تطوان تحتفي بقرنٍ من التعليم الوطني: إصدار جديد يخلّد مئوية المدرسة الأهلية - بريس تطوان - أخبار تطوان

تطوان تحتفي بقرنٍ من التعليم الوطني: إصدار جديد يخلّد مئوية المدرسة الأهلية

بريس تطوان

صدر عن منشورات جمعية قدماء المعهد الحر، وبدعم من جماعة تطوان، كتاب جديد بعنوان: “مائة عام على تأسيس المدرسة الأهلية بتطوان (1925 – 2025): أعمال الاحتفالية بالمئوية (13–15 ماي 2025)”،

وهو من إعداد وتنسيق الدكتور الطيب أجزول، ومراجعة وتقديم الدكتورة حسناء داود، مع تقديم افتتاحي لرئيس المجلس الجماعي لتطوان.

يوثّق هذا المؤلَّف، الواقع في نحو 200 صفحة، مختلف أنشطة الاحتفالية المئوية للمدرسة الأهلية بتطوان، التي نظّمتها جمعية قدماء المعهد الحر ومؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة أيام 13 و14 و15 ماي 2025، وجُمعت وقائعها وصورها ووثائقها في هذا الإصدار ليكون مرجعاً شاملاً للحدث وذاكرة موثقة لمسار مدرسةٍ رائدة في تاريخ التعليم الوطني.

وبعد الجلسة الافتتاحية الرسمية التي ترأسها عدد من المسؤولين، يتقدّمهم عامل الإقليم، استُهلّت الاحتفالية بجلسات علمية احتضنها مركب عبد الخالق الطريس الثقافي، بمشاركة نخبة من الباحثين والأساتذة، وقد جُمعت مداخلاتهم ونُشرت نصوصها الكاملة في هذا الكتاب.

وتوزّعت هذه الجلسات على محاور تناولت تاريخ المدرسة الأهلية ونشأتها في سياق المقاومة الثقافية للاستعمار، ودورها في ترسيخ التعليم الوطني الحديث، ومساهمتها في تكوين نخبة من رجال الفكر والسياسة والإدارة بالمغرب الحديث.

كما ناقشت بعض المداخلات الأساليب البيداغوجية الأولى التي اعتمدها التعليم الوطني، والتحولات التي عرفتها المدرسة في بنيتها التنظيمية وبرامجها التربوية، وأثرها في نشر قيم المواطنة والانفتاح داخل المدينة وخارجها، مع التوقف عند السبق الذي حققته المدرسة الأهلية في إدماج النشاط المسرحي ضمن الحياة المدرسية، باعتباره أداة تربوية وثقافية ساهمت في صقل المواهب وتكوين الحس الوطني لدى الناشئة.

ومن بين المشاركين الذين أسهموا في هذه الجلسات العلمية:

الدكتور محمد خرشيش، الدكتورة حسناء داود، الأستاذ عبد القادر الزكاري، الدكتور عبد اللطيف شهبون، الدكتور امحمد بن عبود، الدكتور عبد العزيز السعود، الدكتور إسماعيل شارية، الدكتور عثمان أشقرا، والأستاذ رضوان احدادو.

وقد خلصت هذه المداخلات – كما يوثّقها الكتاب – إلى أن المدرسة الأهلية شكّلت نموذجاً فريداً للمبادرة الوطنية في مجال التعليم العصري، وأسهمت في بناء وعي جماعي وطني كان له أثر واضح في مسار الحركة الوطنية المغربية.

وبعد الجلسات العلمية، خُصِّص في الكتاب فصلٌ موسّع لتوثيق المعرض التاريخي الذي احتضنته فضاءات مركب عبد الخالق الطريس الثقافي، والذي ضمّ صوراً ووثائق وأدواتٍ علمية كان تلاميذ المدرسة الأهلية يستعملونها عند انتقالهم إلى مرحلة التعليم الثانوي.

وقد استعرض الكتاب تفاصيل افتتاح المعرض الذي عرف حضور عامل الإقليم وعدد من المسؤولين والأساتذة والفاعلين الثقافيين، وضمّ أكثر من مائة صورة فوتوغرافية ووثائق أصلية تعبّر عن مسار المدرسة ودورها الريادي في تكوين أجيالٍ من المتعلمين والمثقفين.

ويحتوي الكتاب على ملحق مصوّر شامل يوثّق مقتنيات المعرض وأبرز محطاته، مما يجعله مرجعاً بصرياً وتاريخياً في آن واحد.

كما خصّص المؤلَّف قسماً لتوثيق الزيارات التربوية التي نظّمتها اللجنة المنظمة لتلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الإقليمية.

وقد مكّنت هذه الزيارات التلاميذ من التعرف عن قرب على تاريخ التعليم الوطني وموروثه الرمزي، من خلال جولات داخل قاعات المعرض ومشاهدة أشرطة تعريفية حول المدرسة الأهلية وسياق تأسيسها ودورها في النهضة التعليمية بتطوان والمغرب.

ويورد الكتاب شهادات حيّة وصوراً توثيقية لهذه الأنشطة التربوية التي أعادت وصل الحاضر بالماضي، وغرست في نفوس الناشئة الاعتزاز بجذور التعليم الوطني وروّاده.

ويُبرز الكتاب في مجمله أن الاحتفالية المئوية لم تكن مجرد تظاهرة عابرة، بل كانت فعلاً وفاءٍ لجيل الرواد الذين أسسوا التعليم الوطني العصري، وتجسيداً لقيم الوطنية والانفتاح التي حملتها المدرسة الأهلية منذ نشأتها.

ومن هنا جاءت أهمية هذا المؤلَّف الذي يجمع بين الدراسة الأكاديمية والتوثيق التاريخي والسرد البصري، ليكون مرجعاً قيّماً للأجيال المقبلة ولبنة في صرح الذاكرة الجماعية للمدينة والمملكة.

وجاء الكتاب في إخراج فني أنيق يليق بمكانة المدرسة الأهلية ورمزيتها في ذاكرة تطوان، إذ اعتمد في تصميمه على تنسيق بصري يجمع بين الطابع الأكاديمي والبعد التوثيقي الجمالي.

ويُعدّ هذا الإصدار توثيقاً حيّاً للذكرى المئوية للمدرسة، ومصدراً نفيساً للتعرّف على تاريخ التعليم الوطني وتطوّراته، فضلاً عن إبراز دور المدرسة الأهلية في بناء الحركة الوطنية والحفاظ على الهوية المغربية، ليبقى شاهداً يربط بين الماضي والحاضر ويغني الذاكرة الجماعية لتطوان والمغرب.

بعض الصور الواردة في الكتاب:

قاعة العروض بمركب عبد الخالق الطريس الثقافي خلال الجلسة العلمية الأولى.

تلاميذ المعهد الحر، أوّل فوج يزور المعرض يوم 14 ماي 2025.

تلاميذ مدرسة مولاي الحسن يزورون المعرض وهم معتزون بوطنهم وبمدرستهم.


شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.