المصنفات السبتية في السيرة النبوية (3) - بريس تطوان - أخبار تطوان

المصنفات السبتية في السيرة النبوية (3)

التنوير في مولد السراج المنير لابن دحية الكلبي:

نسبة الكتاب لصاحبه:

لقد أكد نسبة التنوير ابن دحية نفسه في كتاب نهاية السول في خصائص الرسول حيث قال: “وقد كان له صلى الله عليه وسلم خيل وبغال وحمير لها أسماء وأعلام، فقد ذكرت ذلك في غزوة بدر من كتاب التنوير في مولد السراج المنير” . كما أكد هذا الأمر جلة من العلماء ممن ترجموا له أو نقلوا عنه منهم:

ابن خلكان” والحافظ الذهبي وابن كثير والحافظ السيوطي والمقري ومحمد بن جعفر الكتاني وعبد الله كنون”، وغيرهم.

وهكذا يتبين أن الكتاب لابن دحية دون شك ولا ريب، وللإشارة أن هذا الكتاب توجد منه نسخة خطية في المكتبة الأحمدية بحلب سورية.

مضمون الكتاب ومنهجه وسبب تأليفه:

لقد ألف ابن دحية كتاب التنوير للملك المظفر كوكبري صاحب اربل، المولع بعمل المولد النبوي الشريف، كما أجمع على ذلك كل من ترجم لابن دحية.

وعني فيه رحمه الله بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم من المولد إلى الوفاة، مع ذكر شرف نسبه وبعض خصائصه ومعجزاته، سالکا في بيان كل ذلك مسلك المحدثين النقاد، اللذين عنوا بنقد الأسانيد والمتون عناية بالغة ومتوازنة، وهنا تتجلى ميزة وقيمة هذا الكتاب.

وقد أبان عن ذلك رحمه الله في مقدمة كتاب التنوير مبينا سبب تأليفه، فقال: “… وبعد: فهذا كتاب التنوير في مولد السراج المنير البشير النذير ألفته بعد أن جلت البلاد، وخلت العباد، إلى أن حللت بإربل المحروسة، ووافق ذلك ليلة مولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.

وقد قسم كتابه ثلاثة أبواب:

أولها: باب شرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم .، وقد تحدث فيه على نسب النبي ـ صلى الله عليه وسلم . وأبائه وأجداده، وكرام العرب ومضر وكنانة وقريش، وتكلم على كل قبيلة من جهة النسب واللغة والفضل، ثم بين ما بانت به قريش على غيرها من القبائل أو اختصت به، ورفع نسبه صلى الله عليه وسلم . إلى عدنان حيث انتهى النسب الصحيح الذي عليه إجماع الأمة.

وخصص الباب الثاني بيان اجتماع القبائل مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ف عبد المطلب، فتكلم على أسماء أبائه وأجداده ، صلى الله عليه وسلم . من جهة الاشتقاق، ذاكرا بعض مناقبهم، ثم نقل أسماء القبائل التي تجتمع معه . صلى الله عليه وسلم . ف كل جد من أجداده، إلى أن انتهى إلى عدنان، ثم إبراهيم خليل الرحمان.

وختم الباب بفصول عقدها في نسب عدنان، وبيان الاختلاف في قحطان، منبها على ما سلف لهم من الملك العظيم، والصيت المشهور المعلوم، ومبينا كيف كانت حال العرب في الجاهلية في علومها وأديانها ومساكنها ومعايشها، وكيف أصبح حالها في الإسلام، شارحا جميع الأحاديث التي ساقها، ومنبها على مافيها من العلوم على جهة الاختصار والإيجاز%.

أما الباب الثالث: فعقده لمولده . صلى الله عليه وسلم . وهو سائر الكتاب، تحدث فيه عن سيرة المصطفى . صلى الله عليه وسلم . من المولد إلى الوفاة، مراعيا في ذلك ترتيب الأحداث ترتيبا زمنيا وموضوعيا، مع تمييزه في ذلك بين الروايات الصحيحة والسقيمة. حسب ما دبج به تأليفه.

ثم ختم الباب بذكر بعض خصائصه ، صلى الله عليه وسلم .
وصفاته ومعجزاته، ولم يخل تأليفه من استطراداته المعهودة عنه، واستنباط الفوائد والأحكام والحكم، وقد استفدت كثيرا من استطراداته حتى أنه لو أوجز وددت انه لم يوجز .

مصادر ابن دحية في التنوير:

أما بالنسبة لمصادر الحافظ في كتابه, فهي كثيرة. جردها الدكتور أنس وكاك في دراسته لمخطوطة التنوير فكانت 139 مصدرا .

عنوان الكتاب: سبتة العالمة ومدارسها في العلوم الشرعية

الكاتب: ذ. الباحث محمد المجاهد

منشورات المجلس العلمي املحلي لعمالة المضيق الفنيدق

بريس تطوان

يتبع..


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.