جلون، وتمكنت من الاندماج بشكل كامل في المجتمع المصري، وقد ساعدها في ذلك زوجها المتخرج من جامعة القاهرة والذي كان يتحدث بالعامية المصرية بطلاقة كان قد اتفق مع زوجته على التحدث معها باللهجة المصرية للاندماج سريعا مع الأوساط المصرية، وبالفعل، تعلّمت السيدة زبيدة هذه اللهجة بسرعة . وقد اعتادت على الثناء على هذه اللغة التي اعتبرتها غنية للغاية، مقارنة باللهجة المغربية».

لقد طبعت هذه الفترة التي قضتها بجانب زوجها بالقاهرة – على قصرها – ذاكرة المرأة بشكل لا ينمحي، وظلت تتذكرها طيلة حياتها. فخلال سنواتها الأخيرة، قبل وفاتها في عام 2010، كانت تتحدث مع ابنها الوحيد عن هذه السنوات القصيرة والرائعة التي قضتها مع زوجها الشهيد بن عبود في القاهرة فهي تعترف بأن قاهرة الأربعينيات كانت عظيمة، أعجبت بجامعاتها وفضائها، وكانت عظيمة دون المدن العربية». وتضيف قائلة: «أعجبت بالروح المرحة للمصريين ، لأنني كنت كذلك أيضا مرحة».

وظلت السيدة تتذكر جميع أماكن ومواقع العاصمة المصرية «من أولها إلى آخرها»، من «السينمات والمقاهي في النيل وغيرها، والمآثر التاريخية التي لا تعد ولا تحصى. وكانت زبيدة أفيلال معجبة جدا بهذه المدينة بأشكالها وألوانها. كانت القاهرة في الأربعينيات عندما رسخت في ذاكرة زبيدة أفيلال، هي مركز العالم فلم تكف في أحاديثها عن وصفها شوارع ومعالم المدينة الجميلة، ونهر النيل، والحفلات الموسيقية التي حضرتها مع زوجها لمطربين استثنائيين مثل أم كلثوم.

وبالإضافة إلى القاهرة ترددت السيدة زبيدة أفيلال على مدينة الإسكندرية الشاطئية، تقول: كنا نقضي فصل الصيف في الإسكندرية، لأننى كنت أمرض، وقد أمرني الطبيب أن أسافر في فصل الصيف إلى مدينة أبرد من القاهرة، فعولجت والحمد لله هناك». هذه المدينة التي تصفها السيدة بكونها خارقة للغاية بلاد مثل الدنيا كبيرة جدا «كانت مركزا اصطيافيا يرتاده علية القوم بما في ذلك الملك فاروق نفسه وأفراد حكومته: «الملك والحكومة المصرية كانوا يقضون العطلة الصيفية فيها، وكل من استطاع كان يسافر إلى الإسكندرية في الصيف».

ورغم إعجابها الشديد بالقاهرة وافتتانها بها، فإن السيدة زبيدة أفيلال لم تنس مسقط رأسها، وظلت تحنُّ إليه، وتفضّل مدينتها على غيرها من المدن، تقول: «لو وضعت العالم في يد وتطوان في اليد الآخر لاخترتُ تطوان. الرجوع إلى الأصل أصل. ولدت فيها وعشت فيها وأحبها وأهلي في تطوان».

عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي

الكاتب: كتاب جماعي

الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.