الصحافة علم واختصاص (الحلقة 12) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الصحافة علم واختصاص (الحلقة 12)

التقدم الصحفي:

من المعتقد أن التقدم ضروري للنجاح، فالذي يبخل بالأموال عن مشاريع الترقية يكون قصير النظر، شأنه شأن المزارع الذي يوفر ماله عن شراء البذور أو استخدام العمال لحرث الأرض أو عن شراء سماد.

إنه يستطيع أن يوفر بعض المال بتلك الطريقة، ولكنه يكتشف عندما يأتي الحصاد أنه ليس لديه محصول، وأنه لن يخسر نتاج السنة فقط بل ربما يخسر مزرعته أيضا.

ومن الغريب أن لا يؤمن أصحاب الصحف والأحزاب ذات الصحف بالدفع بصحفهم إلى الأمام مع أن البضاعة التي يتعاملون بها إذا عنوا بها، فإنهم يعنون برداءة وإهمال وبحمق ودون تفكير، إنهم لا يولون هذا الأمر الاهتمام المناسب الذي يحتاجة.

من المنطق أن تعتبر هذه العناية مهمة لدرجة ان الجريدة التي تبتاع ستة تحقيقات وتنشرها دون عناية واهتمام أن تبتاع ثلاثة فقط وتصرف باقي المال في شؤون العناية والاهتمام بها، وفعلا عمل كهذا يحقق رواجا وسمعة عطرة.
العامة.

والتحسين الجيد هو التحسين الواعي المكيف حسب الهدف المنشود.

هذا، وهناك غايات متعددة يجب بلوغها أولها وأهمها الاعتبار والسمعة وناذرا ما يستهدف التقدم هذه الغاية، مع انها يحتاج لها أكثر من غيرها، وهي الغاية الأثمن لأي جريدة.

في عادة الصحف تضع إعلانات بطريقة عاطفية مثيرة لاعتقاد ان هذه الطريقة تؤمن الرواج المباشر ، ولكن النتيجة تكون ان الذين لا يقرأون جريدتنا لا يطلعون إلا على هذه الإعلانات العاطفية المثيرة المعبرة فيحسبون أن هذه الصحف كلها عاطفية.

وهكذا يكون قد وقع تأخر في تطور الجريدة في عدة نواح، لأن الكثيرين من الناس يرفضون جريدة يحسبونها عاطفية مثيرة.

والتحسين يجب أن يعالج من قاعدة واضحة بالأشياء المحترمة والمهمة، والملهمة، وأن يعلن عنها بشمول وحث.

وهذا يؤدي إلى رواج قلما تؤدي إليه الأساليب العاطفية المثيرة، لأن التحسين هو الذي يأتي بالرواج من ناحية مبدئية.

فإن الناس سيقبلون على شراء الجريدة للوقوف على دوافع التحسين وأسبابه إذا كانت سبل التحسين شاملة وحثيثة.

غير ان تحسين الأشياء المهمة والملهمة سوف يفعل شيئا أفيد من الحصول على رواج مباشر، إنه سوف يمهد الطريق أمام نمو الجريدة في المستقبل، ورفع التعرض الذي يشكل عقبة أمام النمو، ويحمل أفضل الناس على أن يرغبوا في أخذ الجريدة وعلى أن يفكروا انهم يجب أن يأخذوها لأنها تستحق ذلك.

وهذا مما يجعل القراء يعتزون بالجريدة ويثنون عليها وهؤلاء القراء هم أحسن الدعاة للجريدة.

كثيرون من ينشرون الصحف وهم لا يعرفون مما سبق ذكره، والسبب أن هناك آخرون لهم فكرة خاطئة عن الجريدة، مع انهم يحبونها.

فواجب الصحافة ان تسعى لتكون لهؤلاء الآخرين الفكرة الصحيحة، يجب التوقف عن الإعلانات العاطفية المثيرة التي تعطيهم فكرة خاطئة، وأن تعلن بالأساليب المأمونة التي تعطيهم فكرة صحيحة.

بقلم: المرحوم ابن تطوان الكولونيل عبد النبي عبد القادر الجحرة

نقلا عن كتابه: الصحافة علم واختصاص

بريس تطوان

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.