الصحافة علم واختصاص (الحلقة التاسعة) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الصحافة علم واختصاص (الحلقة التاسعة)

الصور:

الصور ترجع إلى العصر الحجري الأول أي منذ حوالي آلاف السنين وفي هذه المرحلة كان يحفر الإنسان رسوم الأشخاص والحيوان على جدران الكهوف والمعابد وعلى العظام والحجارة وكانت الصورة في هذه المرحلة ترمز أو تدل على شيء ما.

وأصبحت الصورة تعبر عن الأفكار ، إلى جانب تعبيرها عن الأشياء، ومن عيوب هذه المرحلة أنها لم تستطع أن تعبر عن الأفكار تعبيرا تاما، ووصلت هذه المرحلة إلى القمة في العصر الفرعوني، وتدل على ذلك الصور الهيروغليفية المنقوشة على مقابر المصريين القدماء ومعابدهم وآثارهم وبالرغم من قدم تاريخ الصور، فإن ما وصل إليه الاختراع الآن بخصوصها سواء أكانت محفورة على الخشب أو النحاس أو ألواح الطباعة المعدنية الخاصة بالطباعة الملساء يرجع أصله إلى القرن السادس الميلادي حيث تطبع بعض الصور على القماش في مصر، ثم ظهرت الكتب المصنوعة من الألواح الخشبية في القرن السابع الميلادي في الصين، وفي أواخر القرن الرابع عشر، انتقلت الصورة من الصين إلى أروبا وأهمية ذلك تتلخص عندما ظهرت أول صورة على ألواح معدنية في عام 1446، إذ أمكن عن طريقها طبع عدد كبير من الصور على الورق، منذ ذلك الحين تستعمل هذه الطريقة في طبع الصحيفة.

وكانت الصورة حتى القرن السابع عشر تطبع بلون واحد ثم طبعت بألوان عديدة وما كاد القرن السابع يشرف على الانتهاء حتى انتشر الطبع على النحاس بدلا من الخشب، وقد أصبحت الصورة في القرن العشرين عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه في إخراج المجلات المصورة في التحقيقات الصحفية.

أما من ناحية الصورة فهي رغبة شديدة في أن نجعل الصور صورا ذات قيمة إخبارية ولطالما تنشر الصور لتسجيل الصفحة.

أما الصورة التي لا قيمة إخبارية لها فهي تؤذي أكثر مما تفيد، لأن الصور أكثر وضوحا في الجريدة، والتأثير الذي يحصل للقارئ عند رؤيته للصورة التافهة هو أن الجريدة إنما تقدم التوافه بدلا من أخبار اليوم المهمة.

هذا ولعناوين الأخبار الجيدة ولصور الأخبار الجيدة قيمتها الأساسية في تقرير الصفة الإخبارية للجريدة، وإن كان يحسن بنا أحيانا أن ننشر صورا لسحرها ولجمالها مثل صورة حسناء أو طفل جذاب.

غير أن معظم الصور في الجريدة يجب أن تتمتع بقيمة إخبارية معينة وإلا فالأفضل لتلك الصور أن لا تنشر.

وشرح الصورة مهم بمقدار أهمية الصورة نفسها، وعلى هذا الشرح أن يعلن الحقائق الإخبارية المتعلقة بالصورة بوضوح ودقة، مثل العناوين الرئيسية، ويجب أن يكون الشرح مهضوما ورائقا.

وبإمكان الكتاب الناجحين ان يضيفوا الكثير إلى قيمة الأخبار فحسب بل إلى التسلية العامة في الجريدة عن طريق الشروحات الموضوعة تحت الصور، وهي شروحات موجزة وأنيقة.

والمطلوب منهم عدم تقديم مجموعات من الصور، تجنب التأثير الجماعي قدر الإمكان، فالمجموعات عادة تشوش فكرة القارئ وبذلك تفقد أثرها، هناك فكرة سائدة بأن جمع الصور التافهة بعضها إلى بعض يكون مجموعة صور جيدة، وهذا خطأ، فالصورة التي لا تستحق أن تنشر كما هي لا تستحق أن تنشر في مجموعة، وبدلا من أن تحاول أن تضفي على الصور التافهة أهمية بنشرها معا، فإن الحقيقة ان معظم الصور تقل قيمتها لما تنشر معا.

لذلك فالطلب هو أن تنشر كل صورة لوحدها، ويكون الاضطرار إلى نشر الصور الجيدة فقط، إن ذلك يجعل للصورة الجيدة تأثيرا أوسع، ويحسن المظهر العام للجريدة.

