القيم المستفادة من ذكرى عيد الاستقلال المجيدة - بريس تطوان - أخبار تطوان

القيم المستفادة من ذكرى عيد الاستقلال المجيدة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد؛

فإننا نحتفل كل سنة بعيد الاستقلال المجيد، هذا الحدث العظيم الذي يحمل كثيرا من الدلالات، التي تستدعي منا حمد الله وشكره على ما أنعم به علينا.

وتأتي هذه المناسبات الوطنية كتذكير بعطاءات السابقين بما قاموا به من أدوار جليلة في خدمة هذه المملكة المغربية الشريفة حرسها الله، وعلى رأسهم الملكين المجاهدين جلالة المغفور له مولانا محمد الخامس طيب الله ثراه، وجلالة المغفور له مولانا الحسن الثاني طيب الله ثراه.

إن التأمل في كلمة “الاستقلال” بما تحمله من معاني تحيلنا على كثير من الدروس والعبر، ويمكن في هذا المقام أن نذكر ببعضها على عجالة:

أولا: قيمة الحرية: وذلك من خلال ما أكرمنا الله به بالتحرر من الاستعمار، بفضل جهود الملك وشعبه، من أجل تحقيق وحدة الوطن واستقراره، والعيش في الأمن والأمان تحت القيادة الرشيدة لأمراء المومنين؛ وعلى رأسهم أبو المقاومة جلالة المغفور له محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني نور الله ضريحهما.

ونذكر هنا الفرحة التي شهدها المغاربة بعد عودة السلطان الشرعي إلى عرشه، وهو يحمل راية الحرية والاستقلال، تاليا قول الله جل وعز: (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور).

وقد تكلمت عن هذا الموضوع في ورقات أخرى نشرتها بمناسبة ذكرى انتفاضة المشور، ووقفنا من خلالها على نماذج من الوطنيين الغيورين؛ ممن ماتوا وهم الآن أحياء بمواقفهم وجهادهم؛ ويكفي قول الله تعالى فيهم: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر…) الآية.

إن المتتبع لسيرة الملكين الراحلين في مختلف أطوارها يلمس ذلك التفاني الكبير من أجل هذا الوطن العزيز، ولا يمكن مهما عبرنا ومهما كتبنا أن نوفيهما حقهما العظيم في تلك الأجيال الماضية ومن جاء بعدهم، ويكفي أن كل ما أنجز من أبحاث ودراسات وندوات ومؤتمرات في عطاءاتهما وإسهامهما في البناء الإنساني والحضاري خير دليل على ما ذكرناه.

وتتوالى العطاءات العظيمة في عهد مولانا أمير المومنين وحامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس أعزه الله ونصره، هذا الملك الذي بذل الكثير من أجل شعبه ووطنه، وإنك لتحار وأنت تنظر في أي مجال من المجالات؛ سواء الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من هذا التقدم والازدهار الذي تشهد له وتباهي به الأمم والشعوب.

وقد يسر الله عز وجل الحديث عن بعض هذه المنجزات في الجانب الديني من خلال ما قمنا به؛ كمساهمة ربما تبدو صغيرة ولكنها في أعيننا بمثابة الذي يتصدق بشق تمرة، وأُجِر عليها الأجر الكبير بسبب صدقه وإخلاصه وتفانيه في التعاون والعطاء على قدر الاستطاعة، فيكفينا شرفا أننا حاولنا الإسهام ولو بالمتاح وباليسير وسهرنا الليالي الطوال رغم قلة ذات اليد في خدمة الثوابت الدينية والوطنية، وعلى رأسها إمارة المومنين، وأذكر من بينها ما يلي:

أولا: موسوعة الثوابت الدينية للمملكة المغربية الشريفة، والتي نأمل إن شاء الله أن تصدر قريبا في ثمانية أجزاء، ويقع محور إمارة المومنين في مجلدين.

ثانيا: كتاب إمارة المومنين بالمغرب: التأصيل والخصوصية والأثر.

ثالثا: كتاب المدارس العلمية العتيقة بإقليم حوز مراكش وأثرها في ترسيخ الثوابت الدينية والوطنية.

رابعا: كتاب الثوابت الدينية وما جرى به العمل: دراسات نظرية ونماذج تطبيقية.

ولنا أعمال أخرى يرتقب صدورها قريبا إن شاء الله، ونذكر من بينها:

1-عدد خاص بإمارة المومنين، وسيعلن عن محاوره قريبا إن شاء الله ضمن مجلة النبوغ الدولية بمراكش.

2-كتاب حول الصحراء المغربية وإمارة المومنين، يرتقب صدوره إن شاء الله في شهر دجنبر 2024م.

ومن الدروس المستفادة قيمة الأمن والاستقرار:

وهذه من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، فينبغي أن نعيها ونشكر المنعم بها علينا.

كما ينبغي أن نتذكر هذه النعمة الجليلة على الدوام.

ولعله في فرصة قادمة إن شاء الله نحاول بسط القول فيها، وفي غيرها من القيم، آملين من الله العلي القدير أن نكون من المخلصين في خدمة هذا الوطن.

وقد كتبت هذه الكلمات على عجل فيما بين صلاة العصر والمغرب رغبة في الإسهام، وحبا في خدمة ثوابتنا الدينية والوطنية، كمشاركة في الفرحة بهذا العيد، راجيا من الله دوام التوفيق واطراد التسديد بجاه خير الأنام؛ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

حفظ الله مولانا أمير المومنين، وحامي حمى الملة والدين، جلالة الملك محمد السادس وأدام عزه ونصره، وأدامه لهذا الوطن منارا عاليا وسراجا هاديا، وأبقاه ذخرا وملاذا لهذه الأمة، وأقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن، وشد عضده بصنوه السعيد مولاي رشيد، وفي كافة أسرته الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.

ورحم الله الملكين الجليلين المجاهدين؛ مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، وطيب ثراهما، وجعل روحيهما في أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.