حزب “فوكس” الإسباني يوجه دعوة تحريضية ضد المهاجرين المغاربة
بريس تطوان
أثار حزب “فوكس” الإسباني اليميني المتطرف مجددًا موجة من الجدل بعد تصريحاته المثيرة ضد المهاجرين القاصرين. جاء ذلك عقب الإعلان عن اتفاق بين حكومة بيدرو سانشيز وحزب “جونتس” الكتالوني بشأن توزيع 4000 قاصر غير مصحوب، غالبية هؤلاء من المغرب، على مختلف الأقاليم الإسبانية.
وفي تعليقه على موقع “إكس”، نشر زعيم الحزب سانتياغو أباسكال، تصريحًا حمل مضمونًا تحريضيًا، حيث قال: “لا إلى بلباو، لا إلى برشلونة، لا إلى أي مكان… إلى المغرب، مع آبائهم وملكهم”، وهو ما اعتبر بمثابة دعوة مباشرة للكراهية.
تستهدف هذه التصريحات إثارة مشاعر العداء ضد المهاجرين في المجتمع الإسباني، رغم أن المغرب يواصل العمل بشكل جاد من خلال شراكات استراتيجية مع إسبانيا للحد من الهجرة غير الشرعية. هذه الشراكة تشمل التعاون في المجالات الأمنية، مراقبة الحدود، وتطوير الاقتصاد في المناطق التي تشهد أعلى معدلات الهجرة.
ويهدف الاتفاق بين حكومة سانشيز وحزب “جونتس” إلى توزيع القاصرين غير المصحوبين وفقًا لآلية محددة، حيث ستستقبل العاصمة مدريد أكثر من 700 قاصر، في حين ستستقبل كاتالونيا ما بين 20 و30 قاصرًا. هذا التوزيع دفع حزب “فوكس” إلى توجيه اتهامات للحكومة الإسبانية بالتواطؤ مع كتالونيا.
من جانبه، واصل إغناسيو غاريغا، الأمين العام للحزب، انتقاداته الحادة للحكومة الإسبانية، موجهًا اللوم لها على سياستها في ملف الهجرة، رغم أن التعاون بين المغرب وإسبانيا قد أسهم بشكل كبير في تقليص أعداد المهاجرين غير النظاميين القادمين إلى السواحل الإسبانية.
في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الإسبانية استغلالًا متزايدًا من قبل بعض الأحزاب المتطرفة لملف الهجرة لتحقيق مكاسب سياسية، تظل العلاقات المغربية-الإسبانية قوية ومتينة، مبنية على مصالح مشتركة. حيث يدرك الجانب الإسباني الدور المحوري للمغرب في استقرار المنطقة، وهو ما ينعكس في الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية المستمرة بين البلدين.