وعدم نشر الصورة الخيالية، مثلا صورة تمثل خيال الفنان” في صحفنا، هذه الصور ما لم تكن لها أشكال هندسية فإنها تكون دائما، حسية مثيرة وغير دقيقة ومهم ان لا نكون عاطفيين مثيرين دون دقة، في الصور، وكذلك في الأخبار.

والحقيقة أن أخطاء عناصر الإثارة وعدم الدقة في الصور أكثر وضوحا، وأسوأ بالتالي إلى حد ما، لأن استسلام الفنان لخياله عادة فكرية ورخيصة تشير إلى أن الجريدة ضعيفة أكثر مما تدل على أنها جريدة محترمة.

يجب محاولة الدقة في كل شيء، في الصور مثلما في باقي مواد الجريدة فالصدق ليس أغرب من الوهم، فقط بل هو ألذ أيضا.

بإمكان الصحف العادية أن تتفوق على الصحف الموجزة ذات الحجم “الأصغر” فيما يتعلق بالصور وخاصة عندما تستعمل هذه الصحف العادية صورها بوضوح وحذق وتستغل الفرص التي تقدمها صفحاتها الكبيرة.

مثلا لم تتكمن الصحف الموجزة ذات الحجم الأصغر في انجلترا في أن تسبق الصحف العادية، في توزيعها أبدا لأن الصحف العادية أكثر متعة منها، وأحسن تصويرا غير أن التصوير بلا طباعة جيدة كثيرا ما يكون تأمر أكثر مما هو مصدر للربح، وهذا أيضا مما تعلمته الصحف الإنجليزية العادية.

الطباعة الجميلة شرط ضروري للصور الجيدة، والطباعة الجميلة، تتم بعجل علمي دقيق.

ويجب أن يكون المشرف على التصوير ماهرا ممتازا وإذا أمنت الطباعة الماهرة مرة أمنتها كل مرة.

وكل ما هو مطلوب أن تعرف كيف تؤمن من ذلك لأول مرة، ثم أن تعنى بإعادة ذلك مرة بعد أخرى.

وعلى هذا فالاعتناء بنوع خاص من الطباعة وكافة الوسائل الآلية الصالحة لنسخة جيدة، والصورة الواضحة تعطي أهمية أكثر للجريدة.

لقد فشلت صحيفة “الدايلي “نيوز” في نيويورك فشلا ذريعا لمدة سنتين كانت جريدة مصورة، ولكن صورها لم تكن إخبارية.

ولما صحا محرروها ذات يوم وأخذوا يطبعون الأخبار في صور جميلة بدأت الجريدة تنجح.

– الأخبار هي ما يريد القارئ.

– الصور الإخبارية هي ما يريد القارئ.

– وليس من سبب واحد لأن لا يؤمن المحرر الرياضي ومعاونوا بعض الأخبار أو التحقيقات أو الصور المهمة، أو بعض الطرق المهمة لتقديم ما لديهم.

الصور الرياضية:

مثلا ظهرت إحدى الصور الرديئة على أولى الصفحات الرياضية للاعب كرة القدم يرفع قدميه في الهواء بعد أن قذف الكرة بها، وهو لا يحسب كم ألفا من تلك الصورة قد نشرتها الصحف من قبل، وهي متشابهة كلها حتى تبدوا كأنها صورة واحدة. إذا لم تكن لدى المحرر صور جيدة جديدة فمن الأحسن أن توضع مكانها صورا قديمة في نفس الموضوع، وغالبا تقبل من طرف القراء.

فأهم الصور هي الصور الحية الشيقة وليس مجرد لوحات جامدة لا حيوية لها.

شيء مهم اخر ، أن الصفحة الرياضية إنما هي لخدمة الرياضيين، لتسجيل الحوادث الرياضية وليست لنشر الملاحظات المسبقة.

ولكن ربما يدرك المحررون أنهم يعملون لصالح المتعهدين، وأن القراء لا يهتمون كثيرا بأخبار التعهدات المقبلة مثل اهتمامهم بسجلات الحوادث التي سبق أن جرت.

وإذا تخلصنا من مواد المتعهدين ونتخلص من كثير من الصور الجامدة لأن المحررين والكتاب الرياضيين سوف يهتمون عندها بحركة الحوادث الرياضية الحقيقية.

شيء أكيد واحد، يطلب أن يستغل كتابنا الرياضيون حجم صحفنا الكبير وينشرون صورا رياضية رائعة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.