انكشفت الأكاذيب - بريس تطوان - أخبار تطوان

انكشفت الأكاذيب

أجد عددا لا بأس به من بني جلدتنا عربا وأمازيغ مسلمين يستعملون التسامح مع جميع البشر، قولا وفعلا ودفاعا عن الإنسانية والبشرية جمعاء. وهذا جعلني أن أكتب هذه السطور المتواضعة موضحا ما توصلت إليه من قناعة بعد ما قرأت وسمعت دروسا دينية وأخلاقية ودروسا اجتماعية من كتاب مسلمين و غير مسلمين.

فاقتنعت أن التسامح يكون مع كل إنسان مسالم ومع كل أقوام و شعوب مسالمة، وليس مع من قلبه مفعم ومكتظ بالعداوة والبغضاء لك ولدينك وعرقك.

فالشريعة الإسلامية هي الوحيدة المتسامحة مع البشرية و ليس فيها ما يدفع نحو الكراهية و التباغض، قال تعالى ((لكم دينكم و لي دين)) سورة الكافرون، أي لِما التباغض والتناحر؟ أنتم أحرارا في اتخاذ عقيدتكم و لنا الحق في حرية اعتقاداتنا.

وقال الله في مقام آخر:((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )){الممتحنة:8}

ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين فى الحروب : “لا تقطعوا شجرة .. ولا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا” ـ فقطع الأشجار من علامات الوحشية والإجرام، حتى في حالة الحرب، وتقارن في همجيتها بقتل الأطفال والمرضى وتدمير البنية التحتية لمدن كلفت الملايير والسنوات والجهود لتشييدها.

فالمطالبة بالتعامل الحسن والبر والقسط والجميل مع الكافر الذي لا يقاتلك ولا يعتدي عليك و لا يهجرك من وطنك من أخلاق الدين الإسلامي الحنيف، والبر يقتضي كل ما هو حسن، فالله أمر الأبناء بأن يبروا بوالديهم وهم أقرب الناس إليهم، وفي هذه الآية الكريمة جعله مع الكافر المسالم. فأي شريعة غير الإسلام تأمر بمثل هذا؟ أُقسم وأنا على أتم اليقين أنها لا توجد سوى في هذا الدين العظيم، ففي الانجيل المحرف دعوات للقتل و القضاء على غير المسيحيين واغتصاب نساء عدوهم، والتاريخ يشهد ما فعل الرومان و الإفرنج باليهود وبالمسلمين في الحروب الصليبية، وفي التلموذ الكتاب المحرف والمختصر للتوراة والذي أضاف فيه حخامات اليهود مجموعة من التشريعات ضد غيرهم وأنهم شعب الله المختار تجد افكار القتل والغذر والتشريد لا تُعد ولا تحصى ضد غيرهم، وما يجري اليوم في قطاع غزة وكل فلسطين ولبنان لشهيد على غذر وقساوة قلب اليهود الصهاينة على المسلمين، فما يسمونه الجيش الأكثر أخلاقا في العالم يقتل المرأة أمام أعين طفلها قبل قتله و هو لا يمتلك شعرة للدفاع عن نفسه أو العكس، ويحتسب الجندي القاتل أن ذاك القتل قربانا لربه. فأي شريعة هذه و أي إنسانية يتكلم عنها وبأي حق يُقتل طفل بريئ؟

ومع ذلك تأتينا الدول الغربية تتبنى حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق حرية الرأي وحق الاختلاف. فإذا خالفت الإسلام ومسست بنبيه وحرقت المصحف فهذا حق إبداء الرأي و حرية التعبير، أما إن مسست بالهولوكوست وعدد اليهود الذين قُتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية، فأنت إرهابي و تخالف القوانين الدولية وتعتبر مداناً بمعاداة السامية . وتحاكم وتسجن.

الكلام يطول عن التناقضات الصهيونية والغربية لكن وبكل اختصار هؤلاء من بني جلدتنا الذين يدافعون عما يفعل الصهاينة بشعب مسلم ذو حق في المقاومة لتحرير أرضه المغتصبة، ما همهم وعن من يدافعون ولما هم ضد المقاومة؟ المقاومة التي أعادت القضية للواجهة ورفعت همة الشعوب الإسلامية.

فتحية اجلال وتقدير للمقاومة وكل فصائلها، وتحية لكل الشعوب العربية والمسلمة والشعوب الحرة التي خرجت بتظاهرات ضد الغطرسة الصهيونية الأمريكية الغربية.

ختاما سؤال حير أغلب المسلمين، لِما اتخذت الدول الإسلامية وخاصة العربية التجاهل والصمت اتجاه هذا العدوان الظالم ضد شعب عربي مسلم أعزل لا يجد لقمة عيش ولا ماء ولا مساعدات حيث كل الحدود مغلوقة إغلاقا محكما من جهات العدو و من جهات العرب أنفسهم.

انكشفت الأكاذيب و انكشف المنافقون، قال تعالى: ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) سورة الصف.

انكشفت أكاذيب أمريكا عن حمايتها للسلام في العالم.

انكشفت أكاذيب الأمم المتحدة بأنها منظمة تدافع عن السلام والكرامة والمساواة بين الشعوب.

انكشفت أكاذيب الجامعة العربية بأنها ليست عربية بل عبرية.

انكشفت أكاذيب حكام العرب أن جيوشهم يستعملونها دفاعا عن الأوطان بل في الواقع يستعملونها ضد شعوبهم إلا بعض الدول حتى لا أكون مجحفا.

انكشفت أكاذيب حق النقض في الأمم المتحدة الذي جعلوه للدفاع عن المظلوم فأصبح وسيلة لحماية الظالم.

وما خفي أعظم.

فاللهم افتح على إخواننا في غزة وكل فلسطينين بل في كل بقاع الأرض فتحا مبينا قريبا.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.