بريس تطوان/يتبع…
… بكاها الشاعر المفضل أفيلال:
يا دهر قل لي علام مــــه *** كسرت جمع السلامة
فالدين يبكــــي بدمـــــــع *** يحكيه صوب الغمامة
على مساجد أضــــــحت *** تباع فيها المدامه
كم من ضريح ولــــــــي *** تلوح منه الكرامة
علق فيه رهيـــــــــــــب *** صلبيه ولجامه
تبكـــــــــي عليها عيون *** كآبة وندامه
تطوان ما كنـــــــت إلا *** بين البلاد حمامه
بل كنت روضا بهيجـا *** زهره أبدي ابتسامة
ورثاها شاعر آخر تأسفا:
حلت بقلبي كآبـــــــــة *** أعظم بها من كآبة
غطت شموس انبساط *** ولا كمثل سحابـــه
وجمع عين كعيـــــــن *** ترى بخدي انسكابه
وهذا الشاعر محمد القيسي يصبر فؤاده:
نصبر لحكم الله في قوم إذ جرى *** عليهم بأنواع الوبال المحتم
على جملة الإسلام في أرض مغرب *** وقد صدفت تطوان سحرا بطلسم
تبدد في البلدان بالقهر أهلهـــــــــــا *** بأسباب ظلم الظالمين المحرم
أما الفقيه الأديب محمد السلاسي فيصف تطوان كيف كانت؟ وكيف صارت في هذه المحنة؟:
أيا درة البلدان حل بك البلا *** فصرت لأهل الكفر مأوى ومنهلا
وقد كنت من نور الهدى بمكانة *** تفوق الثريا رفعة وتجملا
تراكم بلواها فباد بهاؤها *** وقد غفت الآثار واعتراها البلا
وقفت بها أبكى لعلي أشتفي *** فأضرم من شوقي فؤادي وامتلا
فكم بهجة بها وكم من محاسن *** وكم من بناء للخراب تحولا
وكم من مجالس بها ومحافل *** يبين بها نور العلوم ويجتلا
وكم من مغن مطرب ساحر النهى *** وكم من أديب بالآداب تجملا
وبألم كبير ينفض المصلح والمربي الكبير سيدي المكي بن علي ين ريسون حزنا وكآبة فيخاطب تطوان:
قد أصيب تطواننا الغراء *** بداوهي ليس عندها دواء
ملكها الكفار أخبث جنس *** جال فيها رجالهم والنساء
لم يجدوا مدافعا عن حماها *** بائعا نفسه عهده وفاء
ويح قوم فروا من موت وقتل *** خوفا من مماتهم شهداء
وظلت عائلة أجزول وفية للزاوية الحراقية إلى يومنا هذا.
عن “الأجواء الموسيقية بتطوان وأعلامها”
لمؤلفه محمد الحبيب الخراز