كنت فقيرا أو غنيا، فأنت كأحد ألآف الأشخاص من جميع أصقاع الدنيا، الذين ينجذبون نحو الميناء الذي رصت حواشيه بمئات الكراسي المصطفة من قبل المقاهي الشعبية التي تقدم للزائرين وللعائلات التي تملأ مئات الطاولات لأكل سمك السردين المشوي الطري والشاي المنعنع الساخن مع آنية بيصرية مقرونة ومعشوشبة “بالكيمون” والفلفل الحار” وزيت الزيتون المغربي الصافي، والخبز اللذيذ، إنها أكلة شعبية، تأتي عن شهوة عارمة، تلك هي معلمة مضيق الميناء التاريخية التي ستظل الأفواج تأتيه من كل مكان وفي جميع الأزمنة، فحينما يذكر “سمك السردين” تذكر مدينة المضيق. إنها هبة من الله للبشر، وللمدينة.
وأغلب هذه الكميات المستخرجة من سمك السردين، تسوق إلى الخارج وخصوصا إلى إسبانيا لجودتها ،ولذتها ما جعل الدولة أمام هذا الرواج من توسيع شبكة الميناء والزيادة في حجمه، وحمايته من اللصوص والمهاجرين السريين.
في البداية لم يكن الميناء يتمتع بالحماية الأمنية الكافية، فمن خلال الاحتجاجات التي واكبت تدمر الصيادين منذ سنة 2001 كان الميناء يتعرض لسرقة المراكب البحرية ليلا أو نهارا والتي تجاوزت العشرات رغم أنها مقيدة بسلاسل، صارت تستغل للهجرة السرية من طرف العصابات المتخصصة، أو لنقل المخدرات على الضفة الأخرى، وعلى هذه الأحداث المتوالية خضع الميناء لعدة تغييرات في بنيته التحتية، أو هيكلته الحديثة، من خلال هذا التقييم للوكالة الوطنية للصيد.
العنوان: تاريخ مدينة المضيق
الكاتب: النقيب محمد الحبيب الخراز
منشورات هيئة المحامين بتطوان
بريس تطوان
يتبع…