أولا – الصحافة الإسبانية بسبتة المغربية
شهدت مدينة سبتة منذ القديم ظهور صحافة اسبانية متعددة، تخاطب الساكنة الإسبانية المتواجدة بها، مع الأجناس الأخرى الأوروبية، المتعايشة معها، وفي غياب ملفت، ومتعمد، ومبعد، عن هموم المغاربة أصحاب الأرض الإسلامية المقدسة.
مدينة انفتحت على كل العالم بفضل موقعها الجغرافي الفريد.
مدينة تطل بعمق على بحرين عظيمين، بين الأطلسي والمتوسط، وبينهما ذلك الجبل العظيم لطارق بن زیاد.
مدينة احتضنت اللاجئين السياسيين، والحقوقيين المرموقين، ومشاهير التجارة، والاقتصاد، بفضل مینائها البحري الكبير.
وكأول مدينة في إفريقيا نشطت فيها الصحافة بدون منافس، أستعرض فيما يالي أسماء الصحف التي صدرت بسبتة وكلها بطبيعة الحال صحف اسبانية لا وجود لأي صوت عربي ينافسها، إذ لحد كتابة هذا التاريخ الصحفي لشمال المغرب فإن مدينة سبتة لم تحفل بأي صوت إعلامي عربي . ورغم ذلك سنلاحظ أن اسم إفريقيا، والمغرب، وسبتة تفرض نفسها في كثير من المواقع وتتصدر عناوين الصحف الاسبانية.
وعلى امتداد مئات السنين على احتلال هذه المدينة ، فقد ولد بها العشرات من الاسبانيين وغيرهم ، وأصبحوا كالمغاربة مولدا ونشأة بها ،منهم من حمل مشعل الصحافة ومد مسارها بخير تجربة وعمق معرفة ، وبعد فكرة ، في شتى الحقول العلمية والأدبية ، ومنهم من امتهن الحرفة الصحفية لأجل الارتزاق والتحامل على الآخر . ويكفي الرجوع إلى عشرات الكتب التي ألفت عن تاريخ الصحافة الاسبانية لنرى تأثيرها العظيم في نفوس الاسبانيين أنفسهم ، وهذه أهم العناوين التي صدرت بسبتة ردها الله إلى دار الإسلام .
ملاحظة : ترجمة عناوين الصحف الأجنبية للعربية هي تقريبية وليست قطعية
أولا: المحرر الافريقي : EL LIBERAL AFRICANO
المطبعـة :.MADRID-IMP. SIN IMP- بدون ذكر اسم المطبعة.
سنة التأسيس: 1820.
المؤسـس : فرانسيسكو ازناردي(Francisco lznardi )
رئيس التحرير ؛ أكوستين دي اركيل ( Agustin de Arguelle)
تاريخ الإصدار فاتح ماي 1820
توقيت الصدور: أسبوعية
سنة التوقـف: 1820.
المحرر الإفريقي يرمز إلى الحرية ، والاستقلال ، وتحرير الشعوب من غطرسة الاستعمار وجبروته .
هو أول صوت إعلامي عرفه المغرب أتي من مدينة سبتة باسم المحرر الإفريقي صدرت منه ستة أعداد فقط ، باسم الجمعية الوطنية لسبتة، ومن طرف مؤسسها السيد فرانسيسكو إزناردي (Francisco lznardi) من كاراكاس بالولايات الأمريكية، وقد كان كاتبا عاما للحركة الثورية هناك سنة 1811م، ثم انتقل في سنة 1820 م إلى مدينة سبتة كلاجئ سياسي هربا من بلاده ، بعدما كان سجين رأي معارض لوزارة التاج، وفلت من العقاب، فانضم إلى الجمعية المذكورة ومن ثم اصدر هذه الجريدة ،التي تباعدت أعدادها الصادرة بشهور عديدة إذ صدر عددها السادس والأخير بتاريخ ماي 1820، وهناك من يقول بأن هذه الجريدة صدرت على مرحلتين :
الأولى من شهر ماي إلى يونيه 1820 م حيث ماتت في حينها ، كما علق على ذلك مؤسس جريدة» (مانيا) المدريدية السيد رامون دي مسونيرو Mesonero de Ramon y Romanos
الثانية: ومنهم من يقول بتباعد صدور الأعداد بصفة متقطعة.
