بريس تطوان
كشفت الشرطة الوطنية الإسبانية بمدينة سبتة المحتلة، عن تفكيك شبكة إجرامية خطيرة متورطة في استغلال قاصرين مغاربة داخل مراكز إيواء المهاجرين، في واحدة من أخطر القضايا التي هزّت الرأي العام المحلي والإسباني خلال الأيام الأخيرة.
وبحسب معطيات أمنية، فإن الشبكة استغلت هشاشة الوضعية القانونية والاجتماعية لهؤلاء الأطفال، وغالبيتهم من القاصرين غير المصحوبين، حيث أغرتهم بوعود كاذبة بالهجرة أو الحصول على امتيازات مادية، مقابل دفعهم إلى الانخراط في أنشطة غير مشروعة، شملت اعتداءات جنسية وعمليات نصب واحتيال.
تفاصيل القضية بدأت حين تقدم طفل مغربي، لا يتجاوز عمره 12 سنة، بشكاية رسمية إلى السلطات الإسبانية، يتهم فيها أحد المقيمين الجزائريين في مركز الإيواء بالاعتداء عليه جنسيا. وعلى إثر ذلك، تم توقيف المشتبه فيه، وفتح تحقيق موسع كشف عن وجود نمط متكرر من الانتهاكات.
وقد أسفرت التحقيقات عن توقيف شخصين آخرين يُشتبه في انتمائهما لنفس الشبكة، حيث أظهرت التحريات الأولية أن بعض الاعتداءات وقعت داخل شقق خاصة، فيما وقعت حالات أخرى داخل فضاءات تابعة لمراكز الإيواء نفسها.
الحادثة أثارت موجة من القلق والصدمة، خاصة وسط منظمات حقوقية تعنى بحماية الطفولة، والتي طالبت بتعزيز الرقابة داخل مراكز الإيواء، وتوفير آليات حماية حقيقية لهؤلاء الأطفال الذين يعيشون في وضع هش ومفتوح على كل أشكال الاستغلال.
وفي هذا السياق، أعلنت السلطات الإسبانية عن تشديد إجراءات المراقبة في محيط مراكز الإيواء، إلى جانب مراجعة البروتوكولات الأمنية المعتمدة، لتفادي تكرار مثل هذه الجرائم التي تمس بشكل مباشر كرامة وحقوق الطفل.
وتعيد هذه القضية تسليط الضوء على معاناة القاصرين المغاربة غير المصحوبين في سبتة المحتلة، والذين يعيش كثير منهم في ظروف غير إنسانية، في ظل غياب آليات تنسيق فعالة بين المغرب وإسبانيا تضمن حمايتهم وصون حقوقهم.