البلاغات للصحافة:
ما هذه البلاغات؟ كل يعطى على حسب قدره ولكن الجميع يريد أن يكون له حظ الأسد في هذه البلاغات، رجال السياسة الإدارات الرسمية، المؤسسات، النقابات الجمعيات و المجموعات المختلفة، وتمطر هذه البلاغات بلاحد طيلة السنة في صفحات الصحف بالعواصم ، وفعلا كل واحد يريد أن يرى بلاغه في صحيفة الغد، ويطلب أن يكون بارزا وفي الصفحة المهمة والركن البارز، ولكن ما سيقول قارئ الصحيفة أو زبونها الذي سيجد في الصحيفة الإعلانات والبلاغات؟ وفي استطاعة الجريدة أن تملأ 36 أو 40 صفحة بهذه الإعلانات كانت كاملة أم ناقصة، ولكن هل هي عنصر للقراء أم لصالح من ؟ فهذه البلاغات والإعلانات هي لصالح الصحفي أكثر من القارئ، لأنها تصبح من الوثائق التي يعتمد عليها الصحفي في المستقبل، وتكون مصدرا ومرجعا في كل الأوقات.
بريد القراء:
بعدما يخلق التحام وتفاهم بين القارء والجريدة ويصبح اتصال مباشر، فكري، وعاطفي بين هذين الاثنين فالقارئ يبدأ في المحافظة على الجريدة ويصبح اتصال متين وأحيانا يتساءل ويكتب إلى الجريدة إما سائلا إما ناقدا، إما مستغربا.
ويريد القارئ أن يجد مكانا له خاصا في أعمدة الصحيفة وأحيانا تكون صفحة او عمود يريده القراء امتحانا بالنسبة للجريدة، ومنفعة للجريدة أكثر من مضرها، لأن صاحب الجريدة يستغل أفكار القراء بلا طلب ولا تأدية ثمن، أما بعض الصحف ذات الطبع الكبير فهي التي تبحث عن القارئ، وتنفرد بتنقلات في القرى والمدن التي تعمها الأمية و تطرح أسئلة عن المواطنين SONDAGE“ ليبحثوا عن أي ركن يريدون في الصحيفة وهل للصحيفة رغم اتساع رقعتها لها صيت في القرى وبين الفلاحين؟
المذكرة:
هكذا تسمى لذا الصحف اليومية المحلية الصادرة في الأقاليم وتكون هذه المذكرة أحيانا عجيبة وغاصة بالمعلومات اجتماعات محلية، اجتماعات الغرف الإقليمية، ندوات صحفية، مظاهرات، وهذه الأحداث هي الأدوات اليومية الأولى للصحافي المحلي، معطاة له لتكوين نظرة أولى على الأحداث ثم تحليل هذه المعلومات الصغيرة الحجم، والصحيفة المحلية التي تكون منظمة تغطي جميع الأحداث التي تقع في الإقليم ابتداءً من الهيأت المحلية، وهي في الحقيقة باب من المحلية التي يجب الاعتناء بها من الوجهة الاجتماعية ومن هنا تبدأ عملية كتابة المذكرة عن طريق الصحيفة، وتسمى “مذكرة “الصحفي” وهنا نجد ما يسمى بالصحافي الاختصاصي في قطاع خاص بالإعلام، وغالب الأحيان يكون له عمل شاق يتطلب التحرك والحضور في كل الجلسات والندوات وعلى علم بما سيكون غدا وبعد أسبوع ويصبح الصحفي فردا مرغوب فيه من جميع الأطراف والهيآت السياسية والحكومية ليكون حاضرا حتى في بعد وجبات الأكل وحفلات عائلية.
4- الخبر الذي نبحث عنه “L’INFORMATION RECHERCHEE“
الصحفي على العموم يجب عليه أن لا يهضم فقط الخبر الذي يعطى له أو الذي يريدون تسليمه له فهذا الخبر يكون شيء ما يجري في الأحداث ولكن ليس فيه الوسائل المطلوبة للإعلام، وخصوصا من طرف الإدارات الرسمية أو شبه الرسمية أو المؤسسات الدستورية ولكن المصادر التي تخرج من المؤسسات الدستورية يكون فيها غالبا قسم واحد من الحقيقة الاجتماعية، إذن فالوجود الشخصي في عين المكان ضروري.