والاسم الذي تحمله هذه الجريدة (المحرر الإفريقي) يدل على أن اتجاه الجريدة كان تحرريا وليبيراليا، ولا يخضع لأي صوت عسكري، وقد وقع الاهتمام إعلاميا بهذه الجريدة التي تعد أول منبر صحفي دخل إلى إفريقيا، من طرف الباحثين الاسبان، ومن طرف جمعية الصحافيين المدريديين، وكتب عنها الكثير في الثقافة الاسبانية، ولحد الآن لم يعلن عن وجود نسخ من هذه الجريدة التي ظلت عند الخواص على ما يظهر. وان كان هناك من علق على بعض أعدادها الصادرة وما تضمنته من مقالات ومواضع الساعة، واهتمامها المتزايد بمدينة سبتة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وبهذا المعنى لا يعد المتحرر الإفريقي صوتا اسبانيا حرا بل جاءت به الرياح من أمريكا هربا من الظلم والطغيان وعبودية الشعوب . وبكل أسف لم يعمر طويلا.
ثانيا ـ صدى الدستور: Eco Constitucional
سنة التأسيس: 1821
المطبعـة :ceuta imp.viude de castillo (algiceras)
توقيت الصدور: أسبوعية
الحجــــــــــــم: 273×195
عدد الصفحات : 4 صفحات
سنة التوقف : 1822.
ثم صدرت في سبتة أيضا جريدة “صدى الدستور” سنة 1821 م باللغة الاسبانية وكانت تطبع في الجزيرة الخضراء ولم يطل عمرها. بسرعة توقفت هي الأخرى نتيجة مجهود شخصي حر. لا دخل للحكومة الاسبانية فيه. كما يظهر أن روحها كانت متحررة غير استعمارية، ولذلك فإن دراسة محتواها قد يفيد في معرفة أحوال نشاطها الصحفي بسبتة وموقفها من العلاقات المغربية الاسبانية، وكانت قد دعت شركتين مهمتين بالجزيرة الخضراء إلى المشاركة في انتفاضة بجبال “سيرانيا ” ضد الكنيسة بسب صفقات مشبوهة.
وكان الهاجس الدستوري يشغل خطها الصحفي ، لإيمانها بحرية الشعب الإسباني وتطلعه نحو الديمقراطية والاختيار السياسي ، وهو طرح متقدم في تلك الفترة.
ثالثا : جريدة وقائع سبتة La Cronica de ceuta
المطبعة : Ceuta -Imp.garcia de la torre
سنة التأسيس: 1868
المـؤسس : غرسيا دي لا طوري Garcia de la torre)
توقيت الصدور : 3 مرات في الأسبوع
أول عدد لها : كان بتاريخ 3/10/1868
الحجـم x215 x 315
عدد الصفحات: 4 صفحات
سنة التوقف : 1874
أصدر الناشر والكاتب الاسباني المعروفمانويل غرسيا دي لا طوري هذه الجريدة مبكرا، ويظهر من خلال شعارها أنها جريدة إخبارية ثقافية، واهتمامات عامة كانت تصدر أيام الثلاثاء والخميس والسبت من كل أسبوع. ومن افتتاحيتها التي تصدرت الصفحة الأولى كاملة في العدد الأول الصادر بتاريخ السبت 3 دجنبر 1868، راهن مديرها على أن مدينة سبتة «ستكون عاصمة لكل إفريقيا ،تعانق الحضارات الثلاث، وتواكب النهضة الفكرية والثقافية والاجتماعية التي تعرفها ، ومن رصد الميزانية العامة لتحقيق هذا الطموح ، وأعادت القارئ إلى الماضي القريب لهذه المدينة كيف انتعشت ؟ وكيف تطورت ؟ وأشادت بدور الجنرال الملكي حاكم المدينة الذي يبذل جهودا لتقدمها.
ومع غيرها من الأصوات الحرة الأخرى اختفت وقائع سبتة من الساحة الصحفية، وفيها شعلة من الثورة الديمقراطية.
الكتاب: الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال
المؤلف: محمد الحبيب الخراز
(بريس تطوان)
يتبع..