المدرسة الأهلية بتطوان تحتفي بمائة عام من العطاء الوطني - بريس تطوان - أخبار تطوان

المدرسة الأهلية بتطوان تحتفي بمائة عام من العطاء الوطني

بريس تطوان

بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المدرسة الأهلية بتطوان، تنظم جمعية قدماء المعهد الحر ومؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة، وبتعاون مع عمالة إقليم تطوان، وجماعة تطوان، وجامعة عبد المالك السعدي، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والمجلس الإقليمي لتطوان، فعاليات احتفالية مميزة أيام 13 و14 و15 ماي 2025، وذلك بمركب عبد الخالق الطريس الثقافي، أمام الحامية العسكرية بباب العقلة بتطوان.

ويأتي هذا الحدث تخليدا لمسيرة واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية الوطنية التي شكّلت منطلقاً لوعي تربوي حديث، في سياق مقاومة محاولات طمس الهوية التعليمية المغربية خلال فترة الحماية الإسبانية.

فقد كان التعليم في المغرب يعتمد في السابق على المساجد والزوايا، حيث كان الأطفال يتعلمون القراءة والكتابة وحفظ القرآن باستعمال الألواح الخشبية، إلى أن جاءت حقبة الاستعمار الإسباني سنة 1913، مصحوبة بمدارس عصرية موجهة لأبناء المستعمرين، تركّز على اللغة والثقافة الإسبانية، ما دفع النخب الوطنية إلى إيجاد بديل تربوي يحافظ على الهوية المغربية.

في هذا السياق، تأسست المدرسة الأهلية سنة 1925 بمبادرة من شخصيات وطنية بارزة، من بينهم الحاج عبد السلام بنونة، والأستاذ محمد داود، ومحمد السلاوي، وعلال الخطيب، ومصطفى أفيلال، لتكون رافعة تعليمية حديثة تُعنى بتكوين جيل وطني مثقف وواعٍ. وقد استقبلت المدرسة فوجها الأول يوم 25 يناير من السنة نفسها، لتحتضن في صفوفها طلاباً أصبحوا فيما بعد قادة في الحركة الوطنية، أمثال عبد الخالق الطريس، الطيب بنونة، أحمد الخطيب، محمد الخطيب، أحمد الطريس، وعبد الكريم داود. كما تخرج منها لاحقا شخصيات وازنة من قبيل محمد عزيمان والمهدي بنونة.

ساهم خريجو المدرسة الأهلية في تأسيس حزب الإصلاح الوطني، ولعبوا دوراً محورياً في النضال من أجل الاستقلال وترسيخ الهوية المغربية، ما جعل من المدرسة فضاءً تربوياً ووطنياً ساهم في صناعة الوعي السياسي المبكر بمدينة تطوان وشمال المغرب.

وتمثل الذكرى المئوية فرصة لاستحضار هذا الإرث التربوي النضالي والاحتفاء برموزه، من خلال برنامج غني يتضمن معرضاً للصور والوثائق التاريخية، وعروضاً ومحاضرات يلقيها باحثون في تاريخ التعليم المغربي، إلى جانب تكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في إشعاع المدرسة، وتنظيم زيارات مدرسية لتعريف التلاميذ بتاريخ هذه المؤسسة العريقة.

وتدعو اللجنة المنظمة مختلف وسائل الإعلام والصحفيين إلى حضور هذه التظاهرة الوطنية والمساهمة في تغطية فعالياتها، بما يعكس الدور الريادي لمدينة تطوان في بناء المدرسة الوطنية الحديثة وصون الهوية الثقافية المغربية.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.