الصحافة علم واختصاص (الحلقة الأولى) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الصحافة علم واختصاص (الحلقة الأولى)

إن مصادر الأنباء ليست واحدة بل متعددة ومتغيرة حسب القيمة، ونجدهم مختلطين في مقالة واحدة ولهذا قسمناهم إلى أربعة أجزاء.

1- وكالات الأنباء:
في المغرب أو في أنحاء العالم خصوصا وكالات الأنباء تقوم بدور بائعي الجملة، بالنسبة للأنباء، والمزود الأول للصحف، ونجد أن في بعض المناطف أو الجهات التي لا يوجد فيها مراسل، فنشر الأقصوصة يكون متحفظا لأن المراسل يقوم بدور شاهد عيان حقيقي، وتكون صبغة الخبر مقدسة أكثر من أقصوصة الوكالة.

فنجد أن أغلب الصحف مشتركة على الأقل في وكالة الأنباء، وذلك حرصا على الخبر الجديد، لماذا لأن أخبار الوكالة تكون دائما حية يقال له خبر الساعة ومحايد، بلا نزعة سياسية ولا حزبية موجهة ، وتكون مجردة من كل تعليق يمكنه أن يسيء إلى الخبر المرسول عن طريق التيليكس، والأقصوصة الجيدة يجب ان تكون واضحة ومكمولة من ناحية العرض والتاريخ والخبر ويجمع فيها الوقت، و المكان، والحدث، ومع من ، وكيف، وكم، ولماذا؟.

بين فالحرب ضد الساعة هو قانون عالم الإعلام، كحادث مهم مثلا، وفاة رئيس دولة، إعلان عن الحرب، كارثة طبيعية تعطى بواسطة FLACH“ مكونة من كلمتين إلى خمسة لا أكثر ، وبعد ذلك تتبع بـ “BULLETIN أخبار قصيرة مكونة من 30 كلمة إلى 35 كلمة لا أكثر ، أو تتبع بما يسمى سريع” “URGENT“ لا يزيد على 100 كلمة، أو يتبع بأقصوصة “DEPECHE مكمولة وجامعة ما 200 كلمة والوكالة في نفس الوقت تتابع نشراتها بالتكميلات ROUND UP“ مجموعة أقصوصات خاصة مع كل التفاصيل والأخبار المنشورة سابقا مع مراعات ما سيق في اوقات سابقة، وذلك ما يعادل 600 كلمة، وبعد المرور من هذه المرحلة أي مرحلة السرعة تكون قد تكونت فكرة واضحة لذا صحافي الوكالة و يشرع في كتابة SYNTHESE” أي الخلاصة التي تضم أهم العناصر بتركيز واضح، وهذه الخلاصة تكون أكثر وضوحا من السابق ولكن لا تتعدى 400 كلمة.

هذا الشريط يعطينا ويبين لنا طريقة عمل الصحافي الوكالي، في عين المكان أو فوق مكتبه، ملتصق بالحدث ويتبعه ساعة بساعة وليس هنا الساعة الزمنية، بل نقطة بنقطة.

فالوكالة يجب أن تبعث بأكثر قدر ممكن من الأخبار حول المرجع الخطب الرسمية تصريحات الأشخاص السياسيين تقارير الحكومة الرسمية وآرائها في الموضوع إلى آخره.

فنجد أن الصحيفة تتوصل بمات من الأقصوصات يوميا مثلا من وكالات فرانس بريس A.F.P” التي هي بدورها تتوصل بهم من مراسليها ما يقرب من 300.000 كلمة في اليوم، والوكالة تنشر عن طريق الأسلاك ما بين 600.000 و 900.000 كلمة في اليوم. إلى جانب الوكالات الكبرى العالمية توجد وكالات وطنية وهذه الوكالات الوطنية مهمتها تزويد الصحف المحلية داخل البلاد، وتكون هذه الوكالات الوطنية مطعمة بمصادر من وكالات الأنباء الدولية، على سبيل المثال نعطي أسماء بعض هذه الوكالات، مثل “DPA” وكالة ألمانيا MAP ” وكالة المغرب العربي (المغرب) وكالة الأنباء الجزائرية APS” وكالة تانجوق يوغسلافيا ”TANFUG“ الوكالة اليابانية كيودو KYODO” وكالة الصين الجديدة -CHINE“ NOUVELLE الصينية وهي تابعة للحزب الشيوعي، وتعتب هذه الوكالة من أكبر المصادر المعتمد عليها في الدول الغربية، وذلك مصدر للمراسلين الأجانب القاطنين بالصين.

