جعلت العائلة الملكية من منتجع شاطئ المضيق مقرا لها بعد إنجاز الاقامات العائلية الصيفية على الساحل المتوسطي بناحية أسمير، وكانت الأميرة للا عائشة والأميرة للا أمنة والأميرة للانزهة، والأمير مولاي عبد الله كلهم رحمهم الله، يقضون شهورا عديدة، جلبا للراحة وعشقا للبحر، وسعيا للهدوء، فحياتهم بعد الإستقلال ارتبطت ببحر المضيق، وأن الملك محمد السادس منذ صغره وهو يقضي عطلة الصيف بهذه الجهة، على عكس الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان يفضل عطلته غالبا بمدينة إفران لجوها المعتدل ما يناسب حالته الصحية.
وبمجرد ما تولى العرش فضل مدينة المضيق اقامته الملكية منذ عشرين سنة خلت وإلى يومنا هذا، فأحدثت هذه الإقامة تحولا هائلا في المنطقة الشمالية التي انتقلت من التهميش إلى الإزدهار ومن التخلف إلى التقدم ومن الإنكماش إلى التطور، ومن البساطة إلى العصرنة، ثم الحداثة في سائر المجالات، إنطلاقا من تقوية الببنية التحية الصلبة عمت سائر الجهات، إلى المشاريع الكبيرة الضخمة التي غيرت مجرى الحياة، وسلكت بالمغرب مسلك الحضارة الراهنة الشاهدة على عصرها.
فأصبحت القرى مدنا، مستقبلية وافرة لكل الحاجيات والإمكانيات المتاحة. وفر لها جلالة الملك كل الأموال وسخر لها، فتنة الجمال وعشق البحر، وراحة العين والمنظر، وكهرب لها الانارة على امتداد مائة كيلومتر متواصلة من مدخل مدينة تطوان بين مفترق الطرق في الحد الفاصل قبيلة أنجرة، مرورا بتطوان ووصولا إلى مدينة الفنيدق، فنهاية إلى الميناء المتوسطي، واحدث جديدا الطريق السيار الثاني الرابط بين تطوان والفنيدق بين جبل درسة ،وغرغيز، يلتحم بالطريق السيار قرب مدينة المضيق، تمت إنارته على جانبي الطريق في أروع مشهد، وابهاه، يطل بالكامل على مدينة تطوان وسهولها وربوعها وعلى امتداد الساحل المتوسطي، دخل في الهيكلة الكبرى التي دشنها سنة 2011 تشمل جميع التراب لعمالتي تطوان. والمضيق الفنيدق والنموذج من مدينة المضيق كيف كانت بالأمس القريب؟ وكيف اصبحت اليوم؟، بفضل الشعور الوجداني لجلالة الملك، وايمانه بأهمية الساحل المتوسطي، الذي أعطاه نفسا قويا لا يقاوم، ليس فقط لهذه المدينة، بل لجميع المدن الساحلية كمرتيل وأزلا ووادي لو، والحسيمة، والناضور، والسعيدية وغيرها، وحرصه الدؤوب في تتبع الأوراش والأشغال التي تنجز والوقوف عليها شخصيا بالزيارات المفاجئة، حث كل هذا رجال الأعمال على تحريك عجلة السياحة بهذه المنطقة والسير بها نحو الإزدهار، سيما وأن ملك البلاد نشأ وترعرع في هذه الربوع الفاتنة والفضل ما وصلت إليه مدينة المضيق حاليا يعود بالدرجة الأولى إلى رعايته السامية في التخطيط والمواكبة السياحية.
العنوان: تاريخ مدينة المضيق
الكاتب: النقيب محمد الحبيب الخراز
منشورات هيئة المحامين بتطوان
بريس تطوان
يتبع…
والله العظيم لقد ٱنبهرت بما تحقق في مدن الشمال، فقد قمت بزيارة خلال هذا الأسبوع الذي يكاد ينقضي لمدينة أصيلة، وطنجة، وتطوان، والمضيق، والفنيدق، وأعجبت كثيرا بما تحقق في هذه المدن من إنجازات رائعة همت كل مجالات الحياة بهذه المدن، فجزى الله عنا ملكنا الهمام محمد السادس نصره الله وأيده،، وجزى الله أيضا المجالس البلدية لهذه المدن عل. تفانيهم في تنفيذ أوامر ملكنا المحبوب.