بريس تطوان
أكد باحثون، أمس الخميس بالرباط، على أهمية التقارب الثقافي والفكري بين المغرب وإسبانيا، باعتباره رافعة أساسية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وسلط المتدخلون، خلال الجلسة العلمية الثانية ضمن الندوة الدولية التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تحت شعار “العلاقات المغربية الإسبانية.. رؤى متقاطعة”، الضوء على عمق العلاقات المغربية الاسبانية، وخصوصيتها الثقافية، وكذا سبل تعزيز التقارب الثنائي على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي.
وفي تصريح صحفي، قال الباحث بكلية الفلسفة والآداب بجامعة قادش بإسبانيا، محمد المودن، إن “خدمة التقارب بين بلدين جارين لا تكون فقط من داخل دوائر صناعة القرار السياسي، بل تشمل كذلك دوائر أخرى من قبيل الثقافة والمعرفة والذاكرة”.
وبعدما شدد على ضرورة بناء “ما بعد الذاكرة” خدمة للأجيال المقبلة، أبرز المودن أهمية التركيز على مسألة الفهم المتبادل والاشتغال بشكل مكثف على بناء المعرفة حول الآخر والارتقاء بنوعية “المعرفة التي تنتج عنا والصورة التي تبنى حولنا”.
من جهتها، اعتبرت الاستاذة الباحثة بجامعة محمد الخامس، أشواق شلخة، في تصريح مماثل، أن العلاقات المغربية-الإسبانية إيجابية على كل المستويات، مشددة على أهمية مواصلة العمل للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى على شتى الأصعدة.
وسلطت، في هذا الإطار، الضوء على الدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به وسائل الإعلام في تعزيز التفاهم بين الشعبين ودحض الأفكار المسبقة البائدة، داعية إلى بناء جسور وفضاءات للتواصل المشترك استنادا إلى القراءة السلمية للتاريخ والذاكرة والثقافة المشتركة.
وبخصوص الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجامعة في تعزيز التقارب الثقافي والفكري بين المغرب وإسبانيا، اعتبرت السيدة شلخة أن الجامعة بإمكانها الاضطلاع بدور هام في إطار الديبلوماسية الثقافية الموازية، إلى جانب خلق فضاءات ناجعة للتواصل بغية تعزيز أوجه التعاون والتفاهم والثقة والاحترام المتبادلين.
يذكر أن جدول أعمال هذا اللقاء، الذي نظم يومي 16 و17 نونبر الجاري، تضمن ندوات تتناول مواضيع متنوعة تتعلق أساسا بتاريخ العلاقات المغربية-الإسبانية، وسبل تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، فضلا عن الآفاق السياسية والاستراتيجية لتطوير أوجه الشراكة بين البلدين.