ثانيا – الاحتلال الثاني لشمال المغرب
الصحافة الاسبانية بتطوان LA PRENSA ESPAÑOLA DE TETUAN
باعتبار أن مدينة تطوان كانت عاصمة المنطقة الخليفية، والإقامة العامة للحماية الإسبانية بشمال المغرب ، صار معلوما أن تتحول إلى منبر إعلامي كبير من خلال الإصدارات المكثفة من صحف ومجلات، ومطبوعات، ومنشورات ، ساهمت في القيام بحركة النشر والإعلام، وصارت بوقا لتمجيد الحماية والدعاية لنشاط مسيريها ، ووجدت تسهيلات مبسطة لتكثيف عملية النشر .
وأول ظهير خليفي صدر بتأسيس الصحف كان بتاريخ 22 يوليوز1927، والسلطة المخولة لمنح الترخيص أو إلغائه، أو مصادرة كل نشرة أو فرض رقابة، بيد المقيم العام الإسباني، كما له الحق في منع دخول أية صحيفة إلى منطقة النفوذ الإسبانية.
وبهذه القبضة الحديدية لم يسمح للصحف العربية الوطنية بالصدور إلا في سنة 1933 بإصدار مجلة « السلام « لمحمد داود، رغم المحاولات التي انطلقت منذ سنة 1917 من طرف عبد السلام بنونة ، وعبد الخالق الطريس ومحمد داود ولكن بدون جدوى ، إذ تم رفض كل الطلبات المغربية لإصدار صحف مغربية عربية .
القوانين المنظمة للصحافة بالشمال
قبل الدخول في تغطية المجالات النضالية للصحافة المغربية في عهد الحماية الاسبانية، يجب معرفة القوانين التي نظمت هذا القطاع حسب منظور الاستعمار الاسباني ، وكان أول ظهير بشأن ذلك صدر في عهد الخليفة السلطاني الأمير مولاي الحسن بن المهدي ، أما قبله في عهد والده الخليفة مولاي المهدي فلم يصدر أي قانون للصحافة رغم مرور خمسة عشر عاما من بداية الحماية، وهذا راجع لكون المنطقة بكاملها كانت تحت سيطرة الجيش الإسباني بفعل حروب التحرير في قبائل الشمال الجبلية والريفية ضد الاستعمار الأسباني، ولم يتنفس فيه الصعداء إلا بعد نفي الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي .
وقبل استعراض أسماء الصحف والمجلات ، نأتي على القوانين والقرارات المنظمة لقوانين الصحافة، وتأسيس الجمعيات والأحزاب السياسية، حتى ندقق بالعين البصيرة في ظروف العمل الصحفي في هذه الفترة ، وخصوصا الصحافة الوطنية بالدرجة الأولى، ثم نترصد للعمل الجمعوي للصحافة الاسبانية المغربية وظروف تأسيسها ، ونشاطها ، قبل أن نستعرض الصحف والمجلات الصادرة.
الكتاب: الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال
المؤلف: محمد الحبيب الخراز
(بريس تطوان)
يتبع…