المغرب التطواني بين جهود الإنقاذ وحسابات المصالح - بريس تطوان - أخبار تطوان

المغرب التطواني بين جهود الإنقاذ وحسابات المصالح

سعيد المهيني/بريس تطوان

يشهد فريق المغرب التطواني مرحلة دقيقة تتطلب قدرا عاليا من المسؤولية والتجرد، في وقت تبذل فيه مكونات النادي، بتعاون السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، جهوداً كبيرة لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتصحيح المسار بعد مرحلة صعبة عاشها الفريق خلال الأشهر الأخيرة.

غير أن مسار الإصلاح هذا لا يخلو من عراقيل، إذ برزت أصوات وشخصيات تحاول تقديم نفسها في صورة “المنقذ”، بينما تُسهم في الواقع في تأجيج الخلافات وعرقلة مسار الإصلاح. فبدل دعم العمل الجماعي والمساهمة الإيجابية في إنقاذ الفريق، اختار البعض الظهور الإعلامي ورفع الشعارات العاطفية، مستغلاً اسم النادي وتاريخه لأغراض شخصية أو حسابات ضيقة.

لقد بات من الواضح أن المرحلة تقتضي رصّ الصفوف وتغليب مصلحة الفريق على أي اعتبارات أخرى، لأن استمرار الصراعات الجانبية لا يخدم سوى تعميق الأزمة.

ويُنتظر من جميع الغيورين على النادي أن يدعموا مجهودات المكتب المسير الحالي بروح رياضية عالية، بعيداً عن المزايدات والمصالح الشخصية.

إن المغرب التطواني ليس مجرد فريق لكرة القدم، بل رمز لمدينة بأكملها، وتاريخه العريق لا ينبغي أن يكون ساحة لتصفية الحسابات، بل منطلقا لبناء مستقبل يليق بجماهيره الكبيرة وتطلعاتها.

إن من يريد مصلحة الفريق لا يبدأ بإضعافه، ولا يلجأ إلى الحجز على ماليته وهو يعلم أنه في أمس الحاجة إلى كل درهم ليواصل مسيرته نحو الاستقرار والصعود. من يحبّ النادي يقدم له مشروعا واقعيا وخطة واضحة للنهوض، لا شروطا خيالية وتمويلات غير مضمونة. من يملك الرؤية لا يختبئ وراء الأزمات ليصنع منها سلما للعودة إلى الكرسي، ولا يزرع الفتنة بين الأنصار في سبيل مصلحة شخصية ضيقة.

ما أقدم عليه أحد الرؤساء السابقين من خطوات عدائية ضد الفريق لا يمكن تفسيره إلا بالرغبة في الانتقام أو استغلال اللحظة لإثبات حضور مفقود. لقد تعرت النوايا، وسقطت ورقة “الغيرة”، واتضح أن الهدف لم يكن حماية المغرب التطواني، بل السيطرة عليه ولو بتدميره.

إن ما يفعله هؤلاء لا يسيء للإدارة الحالية، بل إلى تاريخ النادي، وإلى جمهور عاشقٍ يقف خلف فريقه في السراء والضراء. فالغيرة الحقيقية ليست في التصريحات ولا في البكائيات الإعلامية، بل في نكران الذات ودعم النادي خلال الأزمات.

لقد آن الأوان لأن يميز الشارع التطواني بين من يخدم الفريق فعلا، ومن يستخدم اسمه مطية لأغراضه. المغرب التطواني لن يسقط، لأنه أكبر من الأشخاص، وأقوى من المؤامرات الصغيرة.


شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.