تراجم مقاومات جاهدن بتطوان والنواحي - بريس تطوان - أخبار تطوان

تراجم مقاومات جاهدن بتطوان والنواحي

أخصص هذا الفصل للحديث عن مجموعة من المقاومات جاهدن في عهد الاستعمار بالمنطقة الخليفية، وخاصة مدينة تطوان والمناطق القريبة منها؛ سواء كان جهادهن في إطار المقاومة المسلحة أو السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو في مجال التربية والتعليم مات والتحسيس أو مجال الإعلام…

وأشير في هذا الصدد إلى أن الأستاذة حفيظة الدحمان التي قامت ببحث ميداني واتصلت بمجموعة من المقاومات بمنطقة الشمال الغربي للمغرب، أعطتني تراجم لبعض المقاومات اللواتي شملهن بحثها، في مقابلة معها بتاريخ 9 أكتوبر 2020، وسأدرج بهذه الورقة البحثية الا تراجم من ناضلن منهن بتطوان والنواحي القريبة منها.

ويذكر أن الأستاذة حفيظة الدحمان أجرت هذا البحث بصفتها منسقة لجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص أثناء التحضير لتسجيل شريط وثائقي عن شهادات للنساء المقاومات في جهة الشمال الغربي للمغرب وشملت الدراسة أقاليم وعمالات تطوان وشفشاون والمضيق الفنيدق وطنجة أصيلة والفحص أنجرة والعرائش، حيث قامت بالاتصال والبحث وزيارة عائلات النساء المقاومات من أجل التحضير لعملية التسجيل وذلك خلال الفترة الممتدة من 24 نونبر 2006 إلى غاية نونبر 2008. حيث تم إنتاج شريط وثائقي تحت اسم غيث من الشمال، تم تقديمه من خلال القناة الثانية «دوزيم».

وفيما يلي لائحة المقاومات اللائي تم الاتصال بهن من طرف الأستاذة حفيظة الدحمان وهن فاطمة الشكري، فاطمة بودغية الزهرة المزياني ،حدو، فاطمة المزياني حدو، زينب المزياني حدو حليمة المزياني حدو، أم هانئ المزياني حدو، رحمة المزياني حدو، الزاهية المزياني أمينة اكعموش حبيبة أسيداه، أم كلثوم البقالي الباتول العوامي، فاطمة ولبارص، فاطمة تاحجيت خديجة السلاوي، فاطمة بوحوش الزهرة البخاري، أم كلثوم السوماتي، فاطمة بلالط، فاطمة، احميدين ذرة ،الريسوني ميلودة الفيلالي فاطمة حميش، الصافية بنسعيد، فاطمة بنسعيد، فاطمة أخرباش، فاطمة الجعدي عائشة الوزاني، خدوجة دليرو، أمينة المودن، رحمة أشداد المعروفة بشدادة)، فاطمة فضيل السعدية البردعي، رقوشة الطالب، الزهرة البردعي، فاطمة الجعدوني.

وفيما يلي أقدم تراجم لمجموعة من مقاومات تطوان والنواحي القريبة منها، وسوف أقدمها تباعا وفقا لترتيب تاريخ ميلادهن إن وجد.

1 – أم كلثوم راغون

ولدت السيدة أم كلثوم راغون بمدينة تطوان من والدها العربي راغون من أعيان مدينة تطوان ووالدتها أم كلثوم بن جلون تزوجت بالحاج عبد السلام بنونة أواخر سنة 1926 وعمرها لا يتجاوز 18 سنة، درست في المسيد وتعلمت على يد الفقيه القرآن ومبادئ الصلاة حملت على عاتقها هموم النساء فاستطاعت أن تحقق حلم المرأة في تخطي القيود وإثبات الذات عندما أسست بمعية مجموعة من النساء التطوانيات أول اتحاد نسائي بالمغرب….

خلال سنوات زواجها أعطت المرحومة أم كلثوم راغون اهتمامها لتدبير شؤون منزلها اعتبارا لموقع زوجها، فقد كان بيتها قبلة لاستقبال كل الشخصيات… كما كان بيتها مقر الكل اجتماعات الحركة الوطنية. وبعد وفاة زوجها سنة 1935 ظل بيتها مفتوحا في وجه اللاجئين والمضطهدين والمنفيين من المنطقة السلطانية الخاضعة للحماية الفرنسية أو من طنجة الخاضعة للنفوذ الدولي… كما كان بيتها بجانب آل عبد الخالق الطريس مقرا للاجتماعات السرية للجان الكتلة الوطنية في البداية، وحزب الإصلاح الوطني منذ التفكير في تأسيسه إلى أن برز للوجود، وكانت الوحيدة التي تعرف الجوانب الخفية التي أعدت بالبيت لطبع وإخفاء الوثائق السرية للحركة الوطنية.

كما عملت من خلال الاتحاد النسائي على محاربة الأمية في صفوف المرأة وتعليمها بعض المهن اليدوية كالطبخ والخياطة والمساهمة في توعيتها بالقضية الوطنية، كما أشرفت إلى جانب عضوات الاتحاد على بعض المدارس الخاصة بالبنات وكانت في طليعة المشاركات في المظاهرات المنددة بالاستعمار ونفي جلالة المغفور له محمد الخامس… واستمر عطاء هذه السيدة في مختلف الميادين الاجتماعية إلى أن وافتها المنية سنة 2001 تغمدها الله برحمته الواسعة وأسكنها فسيح جناته».

عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي

الكاتب: كتاب جماعي

الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.