بريس تطوان
اهتزت منطقة سد أسمير، بالمضيق، بحر هذا الأسبوع، على وقع العثور على جثة شابة في مقتبل العمر، تطفو فوق مياه البحيرة، مرتدية فقط لباسها الداخلي، في مشهد خلف حالة من الصدمة والذهول في صفوف المواطنين وعناصر الدرك الملكي الذين باشروا التحقيق.
وفي الوقت الذي بدت فيه الوفاة، في الوهلة الأولى، نتيجة حادث غرق عرضي خلال السباحة، سرعان ما كشفت المعاينات الأولية وجود مؤشرات تطرح تساؤلات مقلقة حول ظروف الحادث، خاصة بعد تأكيد مصدر مطلع أن الجثة لا تحمل آثار الغرق، ما يرجح فرضية أن الوفاة وقعت في مكان آخر، قبل أن يتم نقل الضحية إلى البحيرة لإيهام المحققين بأنها فارقت الحياة أثناء السباحة.
وقد باشرت مصالح الدرك الملكي تحقيقاً دقيقاً، انطلق من تتبع خيوط محيط الضحية، لتتمكن من الوصول إلى معلومات حاسمة، أبرزها ترقيم سيارة كانت قد شوهدت وهي تقل الفتاة من الحي الذي تقطن به، في الليلة التي سبقت العثور على الجثة.
وبعد تعميق البحث، جرى تحديد هوية خمسة شبان كانوا برفقة الضحية داخل السيارة المذكورة، وتشير المعطيات الأولية إلى أن الفتاة توفيت داخل السيارة، في ظروف ما تزال غامضة، ما دفع المشتبه فيهم إلى محاولة التخلص من الجثة بطريقة تمويهية، عبر نقلها إلى البحيرة.
هذا، وقد تم إخضاع الجثة للتشريح الطبي، بأمر من النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد السبب الحقيقي للوفاة، فيما تتواصل التحقيقات الأمنية مع المشتبه فيهم الخمسة، لكشف ملابسات الواقعة الكاملة، وما إذا كان الأمر يتعلق بجريمة قتل أو وفاة ناجمة عن أسباب عرضية أو استهلاك مواد مشبوهة.