المراسلون:
المراسلون الصحفيون ثلاث أنواع:
أ- مراسل دائم للصحيفة بالخارج:
هؤلاء الصحفيون تؤدى لهم أجورهم الشهرية كان العمل متكاثرا أم ناقصا في كل الأوقات وهذا الصحفي، يبعث أحيانا نفس الخبر الذي تبعثه وكالات الأنباء عن البلد الذي يوجد فيه وأحيانا يتمم الخبر ويعطيه صبغته الحقيقية، ولو متأخرا، وهذا المراسل الدائم له وقتين الوقت الأول يسمى الوقت العامر، والثاني الوقت الضعيف، فالعامر هو وقت أحداث خاصة بالبلد الذي يوجد فيه مثل الانتخابات، وحروب مستمرة على الحدود، ونزعات حزبية دائمة، والوقت الضعيف وهو الوقت البارد من الأحداث ويطلقون عليه الغربيون الوقت الروتيني.
ب -مراسلوا الصحف الإقليمية:
جميع الصحف التي تصدر بعاصمة ما يكون لها مراسل في جميع الأقاليم وأحيانا في الأقاليم المهمة التي لها أنشطة مستمرة أو الأقاليم التي تكون عادة على الحدود مع دولة أخرى، أو الأقاليم التي لها مطار دولي أو ميناء كبير، وهؤلاء الصحفيون يسمون بكتاب الضبط في لغة الصحافة، وهم أذن وأعين مجلس إدارة التحرير للجريدة في العاصمة.
ج- مراسلوا صحف الأقاليم:
في جميع المجالس القروية أو الحضرية كل الصحف لها مراسل خاص، وهؤلاء المراسلون يكونون في أغلب الأحيان معلمون بالقرية، أو ممثل وكالة التأمين، صاحب مقهى، صاحب مصلحة البنزين هذا الموظف أو التاجر يصبح صحفيا، ويرسل بالخبر الكامل وأحيانا حتى الصور، هناك بعض الصحف الإقليمية في أوروبا وصل عدد مراسليها إلى 3.000 شخص في إقليمها وهذه الصحيفة هي سود ويسط SUD OUEST بفرنسا مثلا.
المبعوث الخاص:
في الوقت الذي يغادر الصحفي إدارة الجريدة للذهاب على بحث المعلومات في الإقاليم أو في الخارج يدعى “المبعوث الخاص” سواء كانت احداث خاصة في مكان ما، أو للتنقيب في إقليم ما على موضوع يكون على الصعيد الوطني.
شبكة المخبرين:
الصحفي يتكون في منطقته الجغرافية (الجرائد الجهوية) وفي اختصاصات، فشبكة المخبرين مختلفة ومنتشرة، وهي تكون في حالة تأهب إذا حدث شيء مهم بالنسبة للجريدة والرأي العام، وهؤلاء المخبرين يكونون على خبرة كبيرة بوسائل الإعلام، لكي يمكنهم أن يحللوا الحدث بطريقة سليمة ودقيقة.
وأول ما يتوفر عليه المخبر هو مذكرته الهاتفية ليمكنه الاتصال بكل الشخصيات الرسمية والموثوق بها ، وهذه هي أدواته الأولى للعمل قبل بدء التحقيق.
النظر، الاستفسار القراءة، والتحليل:
جلب المعلومات في عين المكان يعطي الفكرة الأولى حول كتابة المقال، التي تقوم في الحين بالقدرة على التحليل، والحكم على الصحفيين، رغم شهرتهم في الكتابة، يجب أن يكتفوا بإيضاحات الشرطة أو المصالح القضائية أو الاكتفاء بمصادر، شاهد، بل يجب الغوص في الحقيقة والوصول إلى داخل البيت، أو غرفة العمليات، أو زنزانة السجين.
بقلم: المرحوم ابن تطوان الكولونيل عبد النبي عبد القادر الجحرة
نقلا عن كتابه: الصحافة علم واختصاص
بريس تطوان
يتبع…