ففي فرنسا توجد وكالة فرانس بريس “AFP” وهي متنافسة مع ا.س.ب. “ACP” الوكالة المركزية والتي لها اشتراك كبير في فرنسا وأغلب الصحف مشتركة فيها، وخصوصا الصحف الإقليمية، وكذلك ظهور وكالة جديدة في فرنسا تدعى ايكليس AIGLES (وكالة الأنباء العامة والمحلية، اقتصادية ورياضية وهي تزود هذه الصحف المحلية زيادة على الخبر صورة الخبر، وكذلك وكالة الأخبار الفرنسية فرنس بريس AFP لها مصلحة خاصة بالصور على الصعيد الدولي.

ولكن ظهر للوجود حاليا منافسين لوكالة فرانس بريس داخل فرنسا، وهي وكالات اختصاصية في الصور فقط مثل كيسطون KEYSTONE‘ مكنون فوطو MAGNUM PHOTO كاما ”GAMA“ ورافو ”RAPHO“ ويوجد من جهة أخرى، صغار وكالات الأنباء ذات اختصاصيات في مجال خاص بالخبر، مثلا (العلوم، البورصة، الكراكيز المصورة) وهذه الوكالات الصغيرة، توزع تقارير “BULLETINS” يوميا وأسبوعيا وكذلك مقالات مختارة، وصفحات مكمولة خاصة بالصحف والأكثرهم مشهورة هي الوكالة الاقتصادية والمالية “AGEFT“ والاتصال الاجتماعي LIAISONS SOCIALES” ومراسلة الصحافة CORRESPONDANCE DE LA PRESSE”.

2 المصادر التوثيقية : LES SOURCES DOCUMANTAIRES

الوثيقة المكتوبة تكون مصدرا مهما للصحافي وهي غالبا تعطي الخبر الحقيقي والواقعي بحدق ودقة، وهذه المصادر التوثيقية يمكنها أن تكون منظمة على عدة انواع.

الوثائق الخاصة بالجريدة:

في العالم يوجد آلاف من الملفات، ونبذ عن حياة الأشخاص منظمة حسب الحروف الأبجدية وبالاختصاص، كل مصلحة تتم يوميا ملفاتها وتطعمه بما هو أغنى ومختار ليكون صالحا ومفيدا عند الحاجة.

الصحف والمنشورات: “LES JOURNAUX ET PUBLICATIONS“

صحافة الإعلام عامة، وخصوصا الصحافة التقنية والمختصة، وكذلك صحافة النقابات والأحزاب تكون مراجع أصيلة، التي يمكنها أن تعود على الباحث بالنفع، ووسيلة للوصول إلى الغاية المطلوبة.

مراكز الوثائق: “LES CENTRES DE DOCUMENTATION“

مراكز ذات اختصاصات مثل مركز الإعلام النسوي بفرنسا أو مركز الإعلام والوثائق للشباب بفرنسا و المكتبات الخاصة بالصحافة مثل مكتبة تطوان للصحافة سابقا، ومكاتب الجامعات الدولية والمحلية.

الوثائق الرسمية: “LE DOCUMENTS OFFICIELS“

وهذه مطعمة بواسطة الإدارات الرسمية بشكل مذكرات وتقارير ودراسات مهيئة واضحة تدل على شيء واحد خاص، وترجع إلى الدوائر الرسمية للاحتفاظ بها، مثلا تقرير البرلمان والتصويت المناظرات التشريعية والخطب الرسمية والتعيينات، والترقيات إلى آخره، وهنا يكون الصحفي مجرد من كل التعليقات ولا يزيد شيئا عن ما أخرجه من مركز الوثائف الرسمية.

وما عليه إلا أن ينص بالحرف في صحفات الجريدة بما هي عليه.

3- وصول الخبر

تأخذ الاحتياطات اللازمة، فالصحفي يمكنه أن يصبح طائر “الوالي” الذي له رحلة في السنة من إفريقيا إلى أروبا وهذا الطائر يصل جائعا، ومهما يصل يجد كثرة تنوع المأكولات، ويبقى حائرا ما يأكل وهو في نفس الوقت جائع، ويكون الصحافي أمامه زمرة من الأخبار من كل جهة، ويبدأ العملية بترتيب المعلومات.

بقلم: المرحوم ابن تطوان الكولونيل عبد النبي عبد القادر الجحرة

نقلا عن كتابه: الصحافة علم واختصاص

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.