القطب السياحي والصناعي لعائلة جودرا المشهورة بتطوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

القطب السياحي والصناعي لعائلة جودرا المشهورة بتطوان

بدخول الاستعمار الإسباني للمنطقة الشمالية في نطاق عقد الحماية، تدفق عدد من المستثمرين الأقطاب الإسبان، لخلق صناعات متعددة، تساند الحركة الاقتصادية والتجارية والفلاحية، والسياسية بالمدن الشمالية خاصة تطوان والعرائش والناظور لإنجاح جهود الحماية الإسبانية التي دخلت ضعيفة ماديا، وخرجت منه أكثر ضعفاوهي منهوكة القوى السياسية أمام سلسلة التقلبات التي أطاحت بالملكية، ثم الجمهورية، وقيام الديكتاتورية التي أسالت دماء الإسبانيين والمغاربة على حد سواء في الحرب الأهلية، ناهيك عن الحروب الداخلية والثورات المؤججة من زعيم الناحية الجبلية الشريف الريسوني، والأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بعد موقعة أنوال الريفية الباسلة، مما انعكس سلبا على تطور المنطقة ونهضتها وتقدمها ولكن هناك من الإسبانيين المستثمرين من غطوا ساحة المنطقة بعدة مشاريع كانت ناجحة ومفيدة، حققتها عائلة جودرا الإسبانية التي جلبت معها أموالا ضخمة وظفتها في استثمار النقل، كالدور الذي لعبته شركة المواصلات LA VALENCIANA في ربط الشبكة بجميع أنحاء الشمال، وبناء العمارات من أشهرها عمارة أبينيدا الأنيقة والسينما الفاخرة التي تحتها والفنادق السياحية التي بنتها بكل من الشاون وكتامة، وأوراش اصلاح السيارات وغيرها، وقد كتب أحد أبناء جودرا الأب السيد لويس جودرا من مواليد سنة 1933 بتطوان تاريخا مفصلا عن عائلته أراد أن يضرب به مثلا لنكران الجميل الذي وضعه في أسوء الأوقات الحرجة من بعض المغاربة المسؤولين وذوي النفوذ السلطوي الذين أساؤوا إليه، مكرا ونصبا وخداعا رغم مغربيته، لا لشيء إلا من أجل السيطرة على انجازاته ومشاريعه، أرغم على بيع حظوظه فيها ساهمت فيه أيضا خلافات عائلته وتفرقتها في ظروف زمن الرصاص والنفوذ القوي لبعض عمال تطوان.

وقد آلمني جدا ما سطره في كتابه الذي أصدره بالإسبانية سنة 2016 تحت عنوان ” تقلبات رجل مسن تطواني”.

في هذا السياق نعيش قليلا مع صاحب أول مبادرة في خلق نواة صلبة للسياحة بالمضيق، ويتعلق الأمر بشهادة حية نشرها كمذكرات الإسباني التطواني السيد لويس خوسي جودرا إساكو التي ملكت عائلته الزمان والمكان سنين عديدة بمدينة المضيق، عائلة شركة “لابلينسيانا” La Valenciana وأوراش الشاحنات وبناء العمارات “أبينيدا” بتطوان نموذجا، ومركبات سياحية بـ”كتامة والشاون” وأول مشيد للمركب السياحي أوطيل ريستسنكا ثم “قابيلا على الرمال الذهبية لشاطئ المضيق.

في سياق كتابه “تأملات مسن تطواني” يتطرق لويس جودرا للنواة الأولى للصناعة السياحية بساحل مدينة المضيق، وتقريبا على مساحة 200 هكتارا على الشاطئ الممتد من وادي اسمير إلى الريستينكا، إنطلاقا من الستينيات جاء بتشجيع من وزير السياحة المرحوم احمد العلويةالذي يصفه بأنه ابن عم الملك الراحل الحسن الثاني، وكان العائق قبل التفكير في البناء هو مشكل الثكنة العسكرية التي اقامتها إسبانيا بجانب الريستينكا، تدخل لحلها كما يقول الوزير احمد العلوي مع الحكومة الإسبانية عن طريق السفارة، التي سلمتها للمغرب، فهدمت واستوت مع الارض، وعليها بني فندق اوطيل” ريستينكا ، بتصميم المهندس المعماري خيرونا ببيليه من برشلونة.

وبعد تحليل البنية التحتية والتربة واستكمالها كان علينا إحضار الكهرباء والماء من المضيق Rincon del M’Diq على مسافة عشرة كيلومترات أو نحو ذلك. كان يجب القيام بكل شيء يدويًا. لأنه لم يكن لدينا آلات كافية للقيام بذلك . في الوقت الذي كنا فيه مروجين سياحيين في شركة إنشاءات، وكان المشروع يتكون في الجزء الأول من بناء خمسة وعشرين شاليهات معزولة وتسعة وعشرين طابقا ومطعمًا.

ويضيف في ذكرياته أن هذا العمل تم تدشينه من قبل أحمد العلوي . والأميرة للا عائشة الشقيقة الكبرى لجلالة الملك الحسن الثاني وبالطبع بحضور محافظ تطوان والسلطات المحلية وكان من المقرر افتتاح المطعم الموالي للأوطيل يوم 10 غشت 1964.

العنوان: تاريخ مدينة المضيق

الكاتب: النقيب محمد الحبيب الخراز

منشورات هيئة المحامين بتطوان

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.