المقاومة السياسية للمرأة التطوانية من خلال الاتحاد النسائي (2) - بريس تطوان - أخبار تطوان

المقاومة السياسية للمرأة التطوانية من خلال الاتحاد النسائي (2)

وتعدد هذه اللجان وتنوع مهامها وتقديمها لخدمات شاملة في مختلف المجالات التي تحظى باهتمام المرأة، يبين الدور الهام الذي كان يقوم به الاتحاد النسائي، وكانت مهمة كل لجنة تنفيذية في دائرة اختصاصها، ويتراوح عدد عضوات كل لجنة ما بين عشر وخمس عشرة عضوة. كما تنتخب كل لجنة رئيسة وكاتبة لها.

وتكون رئيسات اللجان العشرة هيأة علها، وهي التي تختار كل سنة أمينة سر الاتحاد النسائي. أما مهمة هذه الهيأة العليا فهي تمثيل الاتحاد وربط اللجان مع بعضها، وإعطاء تقرير عن أعمالها، والإشراف على الهيآت النسائية الموجودة في المنطقة، والدعوة إلى عقد المؤتمرات والاجتماعات والحفلات».

كما كان للاتحاد النسائي سبعة فروع في كل من تطوان وأصيلة والعرائش والقصر الكبير وشفشاون والحسيمة والناظور».

وكان يعقد مؤتمره العام كل سنة في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم، وذلك بمدينة تطوان التي تعتبر مركز الاتحاد النسائي.

وفيما يلي قائمة العضوات المناضلات الأوليات في الاتحاد النسائي التي تكونت منهن الهيأة العليا:

1 – خدوجة الركاينة حرم سيدي أحمد غيلان؛

2 – أم كلثوم الطريس أخت الزعيم وحرم السيد مدينة؛

3 – أم كلثوم راغون حرم السيد عبد السلام بنونة؛

4- أم كلثوم بنت علال الخطيب حرم محمد أفيلال وزير العدلية في الحكومة الخليفية؛

5 – للافطومة بنت عبد الوهاب (الوهبية) حرم سيدي أحمد الفاسي الفهري رئيس الطريقة الدرقاوية؛

6 – فامة أشعاش حرم سيدي محمد أشعاش صديق الزعيم الطريس؛

7 – خدوجة أفيلال زوجة الزعيم الطريس

وبذلك يتبين أن الاتحاد النسائي ضم في صفوفه أسماء سيدات ساهمن في توسيع دائرة الوعي في صفوف النساء، وفي نشر الفكر الوطني، وفي المساهمة في التنمية البشرية على صعيد المنطقة الخليفية… والمتتبع لأسماء هؤلاء النسوة سيلاحظ أن جلهن من النخبة السياسية والثقافية، فجل آبائهن وأزواجهن من رجالات المخزن والإدارة والفكر».

و ممن انضوين تحت لواء الاتحاد النسائي المرشدات التابعات للكشفية اللواتي كن يقمن باختيار الأناشيد الوطنية، وتحفيظها للسيدات والفتيات المنخرطات في الاتحاد، وتأطير الاستعراضات، وتنظيم المظاهرات بمساعدة المرحوم المنصور بنعيشي الذي يدربهن على المشي المنظم (الخلفة)، وتوزيع المهام؛ كحمل الرايات واللافتات وصور صاحب الجلالة وكذلك اختيار الهتافات، وذلك داخل المدارس الحرة؛ كمدرسة الأميرة فاطمة للبنات ومدرسة الأميرة عائشة والمدرسة الأهلية ومدرسة الخطيب».

وكان عمل الاتحاد في الأوّل ينحصر في القيام بأعمال ثقافية واجتماعية وصحية والعناية باليتامى والمتشردين وإسعاف المعوزين والعجزة والمكفوفين ومحاربة التسول.

وعندما قام حزب الإصلاح الوطني يوم 3 مارس 1939 بتنفيذ مشروعه الخاص بمحاربة الأمية الذي كان الأوّل من نوعه في المغرب تكلّف الاتحاد بمساعدة الحزب في المجال النسوي.

وظل الاتحاد يقوم بأعماله الإحسانية والصحية والاجتماعية عامة إلى غاية سنة 1946 حيث يعتبر أوّل عمل له في الشارع هو مشاركته في المظاهرة التي نظمها حزب الإصلاح الوطني بتطوان يوم 3 شوال 1365 هـ 30 غشت 1946 بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة لتأسيس الحزب؛ حيث نظم تجمّع نسائي بمنزل الأستاذ الطريس في صباح اليوم المذكور ، وفي الظهر شاركن في المظاهرة التي خرجت من المسجد الأعظم وتوجهت إلى باب المقابر وجابت شوارع المدينة، وفي النهاية توجّه وفد من الاتحاد إلى القصر الخليفي حيث استقبل من طرف مولاي الحسن بن المهدي.

وبعد نفي سلطان البلاد تحول الاتحاد النسائي إلى خلية لاستنهاض النساء كمجموعة إنسانية تشكل نصف تعداد الشعب بتشكيل التنظيمات والتجمعات التي تذكي الوعي لديهن بقضية الوحدة الترابية، في إطار التحرر الوطني الشامل من الشمال إلى الجنوب والمطالبة بعودة رمز الوطنية من منفاه، ولقد أحست السلطات الاسبانية بالتأثير الذي يمارسه الاتحاد النسائي في التوجيه والتوعية والتنسيق بين خلايا الحزب، الأمر الذي دفع بها إلى فتح عيونها على الاتحاد وتتبع حركات عضواته، معللة هذه المراقبة كون الاتحاد النسائي جمعية غير مرخص لها تمارس نشاطا غير قانوني في الوقت الذي كان يعتبره حزب الإصلاح الوطني من التنظيمات الموازية.

ويوجد بخزانة الأستاذ ابن عزوز حكيم عدد كبير من البطاقات الاستخباراتية التي أعدها قسم المخابرات التابع لنيابة الأمور الوطنية حول الاتحاد النسائي ونشاط عضواته».

عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي

الكاتب: كتاب جماعي

الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.