الفنيدق: توقيف شخصين مضطربين نفسيًا هددا سلامة المواطنين بكورنيش المدينة
بريس تطوان
شهد كورنيش مدينة الفنيدق نهاية الأسبوع الماضي حالتي استنفار أمني بسبب تدخل السلطات للسيطرة على شخصين في وضعية اضطراب نفسي حاد، في حادثين منفصلين يعكسان تصاعد القلق المحلي بشأن غياب مقاربة فعالة للتعامل مع هذه الحالات التي باتت تؤرق الساكنة.
في الحالة الأولى، أوقفت عناصر القوات المساعدة شخصا كان يتجول بساطور مهدداً سلامة المارة، وسط منطقة تعرف توافد الأسر والأطفال. العملية تمت بسرعة وبتنسيق مع الأمن الوطني والسلطات المحلية، حيث جرى نقل الشخص إلى مستشفى الرازي للأمراض النفسية بتطوان بعد العثور بحوزته على أسلحة بيضاء من بينها سكين صغير وشفرة حلاقة ومفك براغي.
وفي اليوم ذاته، تدخلت السلطات الأمنية مرة أخرى لتوقيف شخص آخر مضطرب نفسياً كان يتجول في الشارع العام عارياً تماماً، ما خلف ذعراً وسط المارة. وبعد محاولة تهدئته وتوفير ملابس له، نُقل هو الآخر إلى المؤسسة الاستشفائية المختصة.
ورغم هذه التدخلات السريعة، فإن الأصوات تتعالى من جديد في تطوان والمضيق للمطالبة بإصلاح هيكلي للمنظومة الصحية النفسية بالجهة، وسط شكاوى متكررة من قِصر مدة الاحتجاز الاستشفائي لهؤلاء المرضى، ما يؤدي إلى عودتهم إلى الشارع في ظرف وجيز.
مصادر طبية تؤكد أن مستشفى الرازي يعاني ضغطاً كبيراً، حيث لا تتناسب طاقته الاستيعابية مع عدد المرضى في جهة تعرف كثافة سكانية عالية وتنامياً في الحالات النفسية، في ظل شح الموارد البشرية والاكتظاظ المزمن.
وتجددت المطالب الشعبية بضرورة تشييد مستشفى جديد للأمراض النفسية والعقلية، مجهز وفق المعايير الحديثة، مع تعزيز الميزانية المخصصة للصحة النفسية وتمكين الأطر الطبية من تكوين متواصل لمواجهة التحديات المرتبطة بالأمراض العقلية، خاصة في سياق يتسم بارتفاع معدلات الإدمان والتشرد والهشاشة الاجتماعية.
